بيان صحفي – بيان حول الأحداث الأخيرة في سد تشرين سد تشرين: رمز للمقاومة والسلام والنضال من أجل الحرية

منذ 8 كانون الثاني 2025، انضم ممثلين عن جميع الطوائف الثقافية والدينية المختلفة من جميع أنحاء مناطق كوباني والطبقة والرقة والحسكة والقامشلي وعامودا وتربسبي(قحطانية) وديريك وديرالزور على شكل قوافل سلمية إلى سد تشرين. وقد انضم آلاف الأشخاص، بمن فيهم أعضاء معهد أندريا وولف التابع لأكاديمية جينيولوجي، إلى هذه التعبئة السلمية للتعبير عن موقفهم الثابت ضد الهجمات المستمرة التي يشنها الجيش التركي ومرتزقة الجيش الوطني السوري المتحالفون معه. وتشكل الوقفة الاحتجاجية المستمرة في سد تشرين بمثابة دعوة سلمية لحماية الأرواح وسبل العيش والاستقلال الديمقراطي للشعب في شمال وشرق سوريا، وحث المجتمع الدولي على التصرف في تحد لحقوق الإنسان وحماية البيئة.
ويعد سد تشرين شريان حياة حيويا، حيث يوفر المياه والكهرباء لمئات الآلاف من الأشخاص في شمال سوريا. أدت الغارات الجوية المستمرة التي تشنها قوات الجيش التركي، التي شملت طائرات مسيرة وطائرات حربية، إلى تعطيل هذه الخدمات الأساسية بشدة، مع عواقب وخيمة بشكل خاص على الشعب في المنطقة بأكملها بما في ذلك حلب. أفادت اليونيسف أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للمياه الحيوية تركت عدداً لا يحصى من العائلات دون الحصول على المياه النظيفة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل. وقد تسبب القصف المستمر بالفعل إلى أضرار جسيمة، مما أدى إلى مخاوف من انهيار السد لاحقا. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى كارثة فيضانات ذات عواقب بعيدة المدى على حياة الإنسان والبيئة، في جميع أنحاء مناطق سوريا والعراق.
على الرغم من القصف المستمر للسد والمناطق المحيطة به، حافظت النساء والرجال والأطفال وكبار السن والشباب على وقفتهم الاحتجاجية السلمية مدى هذه الفترة. إنهم يأخذون نوبات من ثلاثة إلى أربعة أيام في السد، مما يدل على التزام الشعب العميق بالدفاع عن أرضهم ومواردهم ونظام الإدارة الذاتية الديمقراطية التي مكنهم من بناء مجتمع قائم على حرية المرأة ومساواتها وقيمها الديمقراطية والبيئية.
وتشير رسالة المشاركين إلى أن “الدفاع عن سد تشرين يعني الدفاع عن كوباني والإدارة الذاتية الديمقراطية في كل شمال وشرق سوريا وكذلك مستقبل ديمقراطي وسلمي لسوريا!” لذلك تجري عمليات تضامن وتعبئة جماهيرية لحماية سد تشرين في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك المظاهرات على طول الحدود في شمال كردستان / تركيا وكذلك في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
دور المرأة في هذه المقاومة محوري بشكل خاص. كانت النساء في شمال وشرق سوريا في طليعة النضال من أجل نظام الإدارة الذاتية المبني على المساواة، وقاومن الاضطهاد الأبوي والاستعماري على حد سواء. يعكس وجود المرأة في سد تشرين دورها المهم في النضال من أجل السلام وحقوق الإنسان. النساء لسن مجرد مدافعات عن منازلهن وأسرهن، بل أعادوا تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في المنطقة بشكل جماعي. ودورها الطليعي في هذه المظاهر شاهد على تصميمها الثابت بالحفاظ على المبادئ الديمقراطية مثل مبدأ الرئاسة المشتركة والمشاركة المتساوية للمرأة في جميع مجالات الحياة والمؤسسات وصنع القرارات. من خلال المشاركة الواعية في السياسة والتعليم والاقتصاد والعدالة والدفاع عن النفس والعلوم والفنون والثقافة وتطويرها، عملت النساء للمجتمعات بالازدهار في مواجهة الشدائد الهائلة. من خلال الوقوف معا، تظهر النساء للعالم قوة المقاومة الجماعية وضرورة دورهن في تأمين مستقبل عادل.
ومراراً وتكراراً، تعرضت الوقفة الاحتجاجية في سد تشرين لهجوم من قبل طائرات مسيرة وطائرات حربية تركية. كما توفر لقطات الطائرات المسيرة للدولة التركية التي تم الحصول عليها دليلا على أن المدنيين الذين تجمعوا على السد قد تعرضوا للاستهداف المتعمد، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى الاهتمام والعمل الدوليين. بالأمس، وللمرة الحادية عشرة، تعرض الحشد للقصف المباشر، مما أسفرحتى الان إلى مقتل أكثر من 20 شخصا وإصابة أكثر من 120 آخرين، بمن فيهم إثنان من المدافعين الدوليين عن حقوق الإنسان والأطباء وتسعة صحفيين. تم استهداف أكثر من ثلاث مرات سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الكردي، التي كانت تقل المدنيين المصابين من السد إلى المستشفيات ، مرتين بالصواريخ. وهذا يعني أنه لا يمكن إخراج العديد من الجرحى، وهم معرضون لخطر الوفاة متأثرين بجراحهم. علاوة على ذلك، كانت العديد من ضربات الطائرات بدون طيار عبارة عن ضربات مزدوجة، حيث شن الجيش هجوما ثانيا بعد فترة وجيزة من الهجوم الأول، مستهدفا عمدا رجال الإنقاذ والعاملين في المجال الطبي، وهو ما يعتبر جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
كل هذه الأمثلة هي جرائم حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي وحقوق الإنسان ارتكبتها الحكومة التركية.
لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح البشرية وكذلك كارثة بيئية وإنسانية في المنطقة، يجب على جميع الناس والمؤسسات التحرك الآن.
يدعو المشاركون في الوقفة الاحتجاجية للسلام في سد تشرين المجتمع الدولي الآن إلى:
1. إنهاء الاحتلال التركي لأجزاء من شمال وشرق سوريا ووقف الحرب والاعتداءات المستمرة.
2. التحقيق في جميع جرائم الحرب، بما في ذلك قصف المدنيين والصحفيين والاستهداف المتعمد للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.
3. مقاضاة الحكومة التركية على جميع انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان.
4. إنشاء منطقة حظر جوي فوق شمال وشرق سوريا لمنع المزيد من الهجمات الجوية من قبل الطائرات المسيرة والطائرات الحربية التركية، وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية في المنطقة.
يعكس التصميم الثابت للسكان في سد تشرين وحدتهم وقدرتهم على الصمود والتزامهم بالسلام والديمقراطية. وبينما يستمرون في سعيهم لتحقيق العدالة، يتحتم على المجتمع الدولي أن يستجيب لنداءهم وأن يقف متضامنا معهم. لقد حان الوقت الآن لاتخاذ إجراءات حاسمة لدعم حقوقهم وتطلعاتهم إلى مستقبل سلمي وديمقراطي.
أندرياوولف معهد أكاديمية جينولوجي
مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية شمال وشرق سوريا.
23 كانون الثاني 2025

قد يعجبك ايضا