إن العلم الذي سيتطور متمحوراً حول المرأة، سيكون الخطوة الأولى نحو علم اجتماع سليم.

لم يُدوَّن بعد تاريخ عبودية الأنوثة. أما تاريخ الحرية، فلا يزال ينتظر التدوين. لا شك في أن تاريخ عبودية المرأة مخفي في ثقافة الشرق الأوسط. بالتالي، فإن انطلاقته ستكون على هذه الأرض. ولكن، من الواضح أنها لن تكون انطلاقةً بالطراز الرجولي. هذا وبإمكان الجينولوجيا أن تكون انطلاقة رئيسية في هذا المضمار. ما أقصده هنا هو الابتعاد تماماً عن النظر إلى المرأة بصفتِها موضوعَ جنس، بل تنويرها وإجراء البحوث اللازمة في سُبُل وإمكانياتِ جعلها حرة، باعتبارها خميرة المجتمع وجوهره. وبالطبع، فإن هذه البحوث لا يجب أنْ تقتصر على ميادين العلم الوضعي المُصاغِ بمنظور ذكوريّ محض، بل ويجب أن تشمل أيضاً الميادين الدينية والفنية والفلسفية

يُشَكِّلُ تقييمُ المعنى الاجتماعيِّ وتَقَدُّمِ الحقيقةِ على مدارِ العصورِ ضمن هذا الإطار صُلبَ عِلمِ الاجتماع. فالحقيقةُ أساساً هي حالةُ انعكاسِ المعنى الاجتماعيِّ المتنامي طيلةَ العصورِ على وعيِ الإنسان. أي، بإمكاننا تسمية عملِ التعبيرِ عن النفسِ عن طريقِ السبلِ الميثولوجيةِ والدينيةِ والفلسفيةِ والفنيةِ والعلميةِ على أنه عملُ تَقَصّي الحقيقةِ والتعبيرِ عنها.. يُقالُ أننا نعيشُ في عصرٍ وصلَ فيه العلمُ والاتصالاتُ أَوجَ قوتِهما. إلا أنّ عجزَ العلمِ حتى الآن عن تعريفِ الحياةِ وأواصرِها الاجتماعيةِ رغمَ تطورِه الخارقِ هذا، إنما يثيرُ الذهولَ إلى حدٍّ بعيد. إذن، ينبغي حينها السؤال: هو عِلمُ ماذا، ومن أجلِ مَن؟علماً أنّ بُنيةَ العلمِ في العهدِ النيوليتيِّ كانت مختلفة. فمعلوماتُ المرأة حول النبات ربما كانت قد رَصَفَت أرضيةَ البيولوجيا والطب. فضلاً عن أنّ رصدَها للفصول والقمرِ كان يُظهِرُ إلى الوسطِ ضرورةَ القيامِ بعملياتِ الحساب. بالإمكان وبكلِّ يُسرٍ شرحُ ذلك بأنّ ممارسةَ الحياةِ العمليةِ الممتدةِ على مدى آلافِ السنينِ في مجتمعاتِ الزراعةِ– القرية، قد أَبرَزَت خزينةً عظمى من المعلوماتِ والمعرفة. لكنّ هذه المعارفَ جُمِعَت في عهدِ المدنية، وصُيِّرَت جزءاً من السلطة. وقد شوهِدَ تَحَوُّلٌ نوعيٌّ هنا بالمعنى السلبي.لم تُطَوِّر الرأسماليةُ العلمَ، بل استثمرَته. أنها انتهاءُ المعنى في الحياة هكذا كان مفادُ ذلك الفصلِ الجذريِّ للعلمِ عن المجتمع، وبالأخصِّ عن المرأة، وفصلِ أواصرِه عن الحياةِ والبيئة أيضاً.

النتيجةُ الأهمُّ التي ينبغي استخلاصُها من ذلك، هي مدى حاجةِ العلمِ الماسة إلى إعادةِ تفسيرِ معانيه. ثمة حاجةٌ ماسةٌ للعلمِ بثورةٍ براديغمائيةٍ جديدة.والعلمُ الذي سيُطَوَّر، مِن الضروريِّ ترتيبُه على شكلِ “علم اجتماع” بالدرجةِ الأولى. وينبغي الاعترافُ بعلمِ الاجتماعِ بصِفَتِه الإلهةَ الأمَّ لجميعِ العلوم.

تاريخُ المدنيةِ هو في الوقتِ نفسه تاريخُ خُسرانِ المرأة. فهذا التاريخُ بآلهته وعباده، بحُكامه وأتباعه، باقتصادِه وعلمه وفنه؛ هو تاريخُ رسوخِ شخصيةِ الرجلِ المسيطر. بالتالي، فخُسرانُ وضياعُ المرأةِ يعني التهاويَ والضياعَ الكبيرَ باسمِ المجتمع إدراكُ كافةِ أشكالِ ومضامينِ مستوى العبوديةِ التي شُرِّبَت حياةُ المرأةِ بها على مدى آلافِ السنينِ بِيَدِ الرجلِ وعَقلِه الاستبداديِّ والاستعماريّ، أمرٌ كان يتوجبُ اعتبارُه أولَ خطوةٍ على دربِ سوسيولوجيا الحقائق. سعى علم الاجتماع لتمحيصها ودراستها كمواضيع علمية بحد ذاتها، إلى الربع الأخير من القرن العشرين. ولكنها تحتل حيزاً بسيطاً ومحدوداً للغاية في العلم. تشير هذه النقطة إلى السمة الجنسوية لكل البنى العلمية – بما فيها علوم الاجتماع – التي يجب أن تكون أكثر موضوعية. إنها جنسوية العلم.

فالتركيزُ على ظاهرةِ المرأة، وإسنادُ أنشطةِ الحريةِ والمساواةِ إلى حقيقةِ المرأةِ لدى الشروعِ بتحليلِ القضايا الاجتماعية؛ ينبغي أنْ يَكُونَ أسلوباً بحثياً رئيسياً من جهة، وأرضيةً للجهودِ العلميةِ والأخلاقيةِ والجماليةِ المبدئيةِ من الجهةِ الثانية. ذلك أنّ أسلوبَ البحثِ الذي تَغيبُ فيه حقيقةُ المرأة، وكفاحَ الحريةِ والمساواةِ الذي لا يتَّخِذُ من المرأةِ مِحوراً له؛ لن يَقدرا على بلوغِ الحقيقة، ولا على نيلِ الحريةِ وتوطيدِ المساواة. . لكنّ المجتمعَ والمرأة أُسقِطا بما فيه الكفاية، وأُخرِجا من كَينونتِهما، وصُيِّرا بمثابةِ موضوعٍ شيئيٍّ على يَدِ المدنيةِ التي عاشاها، والحداثةِ التي تَعَرَّضا لغَزوِها. من هنا، فتحليلُ القضية الاجتماعيةِ عبر المرأة، والتوجُّهُ صوبَ حلِّها أيضاً عن طريقِ الظاهرةِ عينِها؛ إنما هو الأسلوبُ الصحيح. ولا يُمكِنُ بلوغ الحقيقةِ بخُطى سديدةٍ فيما يتعلقُ بأُمِّ القضايا، إلا بفرضِ ثورةِ المرأة، التي هي أُمُّ الحلول.

يتوجب رؤية المرأة كاختزال للنظام القائم برمته، وتحليلها وفقاً لذلك. فالفهم الصحيح للعبودية الإثنية والقومية والطبقية، يمر من تعريف المرأة. يتحتم على المرأة إعادة النظر في الميثولوجيا والفلسفة والدين والعلم، وتناولها بذكاء المرأة الخاص والحر، وإدخاله حيز التنفيذ بموجبه. أما التوجه نحو النظرية والممارسة العملية بذكاء المرأة، فربما يوصلنا إلى عالم قريب إلى الطبيعة، سلمي وآمن، تحرري وعادل، وإلى حياة مفعمة بالجماليات بنحو أسمى معنى.

ستَبقى طبيعةُ المجتمعِ برمته غيرَ مُنيرة، ما دامت طبيعةُ المرأةِ تَعُومُ في الظلامِ الدامس. فالتنويرُ الحقيقيُّ والشاملُ للطبيعةِ الاجتماعيةِ غيرُ ممكنٍ إلا بالتنويرِ الحقيقيِّ والشاملِ لطبيعةِ المرأة. كما أنّ تسليطَ الضوءِ على وضعِ المرأةِ بدءاً من تاريخِ استعمارِها كأنثى إلى استعمارِها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وذهنياً؛ إنما سيُقَدِّمُ مساهماتٍ كبرى في تسليطِ الضوءِ على جميعِ مواضيعِ التاريخِ الأخرى، وعلى المجتمعِ الراهنِ بكافةِ جوانبه.لا شك أنّ كشفَ النقابِ عن وضعِ المرأةِ هو أحدُ أبعادِ المسألة. والبُعدُ الأهمُّ معنيٌّ بقضيةِ التحرر. بمعنى آخر، فحَلُّ القضيةِ يتميزُ بأهميةٍ أكبر.لذا، فدراسةُ المرأةِ باعتبارها كثافةَ العلاقاتِ الاجتماعية، ليس أمراً ذا معنى فحسب، بل ويتسمُ بأهميةٍ قصوى مِن حيث حلحلةِ العُقَدِ الاجتماعيةِ العمياءِ وتَخَطّيها أيضاً. البحث في المرأة, هي تجمع لكل العلاقات الاجتماعية, لهذا السبب فهي لا تحمل طابع ذات معنى فقط بل هي مهمة بالنسبة لتجاوز عقدة المجتمع. وعلى المرأ يتطور محاوﻻت التنوير   و يحطم الرجولة المهيمنة. و يجب على على المرأ أن يحلل المرأة التي جعلت من هذا الوضع طرازا لحياتها وجعلها شكلا للمجتمع.

شكل العلاقة ما بين الرجل والمرأة تتضمن وتشبع كل العلاقات التي ﻻ توجد فيها المساواة, علاقات العبودية, التسلطية, الفاشية و القوموية. وهي مصدر كل المشاكل. أولُ خطوةٍ نَخطوها في المجتمعِ البشريِّ باسمِ الحياة، يجبُ أنْ تَتعلقُ بالحياةِ الندّية. حيث ما مِن ساحةِ حياةٍ تتسمُ بالمزايا الرئيسيةِ والمُعَيِّنةِ بقدرِ ما هي عليه هذه الساحة. أما اعتبارُ الاقتصادِ والدولةِ علاقةً أساسية، فهو من تحريفاتِ سوسيولوجيا الحداثة. فالاقتصادُ والدولةُ في نهايةِ المطافِ بمثابةِ وسيلتَين للحياةِ النديةِ. أي أنّ هذه الأخيرةَ لا يُمكنُ أنْ تَكُونَ في خدمةِ الاقتصادِ والدولةِ والدين. بل بالعكس، يجبُ تسخيرُ الدولةِ والدينِ والاقتصادِ في خدمةِ الحياةِ الندّية. لكنّ نقيضَ ذلك قد احتوى سوسيولوجيا الحداثةِ وأحاطَ بها كلياً.

وكضرورةٍ من ضروراتِ هذا السردِ بأكملِه، ينبغي أنْ تَكُونَ ساحةُ الحياةِ الندّيةِ أولَ ساحةٍ تخضَعُ لمِجهرِ العِلم. فحتى ميثولوجيا العصورِ الأولى التي يُنظَرُ إليها بعَين البدائية للغاية، وكذلك أديانُ تلك العصورِ لَم تَنطلقِ بنفسِها من هذه الساحةِ عن عبث، بل بسببِ عُراها الوثيقةِ مع الحقيقةِ الاجتماعية. من هنا، فالعِلمُ الذي سيُحاكُ حول الحياةِ الندّية، وبالأخصِّ حول المرأة، سوف يَكُونُ أولَ خطوةٍ صوبَ السوسيولوجيا السديدة. لا يقتصرُ الأمرُ على السوسيولوجيا فحسب بوصفِها علماً، بل ينبغي أنْ تُخطى الخطوةُ الأولى في جميعِ الميادين الفنيةِ والفلسفيةِ بالتمحورِ حول هذه العلاقة. هذا ولا داعي حتى للقولِ بلزومِ إيلاءِ الأولويةِ للأخلاقِ والدينِ أيضاً في هذه الساحة، بوصفِهما حقلاً من حقولِ الفلسفة. فالأخلاقُ والدينُ مرتبطان بهذه الساحةِ بما فيه الكفاية.

هنا يكون مصطلحُ “علم المرأة” Jineoloji جواباً أفضل للهدف، وبِما يتعدى نطاقَ الفامينية. فالفامينيةُ التي تُعَدُّ حركةً مهمةً في المجتمعِ المدنيّ، هي تيارٌ أيديولوجيٌّ أساساً. لذا، فهي مُلزَمةٌ بالاعتمادِ على أرضيةٍ علمية.  فالحركةُ النسائيةُ التي يمكننا عَزوُ أصولِها بحالتِها العصريةِ إلى الثورةِ الفرنسية، قد وَصَلَت يومَنا الراهنَ بعد مرورِها بعدةِ مراحل. حيث تم الاندفاعُ وراءَ المساواةِ القانونيةِ في المرحلةِ الأولى. هذه المساواةُ التي لا تعني الكثير، كادت تتحقَّقُ برَواجٍ شائعٍ في يومنا الحاضر. ولكن، ينبغي الإدراكُ جيداً أنها خاويةُ المضمون. فالمرأةُ حرةٌ ومتساويةٌ مع الرجلِ ظاهرياً. بينما أهمُّ أشكالِ الضلالِ والخداعِ مخفيٌّ في ذاك النمطِ من المساواةِ والحرية.رغم وجود العديد من العناصر المهمة في مساعي وجهود الفامينية، إلا إنها لا تزال بعيدة عن تخطي آفاق الديمقراطيات ذات النواة الغربية. وبالأساس، يصعب على المرء القول بأنها استوعبت شكل الحياة التي كونتها الرأسمالية بشكل كامل، فما بالك بتخطيها إياها! فافتقار مناضلية المرأة إلى الدعامة التنظيمية المتينة، وعجزها عن تطوير فلسفتها بشكل تام؛ إنما يثبط من عزمها على مواجهة المصاعب. من العسيرِ على المناضليةِ النسائيةِ الحرةِ أنْ تُحرِزَ النجاح، من دونِ امتلاكِ شخصياتٍ خارقة. وحتى أنّ نجاحاتِها المحدودةَ المتحققة، ستعاني الانصهارَ بتحامُلِ المجتمعِ الجنسويِّ وضغطِه اليوميِّ والشاملِ جداً عليها. بالتالي، فتكوينُ وممارسةُ الكوموناتِ الأيديولوجيةِ والسياسيةِ والاقتصاديةِ المتمحورةِ حول حريةِ المرأة، أمرٌ لا استغناء عنه.

علمِ المرأةِ الذي يحتضنُ الفامينيةَ أيضاً بين ثناياه؛ سيؤدي دوراً رئيسياً في حلِّ القضايا الاجتماعية. ينبغي عدم الاكتفاءِ بانتقادِ الحركاتِ النسائيةِ البارزةِ في الماضي القريب، بل توجيه الانتقاداتِ اللاذعةِ إلى تاريخِ المدنيةِ والحداثةِ اللتَين حوَّلَتا المرأةَ إلى هويةٍ مهمَّشةٍ ومشلولة.إنّ الظواهرَ التي سيُبرِزُها عِلمُ المرأة لا بدَّ أنها لن تَكُونَ أقلَّ واقعيةً مما عليه العديدُ من الأقسامِ العلميةِ المنضويةِ تحت فروعِ علمِ الاجتماعِ من قَبيلِ علم اللاهوت وعلم الأُخرَوِيّات وعلمِ السياسة والبيداغوجيا وهَلُمَّ جَرَّا. وكونُ المرأةِ تُشَكِّلُ القسمَ الأفسحَ من الطبيعةِ الاجتماعيةِ جسدياً ومعنىً أمرٌ لا يَقبَلُ الجدل. إذن، والحالُ هذه، لِمَ لا نَجعَلُ هذا الجزءَ المهم جداً من الطبيعةِ الاجتماعيةِ موضوعاً ضمن حقولِ العلم؟ والسوسيولوجيا المتفرِّعةُ إلى العديدِ من الحقولِ كالبيداغوجيا وصولاً إلى علمِ تنشئةِ الأطفالِ وتربيتهم، لا يُمكِنُ إيضاحَ عدمِ لجوئِها إلى تشكيلِ حقلِ علمِ المرأة، سوى بِكَونِها عباراتِ الرجولةِ المهيمنة، لا غير.

في حالِ تَطَوُّرِ عِلمِ المرأة، فسيَكُونُ من المفيدِ جداً إعطاءُ مثالٍ لتوضيحِ كيفيةِ حلِّ قضاياها بمنوالٍ سليم: ألا وهو ضرورةُ فهمِ أنّ الغريزةَ الجنسيةَ تتصدرُ أشكالَ المعرفةِ الأكثر قِدَماً. فهذه الغريزةُ هي تلبيةٌ لحاجةِ الحياةِ في الاستمرارِ بوجودها. فاستحالةُ خلودِ الفردِ في الحياةِ قد حَثَّته على صعيدِ الحلِّ على تطويرِ طاقةِ إعادةِ إنتاجِ ذاته ضمن شخصٍ آخر.حيث يعتقد الإنسان أنه يضمن وجوده من خلال التكاثر. وهذا بدوره يعد ردة فعل دفاعية، ولكنه جواب بيولوجي هو الأكثر بدائية. هذا ونتلمس ردة الفعل الدفاعية هذه لدى الكرد أيضاً.هذا الوضع يتواجد لدى الكرد والمجتمع الأفريقي أيضا.  بناءً عليه، فكَونُ كاملِ المسؤوليةِ يَقَعُ على كاهلِ المرأةِ في حدثِ الاستمرارِ بالنسلِ، هو أمرٌ مفهومٌ على الصعيدِ العلميِّ أيضاً. علماً أنّ المرأةَ لا تَقتَصِرُ فقط على حملِ الجنين في رحمِها وإنجابِه وتنشئتِه. بل تكادُ طبيعياً تَحمِلُ مسؤوليةَ العنايةِ به حتى مماته. إذن، والحالُ هذه، فالنتيجةُ الأولى الواجب علينا استنباطُها من هذا الحدث، هي ضرورةُ أنْ تَكُونَ المرأةُ صاحبةَ الكلمةِ الفصلِ بصددِ جميعِ العلاقاتِ الجنسية.نظرةُ الرجلِ إلى الجنسِ أكثرُ انحرافاً ولامبالاة. كل العلاقات التي تدور حول المرأة هي بالأصل علاقات لبسط التحكم سياسي. يعمل النظام الرأسمالي على زيادة الهجوم ضد المرأة من خلال علاقات التحكم الجنسي على المرأة. تستخدم العلاقات الجنسية لسكرنة المرحلة. وبهذا الشكل تقوم بالضربة القاضية على المجتمع وتقوم بتغير المرأة لتصبح مركزا للإنجاب الكثير من الأطفال. تصبح أساس لبقاء البيولوجي وبقاء الدولة والسلطة. من المهم تحليل وقراءة تاريخ المدنية والحداثة من خلال هذه الحقيقة.

لنَدَعْ فداحةَ القضيةِ بالنسبةِ للمرأةِ جانباً. ذلك أنّ البُعدَ الثانيَ في الإشكاليةِ هو التضخمُ السكانيُّ المفرط. فالنتائجُ الأكثرَ فجاعةً والأشدّ وطأةً لسياسةِ امتلاكِ المزيدِ من الأطفالِ تتجلى في الزيادةِ المفرطةِ لتعدادِ السكان، مما يؤثرُ على الطبيعةِ الاجتماعيةِ جمعاء والمحيطِ الأيكولوجيِّ بأكمله. وإحدى أهمِّ العِبَرِ التي يتوجبُ استخلاصُها بالنسبةِ لعِلمِ المرأةِ أو علوم الاجتماع برمتها على السواء، تتجسد في حقيقةِ ووضعِ استحالةِ الاعتمادِ على أسلوبِ “المعرفةِ الغرائزية” بهدفِ الاستمرارِ في التزايُدِ السكانيّ، أو إكثارِه، أو تقليصِه مثلما في بعض الحالاتِ النادرة. لكن الأمر الهامّ بالنسبة إليّ ليس التكاثر البيولوجي، وإنما المجتمعيّ. ذلك أنّ التكاثر الأساسي ممكن بالمجتمعية. إذ من الضروري الإكثار من المجتمعية في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، أي في جميع ميادين الحياة.وبالنسبة للكرد أيضاً، فإن المهم هو التكاثر الأيديولوجي والسياسي والمجتمعي، وليس التكاثر البيولوجي الفظ.

فبدل أن يكون لكم امرأة واحدة, فليكن كل النساء, فبدل أن يكون لكم طفل واحد فليكن كل الأطفال أطفالكم. هناك الكثير من الكتب التي كتبتها. هذه الكتب كتبي وفي نفس الوقت كتب المجتمع. يستطيع الكل الاستفادة منها. إن كنا نتحدث عن الذرية, فهذه الكتب هم ذريتي. لماذا ﻻ تنظرون بهذه العين إلى التكاثر؟يجب أن تقع المسؤولية الأولى بالنسبة إلى حل مشكلة الديموغرافية على عاتق المرأة. والشرط الأساسي يكمن في حرية والمساواة التامة للمرأة. حق تطوير الديمقراطية التامة. حق اتخاذ القرار والإرادة في المعاشرة والعلاقة.

سيَكُونُ من الأصحِّ تطويرُ علمِ الاقتصادِ أيضاً كجزءٍ من علمِ المرأة. ذلك أنَّ إمكانياتِ التغذيةِ المتناميةَ بالالتفافِ حول المرأةِ هي بدايةُ الاقتصاد. أي أنَّ الطبيعةَ والمرأةَ ضمن اتحادٍ متناغم. كما يُرمَزُ بالإلهةِ الأُمِّ إلى مفهومِ الدينِ الطبيعيِّ الحيويّ. فالقِسمُ الأكبرُ من وسائلِ الإنتاجِ الماديِّ هو من اختراعِ المرأة، وثقافةُ المأكلِ والمَلبَسِ أيضاً تَحمِلُ طابعَها. فالاقتصادُ شكلُ نشاطٍ اجتماعيِّ أدت فيه المرأةُ دوراً أصلياً منذ البداية. علماً أنّ معنى لفظ الاقتصاد يعني في اللغةِ اليونانيةِ “قانون المنزل، قواعد تدبير وإعاشة المنزل”. واضحٌ أنّ هذا أيضاً من نشاطاتِ المرأةِ الأساسية.

أداءُ المرأةِ دورَها في مركزِ الاقتصادِ أمرٌ مفهوم، لأنها تُنجِبُ الأطفالَ وتُغَذّيهم. فإنْ كانت المرأةُ نفسُها لا تَفقَهُ شؤونَ الاقتصاد، فمَن عساه يَفقَه! فلهذا السببِ تَحَوَّلَ الاقتصادُ، الذي يتلاعَبُ عليه الرجالُ المارِقون بالأكثر، إلى كومةٍ من القضايا الإشكاليةِ لدى طردِ المرأةِ منه في تاريخِ المدنيةِ عموماً، وفي الحداثةِ الرأسماليةِ خصيصاًلقد طُرِدَ المُزارِعون بَعدَ المرأةِ من الساحةِ الاقتصادية، ثمَّ طُرِدَ الرُّعاةُ والحِرَفِيّون وصِغارُ التُّجُّارِ المَعنِيّون بالاقتصادِ الحقيقيِّ خطوةً بخطوة على يَدِ أجهزةِ احتكاراتِ السلطةِ ورأسِ المال، خالقةً بذلك أجواءً من الغنائمِ بكلِّ ما للكلمةِ من معنى تَجَسَّدَت أكبرُ ضربةٍ لَحِقَت بالحياةِ الاقتصاديةِ في إخراجِ الاقتصادِ من يدِ المرأة، وتسليمه إلى يدِ المسؤولين الذين يتصرفون كالأغواتِ من قَبيلِ المُرابِين والتُّجَّارِ والمستَثمِرين وأصحاب المالِ والسلطةِ والدولة.

تؤدي المرأةُ دوراً حياتياً ومصيرياً من حيث أخلاقياتِ وجمالياتِ الحياةِ على ضوءِ الحريةِ والمساواةِ والدمقرطة، كَونها العنصرَ الأصليَّ للمجتمعِ الأخلاقيِّ والسياسي. علمُ الأخلاقياتِ والجمالِ جزءٌ لا يتجزأ من علمِ المرأة. ولا جدال بشأن أن المرأة ستُحقِّقُ انفتاحاً وتطوراتٍ عظيمةً في جميعِ ميادينِ الأخلاقيات والجماليات كقوةٍ فكريةٍ وتطبيقيةٍ على السواء، بِحُكمِ مسؤوليتِها الثقيلةِ في الحياة. فأواصرُ المرأةِ مع الحياةِ أوسعُ نطاقاً بكثير قياساً بالرجل. ورُقِيُّ بُعدِ الذكاءِ العاطفيِّ متعلقٌ بذلك. بالتالي، فعلمُ الجمالِ موضوعٌ وجوديٌّ بالنسبةِ للمرأة،.قيِّ أيضاً (نظرية الأخلاق وعلم الجمال=نظرية الجمال). إنّ تَصَرُّفَ المرأةِ بمزيدٍ من الواقعيةِ وروحِ المسؤوليةِ على صعيدِ المجتمعِ الأخلاقيِّ والسياسيِّ أمرٌ نابعٌ من طبيعتها، وذلك من حيث تقييم وتشخيص وإقرارِ الجوانب الحسنة والسيئة من تعليمِ الإنسان وتربيته، وأهميةِ الحياةِ والسلم، وسوء الحرب وهَولِها، ومعايير الأحَقِّيَّةِ والعدالة. وبطبيعةِ الحال، أنا لا أتحدثُ عن المرأةِ الدُّميَةِ بِيَدِ الرجل وظِلِّه. بل موضوعُ الحديثِ هنا هو المرأةُ الحرةُ المتبَنِّيةُ للمساواةِ والدمقرطة.

إن قيام المرأة بدمج طاقات وآفاق الحرية والمساواة المتراكمة في ساحتها بالقيم الجمالية والأخلاقية الحديثة، ومن ثم ضمها إلى سياق التطور الاجتماعي الديمقراطي؛ سيكون ذا معانٍ ثمينة. ولكن، ثمة انسداد على هذا الصعيد، لذا، من الأهمية الكبرى قيامهن بحلّ ذلك وترجمته على أرض الواقع.

فهذه حاجة ماسة، سواء من أجل بناء مجتمع وطني، أو على صعيد الريادة إقليمياً. ذلك أن العيش الديموقراطي مع المرأة على أساس الحرية والمساواة، هو شرط حيوي ومصيري للحياة. لكن، ولتحقيق ذلك، لا بد من التحلي بأخلاق الحرية لأجل تجاوز أخلاق العبودية المتجذرة عميقاً والهوَس الذي تتسبب به الحداثة الرأسمالية يجب تجاوزها. أما الفشل في تمكين الحياة الحرة السليمة (أي العلمية المتمحورة حول الجينولوجيا) والحسنة والأخلاقية (أي المشبعة بوعي ومواقف الأخلاق الحديثة) والجميلة (أي المشبعة بالمعايير الجمالية الحديثة)؛ وعدم تكريسها مع المرأة (وبالتالي مع الرجل)؛ إنما يطابق تماماً الفشل في التوجه نحو تكريس المجتمع الاشتراكي. وبمعنى آخر، فإن المزاعم والحياة الاشتراكية للمجتمع الديمقراطي الذي لم يكتمل مساره بإنجاز ثورته النسائية الديمقراطية، ليست سوى خداعاً وضلالاً.لا حياة من دون المرأة، ولا أخلاقيات أو جماليات من دون الحرية. عليكن أنتن تحديد مسار الحياة برمتها، سواء اجتماعياً أو جمالياً. أنتن اللواتي ستنشئن الحياة الاقتصادية والاجتماعية والجمالية. وبذلك ستعملن على تقويمنا وتأهيلنا نحن معشر الرجال الوحشيين.

إن حركة المرأة هي حركة القرن الحادي والعشرين. فمثلما طبعت حركات العمالية القرن التاسع عشر بطابعها، فإن القرن الحادي والعشرين أيضاً سيكون كذلك بالنسبة إلى المرأة. حتى العلماء بذات أنفسهم يقولون أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن المرأة. إن قضية المرأة قضية اجتماعية. وهي ليست محصورة بجنس معين، بل إنها، حسب وجهة نظري، قضية الرجل أيضاً. إن المدنية هي من ابتكار الرجل على مر خمسة الاف عام. وهي تتسم بالقذارة. والرجل أيضاً ينهار إرباً إرباً من خلال هذه القذارة. سوف أتعمق في ذلك أكثر. وأنا الآن أتعمق على مسألة الرجولة، فليترقبوا شرحي لها بفارغ الصبر. لقد وصلت المرأة نوعا ما إلى مستوى الحرية، وعليها أن تصل إلى الحياة الكريمة المشرِّفة.

إن حزب حرية المرأة الكردستاني PAJK يلفت أنظار العالم في المرحلة الحالية. وأنا أتعمق في هذا الأمر يومياً. على  جميع النساء في الجبال واللواتي في روجافاي كردستان أن يدركن جيداً أنني منهمك في إنجاز ثورة المرأة. فالوضع الراهن ليس فيه أي جانب يمكن القبول به. إن لحزب حرية المرأة الكردستاني PAJK تمثيله على أساس الجينولوجيا الذي عُقِد مؤتمرُه في أوروبا. ولكن ثمة مسألة هنا، ألا وهي أن القضية الاجتماعية هي قضية جماعية. ولهذا السبب بالذات قمتُ باقتراح علم الأخلاقيات وعلم الجماليات (الأتيك والأستتيك). وحددتُ الجمال متجسداً في جمال شخصية المرأة. أما فيما يتعلق بالأخلاقيات، فعليكن القول: “أنا هي أنا”. أي يجب أن تَكُنّ لذاتكنّ.قد تمتزج الروح الثورية أو مساعي التحول الاجتماعي بالجنايات والخيانات أحياناً دون وعي منها، في حال افتقارها إلى علم الاجتماع. والسبيل الوحيد لإعاقة ذلك، هو إعادة هيكلة علم الاجتماع الذي رسمناه بعد إنقاذه من قبضة قوى “المعرفة السلطوية”، ومن ثم تأسيس مدارسنا وأكاديمياتنا المعنية بعلم الاجتماع الخاص بنا، والعمل أساساً بذهنيتنا المعتمدة على علم الاجتماع الذي يتوارى خلف مسار سياستنا. وقد يكون الأهم من كل ذلك، هو تكريس الأخلاق الاجتماعية وتأمين سيادتها،

بإمكان الأكاديميات تأمين الدعم الثقافي والعلمي اللازم لتلبية حاجات وحدات المجتمع الأخلاقي والسياسي بشأن إعادة هيكلتها. عليها الارتكاز أساساً إلى الاتسام بشبه الاستقلالية والديمقراطية، وأنْ تُشَكِّلَ منهاجَها وتُنشِئَ كوادرَها بذات نفسها، وأن تعملَ أساساً بالتَّعَلُّمِ والتعليمِ الطوعي. وكبداية، عليها بإمكانها أن ترتأي تداوُلَ مواقِعِ الطلبةِ والمُعَلِّمين مِراراً، وأنْ يَنخَرِطَ فيها الجميعُ ممن يتسمُ بالعزمِ والطموح، بدءاً من الراعي على ذرى الجبالِ إلى المُحتَرِفِ المُتَمَرِّس.هذا ومن الملائم تشكيل الأكاديمياتِ التي يَغلبُ عليها الطابعُ النسائي، وتأسيسها بالمضمونِ عينِه بالإضافةِ إلى جوانبِها الخاصةِ بها بغرضِ تصييرِهن علميات. حيث عليهن أن يُمَكِّنَّ تحررهن ويطورن مفهومهن بشأن الفن والحياة الذاتية من خلال تلك الأكاديميات التي سيؤسسنها. وبمعنى من المعاني، عليهن أن يقمن بأنفسهن بتأمين وإنجاز تدريبهن. أي أنه عليهن تلقي تعليمهن الفكري في المدارس والأكاديميات التي سيؤسسنها. ولكي لا تَبقى التدريبات مُقتَصِرةً على الجانبِ النظريِّ فحسب، فإنّ المشاركةَ العمليةَ متعددةَ الجوانبِ تُعَدُّ إحدى الماهياتِ المأمولة. هذا وتُؤَسَّسُ الأكاديمياتُ وتُفَعَّلُ من حيث الزمانِ والمكان حسبما تقتضيه الاحتياجاتُ العملية. إنها مؤسساتٌ شفافةٌ وطوعيةٌ مثلما تُصادَفُ أمثلتُها بكثرةٍ في التاريخ يمكن اختيارَ الأماكنِ بدءاً من أعالي الجبالِ إلى الضواحي النائية. هذا ولا يتمّ البحثُ عن الأبنيةِ التي تُثبِتُ عظمةَ السلطة دون شك. أما زمانُ التعليم، فيتَحَدَّدُ حسبَ وضعِ المشاركين فيه وفقَ كثافةِ تَدَفُّقِ الطلبة، مثلما الحالُ في الأديرةِ والمدارسِ المدنية. ولا داعٍ للتوقيتِ الزمانيِّ الصارمِ كما في المؤسساتِ الرسمية. إلى جانبِ أنه لا يمكن التفكيرُ بافتقارها كلياً للشكلِ والقواعد. لا بدَّ من وجودِ القواعدِ الأخلاقيةِ والجمالية بكلِّ تأكيد.

عليهن ممارسة شتى النشاطات في هذه الأكاديميات، بدءاً من الرياضة إلى السياسة، ومن الحقوق إلى الفلسفة، ومن الورشات إلى الأنشطة الثقافية والفنية. كما ومن الضروري أن تشمل أنشطة هذه الأكاديميات كل الشرائح. وعلى سبيل المثال: يجب أن تتواجد فيها الطالبات الجامعيات جنباً إلى جنب مع ربات البيوت.

المرأة منتجة، وتستطيع حل مشاكلها الاقتصادية من خلال ما تنتجه هي. وعلى سبيل المثال، بإمكانها استئجار قطعة أرض وزراعتها بالمواد الطبيعية، لتساهم بذلك في حل مشكلة البطالة. نشاط المرأة يمدني بالحماس دوماً. على المرأة أن تثق بنفسها، حيث ما من شيء يصعب عليها النجاح فيه وإنجازه، في حال تركيزها وتعمقها على الحرية.

ثمة حاجة إلى كادرات كفوءات وعازمات وحازمات وجريئات قادرات على تسيير أنشطتهن وفق تحصيلاتهن العلمية. على الإنسان أن يرتقي بنشاطاته العلمية نحو الأمام بصورة دائمة، بحيث يتحول كل إنسان إلى باحث. إذ لا معنى بارز للروابط العاطفية، بل ينبغي أن يتميز الإنسان بالوظيفية الفاعلة للتمكن من تسيير الأنشطة المؤسساتية، وترسيخ التمأسس حتى النهاية. لا يمكن قبول البطالة. إن المؤسسات العلمية والثقافية واللغوية هامة، والجهل خطير. بالمقابل، فإن المعرفة تقتضي المستوى الأكاديمي. فمن يفتقر إلى المعرفة، فإن كفاحه يشكل خطورة. وعليه، فإن الأكاديمية هي تمأسس علمي، لا سياسيّ.يجب تسيير نشاطات الأكاديميات والمعاهد في الجنوب كردستان وفي بيروت والشام وتركيا، بل في عموم الشرق الأوسط. إني أعتقد بأن الخطوة التي تخطونها هي بمثابة إعادة إنجاز للثورة النيوليتية بمعناها المعاصر في منطقة الشرق الأوسط التي تعشن على أرضها. وبإمكانكن نشر هذه الثورة في كافة أرجاء العالم، ليس كنساء كرديات فقط، وإنما بالتعاون مع النساء التركيات والفارسيات والعربيات والأوربيات أيضاً. إن هذا ليس ديناً، بل هو ثقافة وفكر. وكلي إيمان بأنكن سوف تنطلقن من التجّيش، لتتعاظمن وتنتشرن موجة تلو أخرى. وعليه، فمن الضروري أن تؤسسن التنظيمات المختلفة التي تتماشى مع ثقافات وقوانين البلدان على اختلافها.

ولَطالما نقولُ أنّ الظروفَ التي تخرجُ فيها كلمتا المرأة – الحياة من كونِهما تعنيان المرأةَ والحياة، مؤشرٌ يدلُّ على انهيارِ المجتمعِ وتَقوُّضِه. إذ على المرأةِ أنْ تَكُونَ قائمةً بذاتِها ولذاتِها فقط (مستقلة بذاتِها: خويبون Xwebûn). بل وعليها المعرفةُ يقيناً أنها من دونِ صاحب، وأنها هي دوناً عن غيرِها صاحبةُ ذاتِها.يجب أن يكون للمرأة “xweda” أي “إلهتُـ”ها. فـ”xweda-الإلهة” تعني أنْ تَلِد نفسَها بنفسها. والمرأة الحرة تُولَدُ كما الشمس. إنّ مصطلحَي “المرأة” و”الحياة” يتميزان بمعاني ثمينة. بالتالي، يجب أن تكون المرأة متمكنة وحرة وصاحبة قرار. إنّ النساء متعلقات بي بشكل مذهل. ولكن، يجب ألاّ تتعلقن بي إلى هذا الحد. فمَن تتعلقُ بي بشكل أعمى، لا يمكن أنْ تكون امرأة. المرأة موجودٌ قَيِّم. ولذلك تتسم كلمتا “Jin-Jiyan” أي “المرأة” و”الحياة” بالقيمة الثمينة. عليكم  بتعليم فحوى المعادلة الساحرة “Jin-Jiyan-Azadî” أي “المرأة–الحياة–الحرية”، والاستمرار في تمثيلها.

علاقتي مع المرأة ومحاورتي لها ذات أهمية. عليكن صياغة الميثاق الاجتماعي للمرأة، بحيث يشكل كفاحاً عتيداً ضد جرائم الشرف والجنايات المطبقة بحق المرأة من قبيل الختان والاغتصاب والاعتداء والتحرش وما شابه. عليكن تناول هذا الميثاق بكل أعماقه وأبعاده.الحرية أثمن من الخبز والماء. وكلي إيمان بأنكن ستُحقِّقن تحرر المرأة في الشرق الأوسط، لتُشرقن كشمس ساطعة مع حلول الربيعِ بناءً على الذكاء والحماية والجمال. إن المرأة الجريئة والذكية والجميلة تستطيع فتح العالم. تتطور الثورة في الشرق الأوسط  كثورة حرية المرأة. لأن المكان الذي تعيشون فيه هو بالأصل مكان إبداع الآلهة. وأنا على إيمان بأنه ليس هناك أمكنة كهذه الساحات. لن أتابع من دون أن اذكر هذه الأحاسيس. لا يوجد أي مرض سيئ يقارن مع اتحاد والعلاقة مع المرأة والرجل المتسلط. و في نفس الوقت لا يوجد اتحاد قيم وجميل وفي مكانه بقدر الاتحاد مع امرأة حرة ورجل تجاوز صفة التحكم.  على هذا المنوال احيي في كل اللحظات بجمال وعشق جميع رفاق الدرب والأصدقاء في كل الساحات, احضنهم وأتمنى لهم النصر. وأبارك كل سنواتكم الجديدة.

عبد الله أوجالان

 

قد يعجبك ايضا