المرأة والارض

ريم حسن محمد

الأرض معقلنا وكانت أمنا .. فيها مقابرنا وفيها نولد

الأم والارض رمزاً للخصوبة و رمزاً لاستمرار الحياة عشتار التي هي رمز لكل امرأة كانت آلهة الخصوبة ففي كل زمان وكل أرض هناك عشتار التي عرفت بآلهة أنثى مخصبة تعد المصدر الأول للبقاء وللحياة والولادة والتكاثر فهي مصدر التجدد .

فكرة أمومة الأرض تضرب في التاريخ حيث عرفت الأرض بأسماء متعددة وأول اسم معروف لها هو كي الآلهة الأم وكانت تمثل الأرض , وفيما بعد عرفت باسم نينتو آلهة الولادة والخصوبة .ويوجد العديد من الهات الزراعة مثل الآلهة سخت الهة الحقول والآلهة رنوت ربة الخصب الزراعي وسيدة الشون (العصا) والآلهة ايزيس رمز الفلاحة والآلهة اشنان ويعني اسمها الحنطة والآلهة شالا واشتهرت باسم سيدة سنبلة القمح والآلهة ديميتر آلهة الطبيعة والنباتات والفلاحة يقال أن العبادة لها يزبد من منتوجات المحاصيل وأنها إذا غضبت تفقد الأرض خصوبتها كانت تقام لها طقوس حيث يحتفلون ويرفعون نباتات القمح رمزاً للولادة الجديدة للآلهة الغائبة , فقد كانت جملة الأعمال الزراعية التي يقوم بها الإنسان من حصاد وحرث ليست أعمال دنيوية وإنما طقوس دينيا حيث يندب الحصادون روح القمح ثم يدفنونها في الأرض ثم يقضون فصل الشتاء في الطقوس والصلوات لمساعدتها على الإنبات فإذا ظهرت رؤوس السنابل عم الجميع الفرح عادة عشتار من جديد .

ما من شيء أثمن من الغذاء الذي يؤمن سيرورة البشرية فكل شيء ثمين بالنسبة للبشرية يتم السمو به وتأليهه أي تقديسه فكلمة قدسية في اللغة السومرية مشتقة من كلمة كاوتا وهي مرادفا لمعنى غذاء فالقدسية هي الهوية التي ترمز إلى أهم الأشياء والمواد التي تمكن سيرورة الحياة ، و بما أن الغذاء هو أهم مادة لأجل سيرورة البشرية فهو القداسة بعينها . فالغذاء التي صنعته الأم بكدحها فهي خالقته ومكتشفته وراعيته ،وهي التي جمعت أولى سنابل القمح فالمرأة لا تهتم سوى بالإنتاج لضمان سيرورة البشرية هذا هو معنى القداسة التي بنيت بيد الأم .

هذه هي إنسانية المرأة الإنسانية المقدسة ولذلك حول الإنسان آلهة الخير والبركة إلى هوية سامية قائمة بذاتها.

إن تلك الحقبة هي حقبة الآهة الخصبة والراعية للإنسان وتشهد عصر الآلهة الأنثى . آلهة البركة والعطاء لذلك كانت القدسية تخص تلك الآلهة ومن الواضح أن هذا هو تاريخ وحقيقة الآلهة أي أنها آلهة مقدسة ترتكز على كدح الإنسان وأن ثقافة الثورة الزراعية والحيوانية عريقة عميقة وأثرت في البشرية جمعاء في كافة العصور ، أما بعد ذلك تعرضت هذه الإنسانية أو هذا الانتاج العريق لأشد انواع الخيانة الكبرى، فالطغيان العبودي والإقطاعي والنظام الذكوري المنافق قد أفرغ القديسة من مضمونها. إذ تعرضت هذه القداسة النبيلة والمشحونة بالمعاني الفاضلة العظيمة ، إلى للاحتلال على يد الملاعين الذين طوروا طابع الهيمنة والاستغلال على الدوام وبدأوا بالهجوم على ثقافة الأم والكدح التي بنتها بعرقها وتعبها ، وهنا تبدا مرحلة اللعنة حيث أن الممارسات وظواهر الاحتلال وممارسة النهب والسلب والظلم والدمار لثقافة الأم وأدى ذلك بتحولها من القداسة إلى لعنة ،ومن الواضح أن اللعنة انفجرت بالتزامن مع تصاعد المجتمع الطبقي

وقد يكون صادم لبعض مجتمعاتنا الذكورية أن أول من اكتشف الزراعة هي المرأة ومعلمها الأول هي المرأة ، المرأة التي لها الفضل في اكتشاف الزراعة وتوفير الامن الاجتماعي والاستقرار .فالمرأة هي التي وضعت اسس الاقتصاد نتيجة الحمل وحاجتها للاستقرار كانت تجمع الحبوب والبذور وثمار الفواكه المختلفة لهذا صارت النساء اكثر خبرة بعالم النباتات والزراعة وبفضل هذه الخبرة تقدمت المجتمعات البشرية فقد كان ما تزرعه الأم من حبوب يوفر القوت اليومي للكلان حيث اعتمدت الأُسر في معيشتها على عمل الأم فازدادت أهميتها وارتفع مقامها. ونظراً لاعتماد المرأة على الزراعة فقد كان حق ملكية الأرض للمرأة فقط .

المرأة الريفية على مر العصور كانت وما زالت مصدر للإنتاج بعملها سواء في البيت أو خارجه فهي المسؤولة عن تربية الأطفال ورعايتهم والإشراف على تعليمهم والمسؤولة عن المنزل, وإلى جانب دورها كأم وزوجة تقوم بعمل الفلاحة لكن رغم الدور الأساسي الذي تلعبه المرأة الريفية إلا أنها لا زالت تعاني من الصعوبات الاقتصادية والتهميش والأمية ، كما أنها تتعرض لظلم مزدوج كجنس وكقروية سواء في البيت أو في العمل بسبب جهل المجتمع الريفي مع غياب الثقافة مما يجعل حياتها مسحوقة تحت ما يسمى بالعادات والتقاليد التي تكبل حركتها من كل جانب ، وأسباب أخرى رسخت هذا الظلم على المرأة حيث تعيش حياة صعبة وشاقة لأنها تعتبر مجرد الة انجاب وعمل لخدمة زوجها وأطفالها.

كما أنها لا تتمتع بحقوقها الكاملة بسبب الإقصاء الثقافي والاجتماعي والسياسي الذي تتعرض له ضمن مجتمعها، و تحرم المرأة في الريف من الميراث ولا يسمح لها بإبداء رأيها في كافة الأمور التي تتعلق بحياتها بسبب العادات والتقاليد التي تتحكم بهذه المجتمعات والتي لها تأثير سلبي على المرأة مما يدفعها الى عدم عيش حياة حرة وكريمة, و تحرم بعض الفتيات رغم عنهن من التعليم أما بسبب الفقر أو بسبب القيود المفروضة على حركتها أو التوقف عن الدراسة عند سنة دراسية معينة بحجة عدم التطاول وهو تجاوز حدودها فما زالت المجتمعات الريفية تعتبر خروج المرأة من المنزل يؤدي إلى الانحلال الاخلاقي إذ بقائها في البيت سترة لها وحماية لأخلاقها فالفتاة في الريف تربى على أن تكون خجولة ومطيعة.

ومن أكثر الحقوق المرأة هداراً هو عدم اختيار شريك حياتها بنفسها حيث يقوم الأهل باختيار الشريك الذي يعتقدون أنه مناسب لها دون الاستماع لقرارها وغالباً ما يكون هذا الزوج ابن العم بسبب العرف الاجتماعي وقد ترغم على الزواج منه في سن مبكر حيث أن ظاهرة الزواج المبكر شائعة في المناطق الريفية لأن في اعتقاد هذا المجتمع أن الفتاة التي لم تتزوج قبل سن الثامن عشر تصبح عالة على أهلها وعشيرتها وقد تقل فرصة زواجها, فنرى المرأة هنا أكثر عرضة للعنف وتتحول لمركز ضعف ومهانة وقهر ،فتصبح خاضعة ومستغلة مع عدم مراعاة حاجاتها ورغباتها حيث تصل الى أقصى حالات القهر النفسي.

في حين أن المشكلة الأكبر تكمن أن هناك بعض النساء في الريف لا يعرفن ما هي الحقوق التي يتمتعن بها لذلك لا تستطيع الدفاع عن كيانها ونفسها كامرأة لها حقوق حيث يعرفها مجتمعها على أنها معيبة وهي شرف عائلتها وعشيرتها لذلك تحاول إخفاء مشاعرها وعدم قدرتها على التعبير عن نفسها وعن مشاكلها, ففي المجتمعات العشائرية الوالد أو الإخوة أو الزوج هم من يضعون الحدود لنسائهم والتي تتعدى تلك الحدود تعتبر جالبة للعار لأهلها وعشيرتها وزوجها.

فمن خلال التدريبات التي أعطيناها في القرى البعيدة عن المدينة والتقائنا بنساء من مختلف الأعمار رأينا ما تعانيه تلك النساء من حكم ومشاكل قد تكون أكبر من طاقتها بسبب اخضاعها للذهنية الذكورية فالمجتمعات القروية تتسم بطابع ذكوري حاد وأيضاً بسبب العادات المرسومة بإطارة ديني المطبقة على المرأة فقط .

كانت تتسم النساء بالخجل المفرط رغم أن المرأة الريفية معروفة بقوة بنيتها بسبب كثرة أعمالها فقد كانت وضعية جلوسهن كانت مختلفة نوعاً ما، حيث كان يجلسن وارجلهن مسحوبة أمام الصدر كأنهن يجدن في جلستهن عيب ، واثار الخوف المرسومة على وجوههن نتيجة الكبت والضغوطات, كانت اصواتهن خافتة لكن عيونهن مليئة بالكلام وعقولهن مليئة بالأسئلة والتناقضات .

المرأة الريفية لم تكتفي بالعمل داخل المنزل أو بدورها كأم وزوجة بل تقوم بعملها خارج المنزل،

فتعمل في الحرث وتنزع الأعشاب الضارة من الأراضي ويسمى بالتعشيب، إضافة إلى الحصاد اليدوي بالمنجل كما تقوم بجمع التبن والحشائش والأعشاب تحت الشمس الحارقة لتغذية الماشية أو لادخارها لفصل الشتاء و تهتم بهذه الماشية كما تهتم بأطفالها من خلال الرعي و الإشراف على صحتهم ، وتتكفل المرأة الريفية بجلب الماء من الآبار او السواقي البعيدة عن المنزل بواسطة السطل لاستخدامها في أعمال المنزل من غسل ملابس وغسل اواني ولسقاية الماشية وغيرها من الأعمال, إضافة لقيامها بالتحطيب إذ انها تجمع الحطب لتدفئة أسرتها أو للخبز.

فمن المعروف أن المرأة الريفية تصنع خبزها الشهي بيدها إما على الصاج او التنور، وقد تستخدم هذا الحطب للطبخ , وتعمل بصنع الجبن ومنتوجات الألبان واستخلاص الزبدة الطرية والسمن للبيع او لمونة البيت ،لكن رغم كل هذه الاعمال التي تقوم بها تقريباً بشكل يومي لا يتم الاعتراف بها اذ انها تشكل قوة عمل مستغلة

و من أهم الأعمال التي تقوم بها المرأة هي الزراعة التي تحتاج إلى الكثير من الصبر. فالمرأة هي اكثر الكائنات ارتباطاً بالأرض والطبيعة والصلة بينهما قوية من حيث الخصب فكما تحمل المرأة الجنين برحمها كذلك التربة تحمل البذرة , فكلاهما معطاة وكلاهما ضمان لاستمرار الحياة .

والدليل على ذلك الأم الكبرى عشتار الهة القمح وروحها .فجملة الأعمال التي يقوم بها الإنسان في الأرض من زراعة وحصاد جميعها كانت من اكتشافات المرأة .

أما بالنسبة للمرأة الفلاحة في الوقت الراهن التي تعمل جاهدة في الارض وغيرها من الاعمال تعتمد بشكل اساسي في معيشتها ومعيشة اسرتها على المحصول الزراعي او على الاجر الذي تأخذه لقاء عملها في ،الأرض حيث تنهض قبل شروق الشمس لتعد فطور عائلتها ليجدو كل ما يحتاجونه جاهزاً وتساعدهم للخروج من المنزل للدراسة و العمل ، وبعد ذلك تباشر أعمالها اليومية مبتدئة بشؤون البيت من ترتيب وتنظيف ومن ثمة تخرج لعملها خارج البيت وغالباً ما يكون هذا العمل الفلاحة فتنتقل لمكان الزراعة عند النزول للأرض لتبدأ العاملات بتجهيز أنفسهن وشرب الماء لنصف ساعة ثم يقوم الشاويش بصف العاملات للبدء بالعمل على خطوط . مثال زراعة البصل تمسك كل عاملة سطل معبئة شتلات ويغرسن كل شتلة على حدة بيدهن حتى موعد الإفطار، ليأخذن استراحة لا تتجاوز نصف ساعة فيتشاركن الطعام وبعض الأحيان لا ينهين طعامهن بسبب الوقت القصير وخوفهن من الشاويش ، ومن ثم يعودن للعمل حتى انتهاء النهار أما عند العمل بالركاش وغرس القطن ويكون في نيسان حتى ايار يمارسن ما يسمى الحدرة ،وهي عادة جميلة قديمة تقوم بها العاملات الفلاحات ،حيث تقف فلاحة في المقدمة وتغني ويرددن ورائها باقي العاملات وهن منحنيات للعمل شرطَ أن تكون ضربة الفأس موحدة لتعطي نغمة التصفيق , وتكون العاملات من أعمار مختلفة فيعملن بجد ومحبة وقد يساعدن بعضهن البعض في العمل وتداول الأحاديث والقصص والغناء أحياناً لتخفيف عناء التعب واعطاء العمل روح التعاون والمشاركة.

مهنة الزراعة لا تقتصر على نساء الريف فقط فهناك نساء من المدن يذهبن للعمل في الأراضي نظراً لظروف المعيشة القاسية . حيث أن بعض العاملات في الريف يقطعن مسافات طويلة للوصول إلى مناطق الفِلاحة بعضهن يقطعن المسافة مشياً على الاقدام ،والبعض الأخر ينتقل بواسطة شاحنات أو بواسطة جرارات و تشكو أغلب النساء من طرق النقل القاسية ،حيث يتم حشرهن في الشاحنات دون انسانية وقوفاً على الأقدام لحمل أكبر عدد ممكن مما يؤدي إلى وقوع الحوادث نتيجة لثقل الحمل فالعاملات يشتغلن بدون حماية وسط ظروف قاسية حيث يتعرضن للمؤثرات المناخية بين حر وبرد مما يسبب لهن مضاعفات صحية مختلفة ،مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام وامراض جلدية , نتيجة تنقلهن في الأراضي الموحلة في فصل الشتاء، وقد يتعرضن بعض النساء للإجهاض بسبب العمل الشاق مثل حمل المنتوجات بأوزان ثقيلة , وبالرغم مما تعانيه النساء من أمراض إلا انهن لا يتمتعن برعاية صحية .

يعملن النساء في الأراضي دون عقود قانونية مما يجعلهن عرضة للابتزاز من قبل الشاويش، لأن الشاويش أو الناقلين لهم الدور الكبير في تشغيل العاملات لهذا يتم استغلالهن فالشاويش هو من يحدد الأجور منها يكون يومي ومنها اسبوعي والبعض منهن لا يتقاضين أجورهن حتى انتهاء الموسم والبعض لا يحصلن عليه. فعلى الرغم من رغبة المرأة في تحملها للمسؤولية المالية فأن غالبية النساء العاملات في هذا المجال لا يحصلن على اجرهن العادل ،إذ تعتبر مشاركتهن جزء من المسؤولية الاجتماعية والواجبات العائلية ، ويتعرضن للتحرش وهذا الموضوع يكون رائجا بين العمال ، فما زالت المرأة الريفية تعاني من سوء المعاملة و العنف اللفظي كالشتم وقد يصل الى الضرب بواسطة عصا أو باليد بحجة انها لا تعمل بالشكل المطلوب ، ففي الأرض يكون الشاويش مسؤول عن العاملات وله الحق بالتصرف معهن كيفما يشاء ،كما يستخف بجهودها بسبب نظرة المجتمع الدونية لعاملات الريف التي تفرض سيادة الرجال على النساء ،وقد تضطر بعض العاملات إلى ترك العمل رغم حاجتهن له بسبب هذه المعاملة ، فنرى هنا كيف تعامل المرأة كعبدة على نفس الأرض التي كانت المرأة فيها الهة ومالكة لهذه الارض .

وبالرغم من المشاركة الكفاحية التي تخوضها المرأة ودورها الاقتصادي في التنمية لا يحق لها الإرث الشرعي لهذه الأرض ، فغالباً ما يرثها ذكور العائلة ( الإخوة, الأعمام) وخصوصاً إذا تزوجت ،فبمجرد خروجها من العائلة وانتمائها لعائلة أخرى لا يحق لها المطالبة بالإرث لأنها تصبح تابعة لعائلة زوجها ولو ورثت فسوف يتولى زوجها إدارة هذه الممتلكات.

لكن بفضل الجمعية التعاونية الفلاحية (الكوبراتيف) لم تعد الفلاحة تخضع للسلطوية الذكورية التي تمارس عليها من قبل الشاويش، إذ تعمل كأداة ووسيلة لتسهيل الكثير من المشكلات التي تعترض طريق العملية الانتاجية الخاصة بالقطاع الزراعي ،ومن خلالها يمكن أيضا تنظيم وترتيب المجتمع الريفي ودعم الفلاحات وتحسين وضعهن الاجتماعي ،وهذه الجمعيات تفسح للفلاحات أكثر من مجال لعملها في قطاع الزراعة حيث أنها تدعمها في كافة المجالات المادية والمعنوية وحتى النفسية و اجتماعيا ، لذلك تبدأ هذه الكوبراتيفات بالدعم المادي والمعنوي للمرأة الفلاحة ، حيث أنها تعمل داخل الجمعيات التعاونية لأجل تقوية اقتصادهن والاعتماد على ذواتهن، من خلال عملهن في الأرض حيث أن الجمعيات تسعى لتأمين الأرض والرأس المال والمواد الزراعية المتعلقة بالمنتوج ،والمرأة الفلاحة بدورها تعمل في هذا الأرض وتبذل مجهودها كله بالعمل لوقت الانتاج ،وبعد مجيء الموسم تبدأ الجمعية بأخذ رأس المال واعطاء الربح للمرأة الفلاحة وأخذ ثمن مجهودها طول عملها في الأرض، وذلك لتقوية الاقتصاد المحلي وتشجيعه من خلال الجمعيات التعاونية ( كوبراتيف ) و تعزيز روح التعاون والتشاركية بين النساء الفلاحات . والهدف من هذه الجمعيات ليس الربح وإنما كسر الذهنية السلطوية التي تمارس على المرأة الفلاحة وتشجيع الإنتاج المحلي في ظل الظروف القاسية

لكن رغم كل ما تعانيه المرأة من استغلال وصعوبات في معيشتها وخصوصاً في عملها الزراعي إلا أنها تشعر بالرضى لحصاد البذور التي غرستها , وبالسعادة لشعورها بالإسهام والمشاركة , فالعمل بالنسبة لها ليس فقط حاجة اقتصادية بل مصدر للثقة بالنفس وبناء الشخصية وتشعر بقيمتها المعنوية والاقتصادية في العملية الإنتاجية وهذا ما نسميه بعلم الاقتصاد. فعلى الرغم أنها تعيش أسيرة العادة والتقاليد الذكورية إلا أنها تكون حرة عندما تعمل وتتعامل مع الطبيعة والتراب الذي يشبهها عطاء .

قد يعجبك ايضا