تسييس العواطف

نبدأ؟ جوابي واضح. من أجل بناء حياة حرة, بدء العمل من خلال تسييس مشاعركم وإخضاعها للمجتمعية، تعتبر سلوكاً حيوياً ناجحاً”. مهما قالوا فليكن ،حتى لو كان حب ليلى ومجنون، يجب أن يكون لديه مضموناً سياسياً وأن يتم تس”أنتم عاطفيون للغاية ، لكن عواطفكم ضعيفة و تفتقر إلى المحتوى السياسي- الاجتماعي . لذلك لا توصلكم الى الحياة الحرة والمجتمعية التي تتوقون إليها. انتم لا تعرفون الحب الاجتماعي والعشق. انتم تتجولون في دوامة الأنانية. إذا سألتم: “من أين ييسه. فالعاطفة إن لم يتم تسييسها، لا يمكنها تحقيق علاقة حقيقية في المكان-الزمان ولا تستطيع الارتقاء في حب الوطن, لذلك عليكم تسييس مشاعركم.
إذا قمتم بذلك حينها تكون مشاعركم ذات معنى، وإلا سوف تفتح الطريق أمام بقايا خيانة الحياة والمآسي, اولئك الذين يقولون إننا مرتبطون وثم يهربون، الذين لا يستطيعون ان يطوروا قوة العمل وثم ينتحرون ،هم بيننا هنا, لكن يعيشون الهروب سراً! يجب أن تستخلصوا منهم دروساَ ويكونوا اسبابا للنقد الذاتي. الذين لا يدركون حقيقة قيادتنا السياسية والتنظيمية ولا يعطون معنى للحقيقة, بالتالي لا يصلون لمعرفة حقيقة الحب، ومحبتهم منتهية الصلاحية.
هذا النوع من الحب يعتبر بنفس الوقت مصدر لجميع أنواع التزوير… فالعواطف الضعيفة، لا تسير نحو الهدف بشكل صحيح، ليس هناك نجاحاً كبيراً في حياتهم، إنها تبدو دائماً ملتوية العنق مربكة ومحرجة! لقد اجتزناهم، يجب عليكم ان تجتازوها.” القائد آبو
أبواب العبودية والحرية: المشاعر
ما هي المشاعر؟
جميع أجزاء الكون, المادة و وحدة الطاقة تتشكل بعيدا عن الإنسان ومرة أخرى تستمر من خلال المشاعر والفكر. بالتالي “إن أجزاء الكون مثل المادة والطاقة كونها تتشكل بعيدا عن الإنسان لا تبقى من دون فكر و عاطفة. أولاً عندما نتحدث عن تاريخ الكون ، فإننا نقصد بها هذا.” القائد آبو
إذا أردنا أن نعطي معنى لوجود عواطفنا وجذورها ، سنبدأ من الترابط مع تاريخ الكون. لأن مساحة الشعور لدينا والتي من خلال (الصوت- الذوق- الشم البصر واللمس) مرتبطة مع الكون ، عالمنا الداخلي و مجتمعيتنا. وتضعنا ضمن التشاركية, لأن عوطفنا هي عالم من التشاركية. وجذور عواطفنا قبل ان نتواجد في هذا الكون منذ القدم كانت موجودة لدى العديد من الكائنات الحية قبلنا. فتطورت كل من الغريزة, الإحساس, الحدس والعاطفة بشكل مترابط مع بعضهم البعض. بالرغم من أنها تمثل مرحلة متقدمة في الإنسان، إلا أن جذورها في تاريخ الكون أعمق.
على الرغم من أن كلمة الشعور تستمد جذرها من فعل الاحساس بإحدى الحواس لدى الإنسان ، لكن ليس فقط هذا. فالمشاعر هي فعل يحدث حينما يتم التواصل الحي بجميع الحواس والقوة والطاقة الكاملة مع الكون. عندما نفكر بهذه الطريقة، يمكننا أن نشعر بأن المشاعر تمتلك الطاقة والقوة الهائلة، حيث انها بلا نهاية ومتنوعة و حرة. كخطوة أولى ، وصولنا إلى إدراك ذلك في مشاعرنا أمر حيوي لفهم وجودنا. إذا أدركنا هذه الأهمية ونظمنها، وإذا تمكنا من العمل بتوظيفها في الوقت والمكان المناسبين ؛ تمكننا من أن نكون مناضلين أكثر فعالية في النضال لوقف الاضطهاد غير المحدود والمؤثر جدا.

كانت المشاعر واحدة من الحقائق الأساسية الجوهرية التي رآها القائد آبو وعرّفها وفهمها واسماها بحساسية كبيرة طوال تاريخ نضالنا. حتى مرحلة إيمرالي، حيث أن القائد آبو تناول في اغلبية تحليلاته الأيديولوجية والتنظيمية بعمق واقع الكوادر والمجتمع فيما يتعلق بمستوى وقوة الشعور، والتي لها جوانب اجتماعية ونفسية قوية جدًا. ففي فلسفتنا ونضالنا المتجسد في شخصية القيادة تمت معرفة العواطف واحترامها وتسميتها وكسب مشاعر جميلة وتعلمها وتطويرها وخلقها من جهة، ومن جهة اخرى تعريف ومعرفة المشاعر السيئة او السلبية وتربيتها وتخلص منها والتحرر من تأثيراتها باتباع سياسة ممنهجة, حيث انه كان ولازال يطبق كَشكل من اشكال النضال التحرري.
مع تطور براديغما الحضارة الديمقراطية فقد اصبحت حقيقة مجتمع سياسي اخلاقي اساسا لنا التي بدورها تعتمد على مبدأ تعاون قوة الذكاء العاطفي مع الذكاء التحليلي. ففي سنوات إقامة القائد آبو في سوريا قام بتحليل المشاعر في واقع الكوادر. قام بتحليل تأثير المشاعر على واقع الإنسان وانعكاساتها على الحرب والسياسة وجميع مجالات الحياة. تعامل مع سمو وتقزم العواطف ، كواحدة من اهم قضايا الثورة الرئيسية ، من خلال أسلوب الحوار مع الكوادر اثناء التدريب، حيث تم مشاركتها مع التنظيم بأكملها بمكان وزمان مناسب بشكل واضح. شرح بكل وضوح قوة الشعور في نفسه ، في التجارب والعلاقات التي عاشها، وأظهر لنا كمثال. أخبرنا مرارا وتكرارا كيف ننمي مشاعرنا القوية والحب والرغبة ، ولماذا لا يمكن تطوير هذا دون النضال من أجل الحرية. حدد مقاييس صدق المشاعر. خلال حواراته و في كل لحظة اثناء لقاءاته “هل تطور لديكم مشاعر جديدة؟ تحدث لي ، ما هي المشاعر التي تطورت لديكم ” بقوله اظهر لنا اهتمامه تجاه عالم مشاعرنا.

ان المشاعر الجميلة مرتبطة مع الحقيقة الاجتماعية. الآن لا يمكننا النظر الى المشاعر الجميلة بعيداً عن الواقع الاجتماعي خاصة بعيداَ عن واقعنا الوطني. ايضاَ لا يمكن نظر فيها بعيداَ عن مفهوم الحرية. لا وجود للمشاعر بدونهم… فالمشاعر لها علاقة بالبيئة الاجتماعية. يرتبط حجم الشعور ارتباطًا وثيقًا بمستوى العيش الحر معاً ، ومستوى النضال الاجتماعي والسياسي… أعتقد أنه قد يكون من المفيد إعطاء مجال لبروز الهيجان والشعور… من المهم جدًا تطوير المشاعر وتأديبها بعناية…إن التستر على المشاعر والافكار قد تشكل ضرراَ كبيراَ…عندما نظهرها بوضوح ونتخذ قراراَ صائباً يستفيد منها الجميع… يجب أن تتطور مشاعركم ، يجب أن تشعر احساسيكم بشيء ما. لا أستطيع أن أشعر بالحياة في ذلك اليوم ما لم يكن لدي أجمل المشاعر وإرادة لتدمير الظلم… تريدون مشاعر جيدة ، ولكن ليس لديكم حتى دراسة علمية. ومع ذلك ، يجب أن يكون لديكم نضال عميق حول هذه المسألة. لا يمكن تحقيق عظمة الشعور إلا نتيجة لهذا النضال. الحرب هي من جل تحقيق المشاعر الجميلة. إن الحرب هي حياة أنيقة ومحترمة. لجعل الحياة المحترمة ممكنة. على أي أساس تتطور المشاعر العظيمة؟ هذا أمر واضح والعواطف التي نولدها ونطورها كبيرة وشاملة ومحررة. هنا المهم هو مصلحة الشعب، مصلحة المنظمة ،طبعاً في النتيجة هناك الإنجازات محققة. تدل هذه الإنجازات على سمو المشاعر: تحقق شعوراً لشعب، تظهر عن عواطف عظيمة، تظهر عن حب كبير.
عالج المشاعر بطرق عديدة في جميع التحليلات التي طورها خلال سنوات طويلة. عرفها وحللها. مراراً وتكراراً أوضح أهمية إدراك المرء للعواطف تعريفها تنظيمها وعدم السماح لأي شخص اللعب بعواطفه. كانت المشاعر حية دائما بنسبة لـ القائد آبو، عندما حللها في سنوات إقامته في سوريا أو في سنوات إيمرالي، كان لديه وجودها وطاقاتها. عرفها بأشكال متعددة “إن تطور العاطفة هي معجزة بحد ذاتها”. يمكن للعواطف أن تتشوه، تكون وسيلة الفقدان، وسيلة وقوف على الاقدام، تصغر، تكبر، تخنق, تتسامى، تسقط، تعلو، وسيلة للصغر- للكبر، أو تسبب العمى ، إلخ.. حيث أنه عرفها بالكثير من الجمل والمصطلحات, لكي نعيش مستوى حرية الحياة بذل جهداً كبيراً لأجل ان ندرك حجم مشاعرنا معرفتنا ووعينا، نعي قوة مشاعرنا وعدمها عدم تنظيمها والنتائج المترتبة عليها, هذا الجهد مستمر منذ أربعين عامًا ، ولا يزال القائد آبو يعطينا توجيهات على كيفية التعامل مع مشاعرنا.
كلنا يعلم أن النظام الرأسمالي يرى وجوده وتطوره على اساس تدمير كل المشاعر الإنسانية وتدمير الذكاء العاطفي. لو استطاعت المشاعر الإنسانية أن تحافظ على حيويتها وتأثيرها على الحياة ، فإن الرأسمالية الوحشية والفاشية ، التي حولت حياة الإنسان الى زنزانة، ما كانت أن تتطور. . نفس الرأسمالية في سنوات العشرين -الثلاثين الأخيرة؛ القوة العاطفية، التي هي أقدم وأعمق دوافع-ديناميكيات الإنسان؛ بدأ يهتم بها كثيرا، لأجل زيادة طموح الربح ومنطقه، في الواقع بدا التسويق. بدأ في الدعاية بصراحة ، “إذا تم حشد وتنظيم الذكاء العاطفي والقوة العاطفية في الإنسان ، يمكنك استغلال عمالك أكثر ولكن دون أن يحسوا بذلك، لهذا يمكنك خدمة للرأسمالية مجموعة مجموعةً، وليس فردا فرداً”. من أجل منع استغلال النظام الرأسمالي ووضع قوة المشاعر لدى الإنسان في خدمة الحرية الاجتماعية والفردية قام القائد آبو بتطوير تدابير اجتماعية وأيديولوجية وسياسية باستخدام هذه التحليلات للعاطفة: “مبدأ العاطفة أو الإحساس! يجب أن نكون عاطفيين ، هذا شيء طبيعي. هذا يعتبر تدبيراً: كتدبير اجتماعي، سياسي وعاطفي. علي أن اعتني بعواطفي، إذا لم تكن موجودة يتوجب علي تطويرها.

ما هي الأحاسيس والمشاعر التي لها الكثير من التأثير والأهمية في حياتنا؟ لماذا أهميتها؟
الشعور في القواميس يعني الإحساس، الإدراك بالحواس، المشاعر، الحس بالأشياء والأحداث التي من حولنا وانعكاساتها في داخلنا وتشكيلها لانطباعات كهاجس والأخلاق و الجمال والخ…حيث يتم تعريفها بالقدرة على تقييم الأشياء، ومهارة الارتباط بها والحركة النفسية الخاصة بها وتحركاتها. كذلك المشاعر بخطوطها الرئيسية ؛ يتم تعريفها على أنها “تغيير نفسي فيزيولوجي معقد (بمعنى التغيرات النفسية التي تحدث في علم الأحياء)” والتي تنشأ من تفاعل الحالة النفسية للفرد من التأثيرات الكيميائية الحيوية (الداخلية) والبيئية. يعرّف بعض علماء النفس المشاعر بأنها “وظيفة التقييم النفسي.”
مشاعرنا هي أيضا عالمنا الروحي. عالمنا الروحي الذي تطور عبر التاريخ وهي تعتبر أول الديناميكيات المتطورة لها جذور عميقة. في البداية ، نحن ندرك الكون, وجودنا الاجتماعي والفردي من خلال مشاعرنا, حدسنا وعواطفنا. إننا نشعر من خلال حواسنا، بدون عواطفنا، فإننا نظل عميان وصم للكون و لجميع الكائنات. لا يمكن أن نفهم وجودنا ونسميه. يمكننا في لحظة سرد العديد من المشاعر العاطفية الشفقة، الانتماء، الكآبة، اللامبالاة، مشاعر الأمومة والأبوة، القلق، التوتر، الخوف، الشجاعة، الكرب، مشاعر الأبوة، المشاعر الدينية، المشاعر الوطنية، النصر ومشاعر الهزيمة، المشاعر المتفائلة والمتشائمة، الرغبة، الإذلال، الحب، الموت، الترقب، التفاخر، الحزن، الحماس، الرعب، الهدوء، العداء، التعاطف، الكراهية، الراحة، الفراغ، الكبرياء، الاشمئزاز، الأذى، رضا الذات، كراهية الذات، الحالم، الرضا الوجود، عدم الرضا، السلام، الأرق، الثقة، انعدام الأمن، الإدماج، الاهتمام، الحب، الاستسلام، القبول، الإدانة، الإعجاب، الانتقام، الإلهام، الإحراج، الفضول، الامتنان، السعادة، الفرح، الرحمة، اللطف، الشوق، الندم، الصبر، الملكية، الارتباك، الإثارة، الذنب، الشعور بالألفة والمسافة، الأمل، الشهوة، الاشمئزاز، الرحمة، العار، الوحشية، الوحدة، العنف، الهوس، الكراهية، الحسد, النسب, التشكيك, اللامبالاة والندم.
يمكننا إضافة العديد من أسماء المشاعر إلى هذه القائمة. عواطف لا يمكن تعدادها لدرجة أنها كثيرة، يمكن أن تتغير في أصالة كل ثقافة فالمشاعر اللامحدودة؛ لديها القدرة على التأثير ليس فقط على حالة القلب- الروح ولكن أيضا على الإرادة والفكر. لذلك ، يعتبر إدراك مشاعرنا وتسميتها وتطويرها وتغييرها وتنظيمها قضية بالغة الأهمية في بناء الحياة الحرة. حتى قبل بناء حياة حرة ، فإن أحد العتبات الأولى لأجل أن تكون أنسانا أو مجتمعاً سليما وصحيا, ذلك يتطلب حالة عاطفية سليمة, كذلك مستوى لابأس به من الشعور. بدأ علم الطب دراسة العلاقة بين صحة الإنسان وعالمه العاطفي. ومع ذلك ، نحن كمقاتلين من أجل الحرية، لا يمكننا ترك وجودنا الفردي والاجتماعي للعالم والعلم الذي شكلته الحداثة الرأسمالية. القائد بين العديد من الإشارات لعلاقة الإنسان الصحية- المشاعر في براديغما الحضارة الديمقراطية. إلى جانب ذلك ، لدى الكثير مننا تراكم كبير في هذا الصدد من خلال تجاربنا في الحياة. من خلال الجمع بينهما ومعرفة بأن الناس لديهم القدرة على تطوير عواطفهم من أجل حياة صحية وحرة مدى حياتهم؛ علينا أن نهدف إلى خلق التأثير الإيجابي لمشاعرنا على صحتنا وحياتنا الحرة.
في هذا الصدد ، إن المعرفة والتعرف على كل من تشريح الأنثى والذكر (جهاز المناعة والجهاز العصبي المركزي وجميع أنظمة الجسم، الهرمونات، الدماغ والأعضاء التناسلية في الجسم كله) مهم جدا في فهم مشاعرنا النامية. لأنه لا يوجد شعور يؤثر علينا ويتطور خارج أجسادنا. كيفما لا يمكن فصل جميع حقائقنا عن الظروف المادية والمعنوية للحقائق الكون ؛ لا يمكن فصل حقيقة المشاعر عن أرضيتها المادية والمعنوية. من أجل وعي، تعريف، تنظيم و تسييس مشاعرنا التي هي مرتبطة مع حقيقة الكون المشتركة، لذلك علينا أن نعتبر أنفسنا جزءا تاماً من كلية الكون . كما قال ادريان ريش: “لقد حولوا حقيقة أجسادنا وعقولنا إلى لغز بالنسبة لنا. لذلك، لدينا التزام أساسي تجاه بعضنا البعض؛ يجب ألا نؤذي حقيقة مشاعر بعضنا البعض ملائمة لذلك الوضع، ولا يجب أن ننير بعضنا البعض بشكل خاطئ “. أحد الشروط الأساسية لتنوير أنفسنا وبعضنا البعض بشكل صحيح حول المشاعر، وخاصة الشعور بالواقع ، هي معرفة الحقيقة العاطفية بأكملها ومساعدة بيئتنا على التعلم.
في يومنا الراهن نجد الشعوب في العالم تسمي وتعرف عن نفسها بمختلف اللغات والثقافات, فهناك عدد لا يحصى من المفاهيم التي تلبي معنى ومحتوى العاطفة في العديد من اللغات المختلفة التي يتم التحدث بها وفي الثقافات المتنوعة التي تعيش في عالم اليوم. مرة أخرى، العواطف قد تختلف أسماءها ووظائفها ومكانتها في الحياة الاجتماعية وتأثيرها حسب الثقافات. في الواقع، ترتبط معالجة المجتمعات وتفسيرها للمشاعر ارتباطا وثيقا بخصائص طبيعتها الاجتماعية. لأن المشاعر والحدس ومشاعر الإنسان التي تطورت ككائن اجتماعي كان له دور حاسم في تكوين هذه الطبيعة. الذاكرة الاجتماعية لا تنسى تجارب عشرات الآلاف من السنين ،بل تحتفظ بها كرموز في اللغة والثقافة. اليوم وطوال التاريخ السبب الذي يجعل العديد من فروع العلوم والفنون اهتمام بموضوع الحس البشري ؛ لأهمية العواطف في تكوين سليم للإنسان حيث لها جذور تاريخية عميقة. لهذا السبب إذا أراد إي مجتمع وأفراده فهم صحيح لمعنى ومكان ووظيفة العاطفة في الحياة ، فمن الضروري أن ينظر إلى مكانة العواطف في لغته وثقافته. كل فرد ؛عندما يتعلم تعريف العاطفة في لغته الأم ، والأسماء والصفات المعطاة لها، وكذلك في الأقوال والأمثال و الأدب الشفوي والكتابي حول العواطف ، سوف يدرك بشكل صحيح قوة وتأثير العاطفة في تشكيل طبيعته الاجتماعية.

في اللغة الكردية يتم التعبير عن العاطفة بالعديد من الكلمات الدالة مثل إحساس شعور ميل عاطفي, دراستها والتعمق فيها بالأبحاث في اللغة والثقافة المجتمعية وفي اللهجات الأخرى ذات أهمية كبرى تتم بمفاهيم دراسة اللهجات الأخرى من اللغة والثقافة الكردية وفهم مكان العاطفة فيها. . لأن عالم العواطف لدى الكورد ذو جذور تاريخية ،تعرض بأساليب وأدوات متعددة وفي أوقات وأماكن مختلفة للقتل الصهر النهب التصغير التشويه والتخوين, من مجالات النضال الرئيسية التي توقف عليها القائد آبو منذ أكثر من أربعين عاما المشاعر، ذلك لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالواقع. وبهذا المعنى ، فإن من أهم نواحي الإبداع الرئيسية لنضالنا من أجل الحرية هي الناحية العاطفية. دراسة أخرى من شأنها أن تساهم أكثر في هذه الحقيقة هي قيام بجمع تعريف للعواطف في الثقافة والأدب واللغة الكردية كيف عاشها وبأي شكل تم تدويلها وصراعاتها. إن معرفة نمو و تطور العواطف في تاريخ المجتمع الكردي بقدر التاريخ الكوني مهم، فجذور المشاعر ستكون النور لمستقبلنا. بهذا المعنى ، ستكون مشاعرنا بمثابة المرآة تعكس مدى إحيائنا للعواطف التي تعود لنا، وكم نحن بعيدون ومغتربون عنها, بالتالي بقدر تمعننا وتحليلنا للمشاعر بقدر ما نكون اقتربنا من تصحيح مشاعرنا.
الذكاء العاطفي
أثناء بناء الأسلوب ونظم المعلومات ، نتفهم بشكل أفضل أنه من قبيل المصادفة أن نحصل على نتائج ناجحة دون معرفة بنية عقولنا جيدا. لكن، عندما يتم توفير التعريف الصحيح العميق للعقل وتامين إمكانية الاختيار الحر (حرية المجتمع) ، حيث أن نظامنا في الاسلوب والمعرفة سيوفر إجابات صحيحة لمفاهيمنا. . في ظل هذه الظروف ، بمعرفة أكثر دقة يزيد عملنا المنهجي من فرصنا في أن نكون مجتمعا وأفرادا أكثر حرية. ” ان هذا التقييم العميق للقائد آبو يوضح لنا احدى جوانب النجاح تشترط في معرفة بنية عقولنا بشكل صحيح، في نفس الوقت نتعلم مدى ارتباطها بتسييس عواطفنا والتي هي موضوع منشورنا. أي معرفة المشاعر وتسييسها, بالتالي معرفة احاسيسنا وتسييسها أو تنظيم العواطف سيحدد نتائج هذه المقالة, الشعور السمع الاحساس الوجدان والشعور به والتأثير الحسي والتأثر جميع هذه المصطلحات تأتي قبل التطور الفكري بشكل حر وطبيعي. تطور التكوين العاطفي- الروحي والبنية الفكرية للإنسان تختلف من مرحلة اجتماعية الى اخرى. ومع ذلك ، لكل منهم في جذورها وبدايتها وأولويتها لديهم الذكاء العاطفي تعود الى فترة المجتمع الطبيعي.

لا يمكن فصل أي من عواطفنا وأفكارنا التي نعيشها بشكل فردي عن التربة- الخميرة ، أي بيئتنا الاجتماعية. بما أن القائد آبو لديه وعي تاريخي بالدور المركزي والحاسم للمشاعر في تشكيل الطبيعة الأولى والطبيعة الاجتماعية والتطور الاجتماعي؛ قام بالتحليل والدراسة لعقود طويلة حول العلاقة بين قوة العاطفة وقوة التفكير لدى الانسان، والعلاقة بين الموقف الحيوي والعواطف. القائد آبو يعبر عن هذا الوعي في مرافعاته بالكلمات التالية: “طريقة التفكير قبل اللغة الرمزية كانت تتم دائما بالعقل العاطفي. السمة الأساسية للعقل العاطفي هي أنه يفكر بعواطفه كعنصر لا غنى عنه فيتأثر وردود فعله صادقة, ليس لديها الكذب وبعيدة عن الغش… مستوى الذكاء العاطفي، بمقولة أخرى ، فإن الخصائص العاطفية للذكاء هي السائدة. السمة الرئيسية للذكاء العاطفي هي أنه يعمل مع ردود الفعل. الغريزة كذلك هي الذكاء العاطفي. لكنها تعتبر أقدم أنواع ذكاء (تمتد إلى أول خلية حية في الكون). طريقة عملها هي في شكل رد فعل مفاجئ للتحذيرات. أي لديها نظام عمل تلقائي. يؤدي هذا النمط وظيفة أداء الحماية بشكل أفضل. حتى في النباتات ، يمكننا ملاحظة ذلك بسهولة. يصل إلى شكله الأكثر قِدماً في النوع البشري. إن تحقيق قوة حواس خماسية والتنسيق بينهما لم يتطور بقدر تطورها لدى البشر في أي كائن آخر. مما لا شك فيه أن الحواس مثل الصوت والرؤية والذوق أكثر تطوراً في العديد من الكائنات الحية منها في البشر. مما لا شك فيه أن الحواس مثل الصوت والرؤية والذوق أكثر تطوراً في العديد من الكائنات الحية أكثر ما هو في البشر. . ولكن في الوصول إلى حالة كاملة ومنسقة بين الحواس الخمسة ، فإن لدى الجنس البشري مهيمنة. … أهم ميزة للذكاء العاطفي هي ارتباطها بالحياة. حماية الحياة هي وظيفتها الرئيسية. متقدمة للغاية في حماية الحياة. يعمل بصفر خطأ. أقول هذا بمعنى الاستجابة الفورية. هذا النقص في هذا النوع من الذكاء يمكن أن يعرض الحياة للخطر. يرتبط احترام الحياة وتقديرها بمستوى تطور الذكاء العاطفي. يراعي توازن الطبيعة. يمكننا أيضا أن نسميها الذكاء الذي يجعل الحياة الطبيعية ممكنة. عالمنا الحسي مديون لهذا النوع من الذكاء. فالتطور الكامل للذكاء العاطفي في الجنس البشري يزيد من فرصة الربط بين الحواس. جميع الحواس، خاصة الصوت، الرؤية، الذوق، تطورحركات الذكاء من خلال إقامة ارتباطات بينهم.
الذكاء الذي يجعل الإنسان إنساناً هو الذكاء العاطفي، وهو الذي كان سائدً في المجتمعات الطبيعية وحاسماً في خلق فلسفة الحياة. في عالمنا اليوم ، نجد أن هذه الفلسفة قد تم تفكيكها ورؤيتها بين المجتمع باتت ضعيفة ، لكن على الرغم من ذلك يمكننا أن نجد أثارها في رواية “تعليم الشجرة الصغيرة” ، الذي يحكي قصة الجد والجدة الهندي الذي يقوم بتعليم حفيده الصغير ، يتحدث الجد لحفيده بحكمة المجتمع الطبيعي: “عندما تكون الكلاب متحمسة ، تهيمن عواطفها على حواسها. لقد رأيت نفس الشيء مرارا وتكرارا عندما تهيمن العواطف على الحواس يصبح الإنسان سخيفاً مثل الكلاب … ” يوضح لنا هذا السرد كيف أن الشخص الذي لا ينقطع عن الذكاء العاطفي يعبر عن علاقة الحواس بالعاطفة في تعليم الأطفال بحكمة جيدة. تظهر هذه الأمثلة الحيوية عندما يفرط كائن حي بعواطفه فان أعضاء الحواس لديه لن تعمل بشكل صحيح. اذا تحمسنا بشكل مفرط ولا نستطيع السيطرة عليه، فإن أذنينا سترن ولا يمكننا تميز الأصوات من حولنا. إذا غضبنا ولم نتمكن من السيطرة عليه و لا يمكننا رؤية سكين امام انفنا ونسبب مشكلة من خلال دعسنا عليه. المصدر في مشاعرنا هي الحواس, تتشكل وتتطور عواطفنا لذا يجب عدم إهمالها باعتبارها امر حيوي. هنا الذي يلعب الدور مع الاحساس والحدس و البصيرة هو عقلنا، عقلنا التحليلي. كذلك، يستخدم صيادو سواحل كولومبيا تعبير “Sentipensante” اللغة التي تتحدث صحيح، أي التفكير بالشعور. وبعبارة أخرى ، فإنهم يدركون قول الحقيقة ، والصلة التي لا تنفصم بين الشعور والتفكير ، وعكسوا ذلك في لغتهم. في الواقع ، هذه الأمثلة ليست سوى عدد قليل من الأمثلة التي لا تحصى التي تساعدنا على الفهم بان جذور تطور المجتمعية هي المجتمع الطبيعي ، ، فهناك عاش عقل عاطفي وتحليلي بشكل متوازن لأمد طويل.
من المهم إحياء ذكائنا العاطفي مع تطوير الوعي وتعريف عواطفنا. يقول القائد آبو يجب التفكير بعواطفنا ، والتفكير بالشعور حسب قول الصيادين الكولومبيين ، وقول الجد الحكيم الهندي إذا أحيينا من جديد علاقة سليمة بين الحواس – المشاعر ؛ يمكننا إزالة الستار والزيف عن عواطفنا. كذلك إذا نجحنا ، يمكننا منع عقلنا التحليلي من قمع عواطفنا وتجاهلها. تنشطنا جميع مشاعرنا الإنسانية والخاصة بالإنسان ضمن الزمان والمكان. عواطفنا هي عقلنا الذي يشعر. هذا العقل القوي للغاية الذي تطور منذ بدء الخليقة. كلما حافظنا على مشاعرنا وعواطفنا وغرائزنا حية ، كلما كان عقلنا أقوى وأكثر صحة والعقل التحليلي يتغذى منه بالاستمرار. ليس كما تدعيه العولمة ، عندما تقوى احدها ، لا تضعف الأخرى ولا تفشل. تتم التغذية المتبادلة و المستمرة للعقل العاطفي بالعقل التحليلي وبالعكس العقل التحليلي بالعقل العاطفي ؛ هذا هو بالضبط الوضع الذي يريده القائد آبو منا في إنجاح تسييس عواطفنا. استخدام قوة الذكاء المرن والإبداعي لعقل الإنسان في بناء مجتمع حر من خلال الدفاع والتطوير وتكبير بعضهم البعض، يعني تسييس عواطفنا.
دراسة المشاعر
هل نحن في علاقة مع عواطفنا؟ ما هي الأفكار الواضحة في علاقاتنا مع عواطفنا؟ بمعنى آخر ، هل الأفكار التي تتجاهلها وتحرمها وتشوهها وتتعامل معها بالخوف هي التي تسيطر علينا؟ أم لدينا أفكار ترى وجودها وتعُرّفها وتعترف بها وتهدف إلى تنظيمها؟ بقدر قبول وجود عواطفنا وتعريفها, فإن كيفية تعاملنا معها يعتبر موضوع هام. هذه الأهمية تبرز نفسها و نلتمسها في جميع خياراتنا, قراراتنا, أفعالنا وكل حياتنا الثورية. سواء كنا نتجاهلها أو ننكرها ، فإنه تبقى حاسمة. حتى لو أخذناها بشكل مبالغ فيه خاطئ و وسواس ، فإنها تبقى حاسمة. إنها تبقى حاسمة بشكل سلبي. ولكن إذا استمعنا إلى مشاعرنا ، وتمكنا من السيطرة على مشاعر الحزن، الضيق و الإثارة أي إذا تمكنا من ضبط النفس في عواطفنا وإذا نجحنا في إعطاء التوازن لعواطفنا و لم يتم دفعها إلى الحافة، فسوف يلعبون دورا إيجابيا، حتى يمكن أن يكون لها دورا إيجابياً. عندما نضع عواطفنا بشكل إيجابي في الزمان والمكان المناسبين من حياتنا بتعاريف ومقاربات سليمة، تصبح ذات فائدة و فاعلية إيجابية. مع أخذ هذه بعين الاعتبار ، فكل يوم نحتاج إلى أن نتعلم بمهارة أكثر الاهتمام بعواطفنا ومراجعتها والشعور بحيويتها.
يقيم القائد آبو علاقته مع المشاعر، كالتالي:` مشاعري وأفكاري ، والأهم من ذلك ، جهدي ومحاولاتي بمعيار دقيق نظمتها وأوصلتها إلى مستوى حساس ودقيق من التنظيم المؤسساتي والعملي, كوني المناضل الحزبي أستطيع القول بصراحة تامة أن نظافة الذات من المشاعر والأفكار وإن كانت بحجم قملة، يعني تطهيرها باستمرار من جميع أنواع الأفكار والمشاعر الخاطئة. أنا أنظف نفسي كل يوم. لذا، إذا أخبرتكم عدد القمل الذي أقتله يوميا، قد تستغربوا، لكنني أقتل كل يوم. هذا يعد تطهيرا ودائماً المطهرون يتمجدون، والممجدون هم ناجحون.
مشاعركم وأفكاركم أصابها الفساد. سيئة, لحد ما قبيحة وليست حادة كثيرا وواضحة. انظروا إلى أفكاركم وعواطفكم اليومية إنها تقضمكم… إن مشاعركم عمياء وتصيبكم بالعمى وتأكل من قوتكم…إنها حقيقة كبرى, العواطف العظيمة والأفكار العظيمة والأفعال العظيمة يجب أن تليق بكم، ويجب أن تكون لكم. فهي عندي تكفيني لنفسي. أنتم بحاجة إليها، لماذا تنكر نفسك ، لماذا تتكاسلون بشأن الوصول إلى العظمة لنفسك؟ أنتم بحاجة إليها. لأجل امتلاك القوة لماذا انتم تمتلكون الإنكار, لماذا انتم بدون دافع, أنتم فقراء للغاية, محرمون من كل النواحي، فقراء العاطفة، فقراء الجمال، فقراء المقاييس، فقراء الشعور, فقراء النواحي السياسية والعسكرية، فقراء الأسلوب والطريقة. كلها موجودة لديكم إلى حد كبير. لابد من قهر كل هؤلاء. و أهم من كل ذلك تفتقرون إلى التربية والقياس. هذه موجودة إلى حد كبير عليكم التخلص منها بسرعة. أؤكد مرة أخرى ، أنني استخدم هذه الأسلحة بشكل جيد للغاية. على سبيل المثال ،وأنا أقوم بتحريك مشاعر الناس، القوة العاطفية الحالية للناس تقهر العدو. حولي المشاعر ،إن تذكري باستمرار ، والحديث عني طوال الوقت هو بمعنى ضرب العدو. أن تحبني يعني ضرب العدو. الكل يعلم هذا ، إني أوصلت مشاعري ومحبتي إلى هذه الدرجة. كيف طورتها كيف بحساسية سعيت في ارتقاءها؟ من أجل بناء هذه المشاعر رفدتها بسنوات من عمري. هل يا ترى اطلعتم على هذا الدرس. لكن بالنسبة لي فهذه أربعون عاما وأنا ابحث فيه.
” درس المشاعر” تدريب المشاعر ومعرفتها تلازمنا طوال مراحل حياتنا. فالمشاعر تبقى حية طالما الإنسان يعيش , لذلك، فان تدريب تهذيب و تعلم العواطف كالفن يدوم مدى الحياة. فإن ساحة المشاعر هي الساحة الأعتى لدى الإنسان التي يقال فيها، “لقد دربت نفسي، فهمت نفسي، حللت نفسي وعرفتها “. لو لم تكن كذلك لما قال القائد آبو أربعين عام وأنا أتعلم هذا الدرس. لذلك ، علاقتنا مع مشاعرنا تتطور. بقدر ما نكون قد وصلنا إلى مداخلها ودربناها, سنكون قد عرفنا أنفسنا أكثر, إن لم يكن لدينا علاقة حية ومستمرة وحوارية مع عواطفنا, لن نتمكن من إعطاءها المعنى ولا يمكننا تدريبها بالتالي لن نستطيع تسييسها.
العواطف الصحية تجعل العقل مستمراً ومنتجا. انسداد المشاعر والحالة المهووسة والأزمة في العواطف يمكن أن تجعل من الشخص الأكثر ذكاءً وعقلاً, شخصا غبياً. يمكن أن تودي بالشخص إلى أفكار مريضة. لذلك من المهم الاستماع إلى عواطفنا. ومع ذلك مثل مناضلي الحرية الناجحين ،الأحرار والمناضلين ، يجب أن نكون قادرين على تقييم صوت مشاعرنا وأحاسيسنا وتعبيراتها, نستمع إليها نقيمها بعقولنا, إرادتنا و الذكاء العاطفي والتحليلي لدينا. كذلك تحتاج المشاعر إلى النظافة, التصريف, التنقية والوضوح. لنستطيع بعيون القلب بأحاسيسنا وبصيرتنا رؤية داخل عقولنا وإرادتنا والتمعن فيها , حينها نصبح إنسانا متوازنا. لكن إذا تركنا عواطفنا مشتتة, عشوائية, بدون مقياس وبدون معرفة, سوف تتعرض مع الزمن إلى حالات مرضية، إذا لم ندربها بتدريب مشترك للعقل العاطفي والتحليلي ، فقد نتعرض لفقدان صحتنا العقلية والعاطفية.
بهذه المواضيع وفي حياتنا اليومية هنالك العديد من الأمثلة التي عشناها, نستطيع أخذها بعين الاعتبار ونحلل سلوكنا بشكل أفضل, في بعض اللحظات تكون العاطفة هي الطاغية، حيث أن العقل يقف في الخلف, في ذات الحين نحن لا ندرك أخطائنا, بتذكر هذه الأخطاء يمكننا معرفتها وإصلاحها, بهذا الشكل ومن خلال تجاربنا الذاتية. نتمرن في التجارب التي نخوضها, لندرك كيف تؤثر على حياتنا. وبالمحصلة, تقلب حياتنا رأسا على عقب عندما نصبح عبداً للعواطف. حيث أن من خلال تجاربنا نعرف مدى تأثير المشاعر على حياتنا, على سبيل المثال ، يتم إنشاء واستخدام بعض التعابير التي تحدث في أدبيات حزبنا من خلال تلخيص هذه التجارب وتنقيتها بمصفاة الحياة. من إحدى هذه التعابير “نشوة الانتصار”. أثناء لحظات نشاطنا وحماسنا في الانتصار الذي نحرزه تصل بنا السعادة والبهجة لدرجة ننفصل عن الواقع اللحظي. بالتالي الذي ينفصل عن الواقع يصاب, وبسبب عدم تمكننا من ضبط أنفسنا لقد شهدنا المئات من هذه الأحداث خلال تاريخ حربنا، وأطلقنا النار على أنفسنا أو بعضنا في الوقت الذي لم يتمكن فيه العدو من هزيمتنا. ولسنوات يتم تكرار هكذا أخطاء, السبب الرئيسي من هذه الأخطاء لسنوات عديدة التي مررنا بها هو عدم تهذيب عواطفنا المفرطة. دائما نحتفظ بعواطفنا للفترات المقبلة, ونحاول تهذيبها في الأوقات المقبلة, هنالك مشكلات في معايير مشاعرنا, يجب علينا وضعها ضمن معايير, إنها مشكلتنا. يجب أن نكون حكماء ونطور مشاعرنا بالشكل الأمثل مع بعضنا لنحصل على النتائج الأفضل. أحيانا لا نتخذ هذه المواضيع كدروس أساسية ولا نأخذها بعين الاعتبار. في لحظات الألم والحماس الكبيرة أكثر شيء نحتاج إليه هو البرود. لماذا؟ لأن هذان الشعوران عندما يكونا في الذروة يمكن أن يخرجا عن المسار الصحيح. كذلك إن الأخذ بعين الاعتبار أن الشروط والمكان لهما التأثير على المشاعر. أي أن هنالك علاقة متبادلة بينهما, علينا اخذ هذه الجوانب دائما بعين الاعتبار, إن أمعنَا النظر في تاريخ حربنا نستطيع تدريب مشاعرنا ونستطيع تلقي ” درس العاطفة”.
“مرض السلطة المبكر” من المصطلحات الأدبية التي أخذت مكانها لدى حزبنا. نتيجة لعدم تهذيب المشاعر وعدم ضبطها ظهرت في تجارب الحياة. فبدلاً من مشاعر النصر هذه المرة مشاعر السلطة التي تثار وتتحرك بسرعة تعاش. في هذا الصدد المشاعر الواضحة هي الرؤية, لهذا استخدمت كلمة المبكر.
وبعبارة أخرى هذا يعني, بالنضال و التضحيات الجسام حققنا بعض المكاسب ، هي مكتسبات الربح والاكتفاء، حيث أنني أستطيع أن أعيش نفسي على هذه المكاسب وأبني سلطتي”. إذا ما تم النظر إليها وتقييمها من منظور السلطة فقط، سنصل إلى هذه النتيجة. أصحاب السلطة والمصابين بهذا المرض, يجب أن يأخذوا هذه الحقيقة دوما بعين الاعتبار, أن جميع قوى السلطة في العالم تريد الاستمرارية حيث أن ديمومتهم تكمن في الاستمرارية. لكن الذين يعيشون مرض السلطة مبكرا, بسبب فقدهم البصيرة ووصول عالم المشاعر لديهم إلى أفق مسدود, لا يستطيعون رؤية هذه الحقيقة التعبير في تجاربهم فان وضعهم العاطفي ميؤوس ومسدود لدرجة لا يمكنهم رؤية حقائق بسيطة. لأنهم يفتقدون لقوة العقل المنطق والرؤية السليمة, من جانب آخر القيم التي تكتسب رغم ضآلتها, تخلق لدى الإنسان الكثير من المشاعر, وتزيد من نموها. “نجحت, وقتها أكون أنا السلطة”.
التي تتطور هي هذه المشاعر الأنانية, الغضب, سباق للسلطة ، الشعور “الأنا العليا ” ، ولكن هناك في الأساس السَكرة بنِعَم السلطة وبُعدها عن العقل والمنطق. كذلك في تاريخنا تجارب تشير إلى أن الابتعاد عن الحقيقة يعرضنا للإصابات. الذين عانوا من هذا المرض, قد تمت إصابتهم, إما من قبل الخط الإيديولوجي-التنظيمي للقائد آبو أو من قبل العدو. القائد آبو توقف على هذه المواضيع بكثرة في تحليلاته. لنتمعن مرة أخرى في هذه التحليلات ” بالقدر الكافي للحياة ككل وفي جميع لحظات الحياة المشاعر المنضبطة والرؤية المتكاملة لم تسنح لهما الفرصة, عدم إفساح المجال لهذه المشاعر سيكون النجاح, أما الانصياع وراء المتعة والشهوات سيغلق الطريق امام النجاح. لحد الآن الحالة النفسية التي ما زالت سائدة علي في هذا الصدد: عندما انتصر لا اسكَر بل يتولد شعور بعدم الارتياح. أي بمعنى أن الشهوة والمتعة والجهد يتطورون من أجل النجاح، بالتالي أرى نفسي في مرحلة النجاح. بمجرد حصولي على شيء ما ،هو لم يعد ملكي. يصبح لشخص آخر. عندكم بالعكس تماماً. إذ أنه إن أنجزتم أي نجاح ، تتبجحون وتتباهون به كذلك تطمئنون أنفسكم بامتلاكه. لذلك إذا لم تتغلبوا قطعياً على هذا الشعور ، فلن تحققوا نجاحا كبيرا. أعتقد أن لهذا الوضع تأثير ملحوظ للغاية في شخصيتكم.
يمكننا زيادة الكثير من الادبيات والتجارب. من هذه التجارب درس المشاعر الذي نستخلصه بتعبير القائد آبو “الذين يربطون مشاعر كبيرة مع الهدف, عند الضرورة يستطيعون احتواء العدو بمشاعرهم.” لذلك تناول القائد آبو في الكثير من التحليلات افعالنا عند الحرب, تجاربنا الحزبية, علاقاتنا في الحياة الاجتماعية والعلاقة بين المرأة والرجل وقيَمها بشكل مفصل. اذا اردنا سردها باختصار: “هناك ثعابين في المشاعر والأفكار. . لديكم مشاعر وأفكار قاتلة وسامة ،لقد كشفت عنها قليلاً. فكروا كيف تقتلكم هذه المشاعر؟ علاقة بسيطة بين المرأة- الرجل، شعور بواجب بسيط، غفلة بسيطة، حالة النوم، المشي الخاطئ، كل هؤلاء ثعابين. هذه الثعابين كلها خلقت بأساليبكم وتقاليدكم الضعيفة ونمت. هذه الحالة تأخذكم نحو الدوار, الوهن والمشكلات… وفق لحقيقة كوردستان اذا لم تبقى متيقظا دائما واذا لم تكن عيونك على تحركات العدو، بهذا الشكل دائما هناك احتمال ان تقع في مواقع خطيرة. وهذا يعد الهلاك. لماذا لا تودون فهم الحقائق؟ عليكم تعلم هذه الدروس الكبيرة، طبعاً اذا كان لديكم قوة الخيال والفهم.
عليكم الوصول الى الجمال وتطوير الرغبة والمشاعر لديكم. لذلك اقول عليكم بالتحليل, الدراسة والنضال. لا توجد علاقة للمشاعر بدون كفاح. بالطبع ، عندما أتحدث عن النضال ، لا أقول أن تعموا عيون بعضكم البعض. في هذا الصدد لا استطيع أن أكون أملاً بالنسبة لكم. انتم بفهمكم للخلافات, والاهم من ذلك بتجاوز الخلافات, لا تعرفون الأسلوب الأنسب للنضال. في علاقات الحب و العاطفة كذلك في ردود أفعالكم هنالك شيء من عدم التوازن. لو كانت مشاعري كذلك غير متوازنة ،كيف كانت ستكون العلاقة بين الكورد؟ كما قلت، كانت ستنتهي بالغرق ولم يحصل أي تطور بينها. هذا الخطر مرئي للغاية بالنسبة لكم. كونوا من أصحاب الضمير الحي قليلا.”

لكي تكون علاقاتنا العاطفية ايجابية يجب أن تكون علاقة تواصلنا مع مشاعرنا سليمة وصحية. هكذا يمكننا إحراز نتائج سليمة. قراراتنا, سلوكياتنا ومشاركتنا في الثورة كذلك إنجازنا لمهامنا هي جزء هام من مشاعرنا. بالتالي بقدر عمق و قوة امتلاكنا ومعرفتنا لمشاعرنا, يكون تحقيقنا للنتائج أكبر, وبعكس ذلك أيضا تستطيع الحياة. إن العقل الذي لا يذهب نحو القرارات بمشاعر وبساطة ولا يستمع إلى المشاعر والأحاسيس هو مغترب وبالتالي العقل الذي بلا روح حدث آخر مهم. لماذا لا نستمع لمشاعرنا- أحاسيسنا في العديد من اللحظات لا نعطي الفرصة لغرائزنا الداخلية ومشاعرنا؟ لا نستمع إليها ولا نأخذها بمحمل الجد. كذلك الطريق الصحيح الذي يرسم لنا لا نراه ولا نعطيه الفرصة. من الممكن أن يكون تأثير العولمة الأوروبية وإيجابياتها على أحاسيسنا وعقولنا. لذلك لا نستطيع رؤية بعض الألوان. هذا التأثير الايجابي للعقل في روجآفا نجده قد طور العولمة يمكن أن نعرفه بهذا المعنى ” أن العقل والعاطفة ظاهرتان متضادان. قوة العقل تفوق قوة العاطفة. كلما تمت تنقية العقل وتجريده من العواطف كلما أصبح العقل واضحاً وسليما في عمله. لكن إذا ضعفت سيطرة العقل على العواطف فان الأمور سوف تتشابك” ممكن أن يتواجد تأثير هذا الفكر علينا. لذلك وجب أن نسأل أنفسنا. لا بالذكاء العاطفي، ولا بعقل ذو منطق جامد في عمله يمكننا من أن نكون مسيسين. بمعنى آخر لأجل بناء نظام ديمقراطي وحر يجب علينا أن نكون أفرداً أحرار وننضم بشكل سليم الى إنشاء النظام الديمقراطي.
علاقتنا مع مشاعرنا إن كانت غير معروفة, غير مدركة, غير مهمة و فقط تتم بالمحاسبة عندها تشكل أمرً خطير للغاية. كذلك عدم معايشة الإنسان لأي شعور بعمق وبقوة يعتبر نفس الشيء. فهذا يعني عدم الشعور وهو أمر خطير للغاية. لذلك يجب على الإنسان التوقف على مشاعره التي تؤثر على العقل, تخرجه عن المسار الصحيح وتخنقه ليضبطها ويتحرر منها. يبتعد عنها بشكل سليم. من الضروري الابتعاد عن هذه المشاعر. أمام مشاعر الإنسان الغفلة, قلة الاحترام و اللامبالاة بالمشاعر تظهر لنا الافتقار للإنسانية. إن لم يتم التغلب على هذه الأمور فإنها تأخذ الإنسان نحو حدود خطيرة. لقد اشار القائد آبو الى هذا الخطر قبل سنوات:” الأسوأ من ذلك كله هو أنكم تعيشون لاشعور مدهش. فالفاشية بوسائل الحرب الخاصة، بحربها النفسية ومن خلال الغرائز الحيوانية تستعبدكم تربطها بإمكانياتكم, وبذلك تفرغ الإنسان من جوهره. بهذا الشكل الخطير جداً يتم تسيير الإنسان, يتم الإفصاح عن الغرائز بأنانية. الكل اصبح جبان وأناني, كل أحد من أجل مصلحته البسيطة يقول: “فليسقط كل عالم ، فلينتهي المجتمع بأكمله”. في النتيجة فإن هذا الوضع لا يفيد هذا الشخص نفسه، ولكنه مقبول كأيديولوجية فاشية. لا توجد عواطف بالمعنى الصحيح, الفاشية لا تملك المشاعر. الفاشية تجعل من الإنسان جلاد. بعد أن جردت الإنسان من العواطف، تجعله عرضة للاحتلال، تستخدمه وتستهلكه في جميع انواع الأعمال”. بالتالي لكي لا يصل أحد إلى هذه الحدود الخطيرة ، يجب أن ينتبه الإنسان لمشاعره، يعرفها, يسميها، ينميها، يرتقي بها يمجدها ويسييسها بقوة فلسفة الفكر.

علاقة العاطفة– الغرائز
العلاقة بين الغرائز والمشاعر هي موضوع آخر للبحث, يجب أن تتم معرفتها لنستطيع البناء عليها في نضالنا الشخصي وبمعرفة هذه الجوانب في صقل شخصيتنا وتمكينها بشكل أفضل. لأنه اذا لم تتم علاقة سليمة بين الغرائز والمشاعر, عندها تؤثر الغرائز على المشاعر والفكر وتهيمن عليها, وهذا الامر يؤدي الى السلوك الحيواني لدى الإنسان. إن تأثير الغرائز والذي فقط يتمحور في الأكل, الشرب و الجنس, يأخذ بالإنسان نحو الفاشية. بهذا السقوط الكبير نرى طريق الابتعاد عن الإنسانية قد بات مفتوحاً. في تسييس العواطف، بقدر وعي الإنسان لغرائزه وتقبل وجودها ومعرفتها ، كذلك تطوير قوة الفكر والمشاعر لديه, لأنه بتطوير هذه القوة يكون قد روضها وهو المهم. في بداية نشوء المجتمعية، بقيادة المرأة تم إنشاء بعض المحرمات, حيث جهدت المرأة تقييد هذه الغرائز بالمحرمات والطوطم. بالتالي استخدامها وفقاً لمصلحة المجتمع، ، نجد أنه إن لم تطورها المرأة لم يكن للمجتمعية أن تتطور. لذلك عدم تجاهل قوة الغرائز وتعريفها وتوجيهها بالعواطف و الفكر مسالة تتعلق باستمرارية سليمة لوجودنا المجتمعي. اليوم نجد أن الحداثة الرأسمالية قد فرغت الإنسان و المجتمع من الجوهر وحولتهم الى قطيع ومجتمع للعرض. حيث تحقق كل ذلك من خلال مخاطبة غرائز الفرد والمجتمع وعن طريق الغرائز تهيمن على الإحساس والفكر المجتمعي. وتستخدمها لصالحها الشخصي. بالتحكم بغرائز الإنسان بوسائل متنوعة تسيطر عليهم, تجعلهم بيادق الحرب اليومية. لهذا السبب من اجل بناء الفرد والمجتمع الحر نضالنا لتسييس المشاعر معرفة غرائزنا, تعريفها وتنظيمها مهم.
المصادر الأساسية التي تغذي أو تعيق الذكاء, الروح والعقل لدى الإنسان هي المشاعر والغرائز. إنها كونية. من أجل إشباع الضروريات الجوع, الحماية والجنس وما إلى ذلك ، شغل الإنسان ذكائه اكثر. ومع ذلك ، فإن الإجابة على هذه الغرائز كانت ملزمة بمقاييس, قواعد ومبادئ مرتبطة بالأخلاق في مراحل التطور الاجتماعي. السبب الرئيسي من كون الرأسمالية المرحلة الأكثر وحشية في تاريخ البشرية هي تجاهلها للنسيج الأخلاقي الذي يجعل الغرائز-العواطف ذات محتوى. فمن ناحية ، الرأسمالية استغلت الإنسان وحكمت عليه بالجوع ، ومن ناحية أخرى ، شرعنت اللاأخلاقية. للحصول على الخبز حللت كل الوسائل والطرق, أباحت كل من المرأة والرجل لبعضهما، لأجل تأمين مأوى للسكن فيه. بطرق الاستهداف الفكري تشرعن اللاأخلاقية. فهي في تجربة إنسانية الإنسان تناولت الأحاسيس والغرائز ونظمتهم, في ديمومة الحياة ربطتهم بمقاييس الأخلاق والحقيقة دوماً لعبت دورا إيجابيا. لكن في الواقع الحالي خرجت عن الإنسانية و بقيت بعيدة عن الإشباع, من جانب آخر لم تكتسب التهذيب و التدريب كذلك تم فصل الغرائز عن الاخلاق. هذا يكون الدور السلبي لاستخدام المشاعر. نتيجة لهذا الذي يجب فهمه هو ان غرائزنا تلعب دورا حاسماً في أن تكون انساناً او توصلنا مستوى الحيوانات التي لا تعجبنا.

بهذا الصدد قام القائد آبو بتحليلات مرتبطة بحقيقة الكوادر والمجتمع حيث يقول ما يلي: “… كيف يمكنني وضع الغريزة في الخدمة إذا لزم الأمر؟ هنالك غرائز تدمر وتمحو المجتمع .تتسبب في الدمار والانحلال. السبب في ذلك استسلام المجتمع لتلك الغرائز. وهذا معروف جيدا. توجد خصوصية ومعرفة كبيرة للأحاسيس والغرائز، وهذه تبرز في المصادر السياسية. وتصبح قاعدة للسياسة. لأن استخدام الغرائز لا يدل على تطور جدي. المشاعر السامية والكبيرة تؤثر على الدماغ وبالعكس الدماغ يؤثر على المشاعر. لكن الحواس والأحاسيس التي تم تضييقها, السمع والأحاسيس التي تم إضعافهم تقترب إلى السلوك الحيواني, بشكل خطير في اوساطنا توجد هذه التأثيرات ومستمرة. لا أرفض الغرائز. لكن يجب استخدامها بشكل لتطوير المشاعر و الفكر. ماعدا ذلك فإن الفكر المستسلم للغرائز لهو الضياع… العاطفة المستسلمة للغرائز منتهية. ممكن أن تعيش لكنك تعيش للغرائز، فقط للأكل، الشرب من اجل شهوة جنسية. إنه يشبه السكر مع مشروب كل يوم. إنها ليست حياة صحية ابداً..”
الحقيقة العاطفية – انحراف العواطف-الاصطياد بالعواطف

القائد آبو بتقييماته ل مفهوم “الدولة القومية, بَينَ أن الدولة القومية لم تقتصر فقط على جعل المجتمع كالقطيع, إنما تشعبت في جميع جوانب المجتمع الفكرية والحياتية وأدت إلى عدم قبول الطرف الآخر ” ويحذرنا نحن مناضلي الحرية من قوالب الفكر والمشاعر التي تُقولب الحفظ, الحضور, المشاعر والفكر. الدولة القومية تجعل من الطبيعي غير طبيعي. فنحن أينما كنا نعيش يطبق علينا هذا الشعور والفكر القومي للدول. في يومنا الراهن ونحن نعيش غضبنا, حقدنا تجاه العدو, ألمنا الناتج عن المجازر التي يرتكبها العدو بحق شعبنا, مشاعرنا الوطنية, حبنا لقائدنا, مشاعر الصداقة أو حبنا الذي نعيشه اتجاه شخص لا نستطيع تسييسها بالكامل. سبب عدم استطاعتنا تسييس الحياة هو كثرة تأثير عالم المشاعر والفكر الأوحد والمقولب علينا. حيث أنه لم يتم إعفاء هذه الجوانب من حياتنا. لماذا لا يمكننا التحرر من مشاعرنا التي تغرقنا, لماذا لا نستطيع تفعيل قوة الذكاء العاطفي الموجودة في جيناتنا ولا نستخدمها في سياستنا؟ ما الذي تم إنقاصه, سرقته أو تحريفه من عالم المشاعر والفكر لدينا, حتى إننا لا نستطيع تطوير علاقة صحيحة بين المشاعر والسياسة ؟
المجتمع الكردي مجتمع تعرض للاضطهاد ، في لغته وثقافته تعرض ولازال يتعرض للإمحاء وللصهر الوحشي باستمرار. كيف هو عالم المشاعر لدينا باعتبارنا افراد مجتمع تعرض للاضطهاد؟ في المجتمع المضطهد, ما هي و أي المشاعر وبأي الطرق تم اكتسابها؟ ما مدى امتلاكنا لهذه المشاعر, مدى تمثيلها لوجودنا الاجتماعي, مدى علاقتها بجوهر ثقافتنا, بالتالي مدى قيمتها في ثقافتنا؟ يتم فرض المشاعر المختلفة في المجتمعات المضطهدة, بالتالي ما مدى تأثيرها على ثقافة المجتمع و اغترابه عن مصيره؟ ما هو الحكم في عالم المشاعر والفكر للطبقات, الجنس والشعوب المضطهدة؟ هناك العديد من الأسئلة التي يجب طرحها في هذه المسائل لكن لا يمكننا كتابتها كلها. لكن من المهم أن يسأل المضطهدون أنفسهم بشكل مختصر وبهذه الاسئلة والأجوبة أن يستخلصوا فحوى مشاعرهم, فمن الاهمية استخلاص فحوى المشاعر.

يقول القائد آبو “الثقافة بمعناها الضيق تعبر عن التقاليد المجتمعية والفكرية كذلك تعبر عن حقيقة المشاعر.” بعد ما تعرضت ثقافتنا الاجتماعية للصهر يا هل ترى ماهي مشاعرنا؟ هل نحن غاضبون وحاقدون؟ هل تم بناءنا بمشاعر الانتقام؟ هل نحن مفعمون بالحب؟ هل نحن حاسدون؟ يمكننا ان نسأل انفسنا الكثير من الاسئلة في هذا السياق. هل نحن جبناء؟ شجعان؟ مضحون؟ والأهم من كل هذا إياها تعتبر حقيقة مشاعرنا؟ الكثير من المجتمعات المضطهدة مثلنا, بشكل ممنهج تبقى تحت رحمة النظام وتنسى مشاعرها الذاتية. على سبيل المثال لا نجد لدى الفرد في المجتمع الطبيعي خاصية عدم الثقة بالنفس. في مراحل الآلهة الأم, أرتقت المرأة بالقدر الذي نظر إلى المرأة كآلهة وهي صاحبة قوة ، هنالك لم يكن يوجد عدم الثقة بالنفس. لكن في يومنا الراهن ان الشعور المشترك لدى جميع المضطهدين هو انعدام الثقة بالنفس. هذا الشعور في أوقات الصهر والإمحاء الظالمة تم تطويره, و بوعي وشكل ممنهج تم إنشاءه, إلى الآن موجودة في مجتمعنا و بين صفوفنا. المرأة الواثقة من نفسها تطور لدى البعض شعور عدم الارتياح. أو أن أمام المرأة الواثقة من نفسها يخلق عدم الارتياح. تتدخل في بعض الأمور, إحساس الزيادة تشعره لدى الأغلبية, لكن لا يوجد شيء طبيعي و عادي بقدر ثقة المرأة بنفسها. بين تلك المشاعر المضطهدة هنالك عدد كبير من المشاعر الجميلة والسامية تم إنقاصها, إمحاءها, سرقتها, تحريفها و تخريبها. في النتيجة لدى المضطهدين الإدراك, المعرفة, تعريف المشاعر, وعي الفروقات وتنظيم المشاعر بقيت مغلقة وضيقة. بالتالي لا يستطيعون رفع هذه المشاعر فوق الأكتاف و الثورات. إن البكم في اللسان في حقيقته هو بكم المشاعر. بكم اللسان. حقيقة هو نتيجة هذه المعمعة. يذكر القائد آبو هذه الحقيقة بوضوح تام في مرافعاته: “اللغة بذاتها هي اتحاد العقل والمشاعر الاجتماعية الفكرية الذوقية منها والجمالية, وجود المعنى للمشاعر وإظهارها هو المعرفة, هي هوية الوجود الحالي. المجتمع الذي يمتلك اللغة يعني مجتمع يمتلك اسباب القوة في الحياة. مستوى تطور اللغة مرتبط بمستوى تطور الحياة.”
الخجل والاغتراب عن المشاعر ، طريق المشاعر الغير صحيحة التي لا تفتح المجال للحياة, عدم تنظيمها, تقزيم أو إضعاف المشاعر, ايضا الجهل والشرخ الموجود مقابل الأحاسيس, هي كل الخصوصيات التي طورها النظام الرأسمالي و رسخها نفسيا, نتيجة لهذا الإنشاء في خصوصية الرأسمالية نحن لا نعرف ولا نعيش مشاعرنا بقوة. خصوصا لا نعطي القيمة لأنفسنا, عقدة النقص, الزيادة في القلق وعدم الثقة بالنفس في مدارس النظام الرسمي, المقرات العسكرية, الفن, الرياضة والجنس مثل الأعمال السياسية يتم إنشاءها بمعرفة مسبقة تأسيسها و تطويرها, هذه المؤسسات كيف تم تطويرها؟ القائد آبو يوضح كيفية تطوير المؤسساتية بالقول: “الميزة الثانية لذهننا هي أن مرونة ذهننا لها طبيعة بقدر ما هي منفتحة على الجانب المرن و التصورات الصحيحة من الخاطئة بنفس الوقت فتح الطريق للتصورات. على أساس هذه الخاصية في شبكة المشاعر والضغوط من الممكن أن تكون المشاعر عرضة للانحراف في أي لحظة. لهذا السبب، بوسائل الضغط والتعذيب وبهذه الآلية يتم اصطياد المشاعر, خداعها و تحريفها عن المسار الصحيح. عن طريق حفنة من السياسات الخاطئة يتم تمريرها داخل المجتمع. ذلك الضغط والظلم التراتبي والهرمي للدولتية على العقل البشري منذ آلاف السنين خلق تأثيرات هائلة ومزعومة، أنشئت بُنى ذهنية بما يتناسب معها. الكثير من المرات تم رؤية اصطياد الفكر بالجوائز… تلك المشاعر السامية للإنسان, التي ترتقي بالإنسان تجمله تنشر السلام الذي يهتم به الفن الاجتماعي، من جانب الذهنية المعاكسة على الدوام يتم العمل ضدها. الإصرار على زيادة الربح, بالمشاعر والحرص تحتل وتستعمر الجمال, السلام والمجد ويقدم هذا الاستعمار كفن بحد ذاته. ليصل كل إنسان إلى المكافأة المقدمة ويحرزها, فإنهم يركضون كما الخيل في سباقات الخيل. أسلوب الحياة الذي لا يقبله أي من الأحياء هو موضوع بحثنا. مصدر مرض السرطان هو النمط والأسلوب المعاش.
هناك العديد من المشاعر التي نعتقد ونفكر بأنها خصوصيتنا وعائدة لنا ولجوهرنا لكنها في الحقيقة هي المشاعر التي فرضتها علينا الأنظمة منذ آلاف السنين بحنكة ومعرفة مسبقة ومررتها علينا. تستخدم هذه المشاعر لخدمة مصالحها, بهذا المعنى فإنها تعيش مثل الإنسان ضمن النظام, أو أنها تتوحد مع النظام, يجب فهم هذه الخصوصية باعتبارها مرتبطة به, عدم القدرة على اجتياز الوضع مرتبط بالعالم الفكري والمشاعر التي أنشئها النظام. عندما لا يتواجد الفكر مع النظام, وقتها سيقع في فخ النظام ولا يمكنه الوصول لحقيقته. أينما كان الشخص وكيفما عاش مرة أخرى هو على مد نظر النظام. بالتالي النظام على علم بهذه الشخصية و يعرف بأنها تعمل لصالحه. وينطبق الشيء نفسه على المشاعر. في المدارس, المؤسسات, المقرات العسكرية, ساحة الرياضة والفن و مؤسسة الأسرة تصقل هذه المشاعر للأشخاص, وتسقيها وتبعا لهذا يتم تسمية الشخصية, وتتخذ التدابير, بسبب معرفتها لحركة الأشخاص وكيف يتخذون رد الفعل اتجاه موقف ما, بالتالي متى يتخذ وضعية الميت, فهذه جميعا نتاج النظام, يعرف جميع هذه الأمور ووفقا لها يسير هؤلاء الأشخاص.

مع تمردنا الأول وترك النظام يعتبر الخطوة الأولى للخروج خارج منظومة النظام. ما تبقى هو إزالة ورمي المشاعر والأفكار السابقة. أحد الأسرار الرئيسية لنجاح حزب العمال الكردستاني خلال الأربعين سنة ؛ هي تحرره من مشاعر النظام. بالتالي حرب بناء المشاعر الثورية, الديمقراطية, الحرية, السلام, الوطنية, العشق, الحب مستمرة. مقابل تلك المشاعر المزروعة داخل قلوب الكورد, و التي يتم اشغالها واحتلالها في القلب من جانب العدو, التي تعد ساحة حرب كبيرة مفتوحة, النظام دوما يشعل حرب ما بين الفكر و المشاعر. وبهذا الاسلوب يعلن نهاية الفكر والايديولوجيا. يعمل على نشر فكرة عيش مشاعر بلا حدود. هذه الدعاية نفسها تستمد فكرها من زمن الكهنة السومريين, الفكر الرأسمالي, السلطوية, الاستبداد والدولتية. حيث أن هذه الأيديولوجية إلى جانب دماغ الإنسان لا تتوقف أبدا عن المحاولة من التحكم بقلب الإنسان. لذلك هو في نضال مستمر, بشكل مكثف يفرض ذاته على المشاعر و الذهن. يتمكن من ربط المجتمع وتبعيته له عاطفيا وذهنيا. جميع الطبقات المضطهدة إن لم تكن في حالة تأهب, حذر, أخذ الاحتياطات اللازمة والحماية الذاتية باستمرار مقابل هذه الهجمات الإيديولوجية، فإن مصيرهم سيكون هو ذاته الذي فرض على الأجيال قبله، أي كما قال القائد آبو سيتم اصطيادهم شعورا وفكرا.
واحدة من الساحات التي نلاحظ فيها هذا الصيد بكثرة هي علاقات المرأة-الرجل. الثقافة السلطوية عند الرجل و الرأسمالية في مسألة المشاعر طورت حملتان كبيرتان ضد المرأة. أولا ساوت بين المشاعر والمرأة. بالطبع، الذكاء العاطفي وقوة المشاعر في شخصية المرأة أقوى من الرجل. لكن من خلال العمليات التي طورتها السلطة، تم بناء جدار بين العقل- المرأة والمشاعر- الرجل . كانت تهدف الى ابتعاد الرجل عن العاطفة والمرأة عن العقل والى حد ما قد نجحوا في هذا الامر. في عصرنا يعتبر تعريف الرجل بالمشاعر إهانة له وضعف. كذلك نجد المرأة الذكية والعاقلة تعرف ب “المرأة مثل الرجل”. بين مشاعر الرجل وعقل المرأة تم بناء مسافات. بالقوة الروحية للدين فانه تم تعميق هذه المسافات. العالم الحاكم من جانبه زاد من العمق باحتلاله. هذه الجدران سيتم هدمها من جانب الثوريين و الديمقراطيين لأجل الحرية المجتمعية وعلى جميع مناصري السلام هدم هذه الجدران, مهما كانت سميكة فلتكن, علينا هدمها! لأنه المشاعر هي التي تعزز من إنسانية الإنسان. اخذوها من الرجل وحكروها على المرأة كرمز للضعف والاستكانة هي بحد ذاتها عملية إخراج الإنسان من إنسانيته. مرة أخرى الذي يجعل الإنسان إنسانا هو العقل. اخذوا العقل من المرأة واعطوه المكانة تحت سلطة الرجل واستملكه الرجل, مرة أخرى أبعد الإنسان من الإنسانية. بهذا المعنى عندما نقوم بدراسة وتحليل مشاعرنا علينا النظر الى النتائج التي تركتها عمليات النظام الحاكم علينا، علينا القيام بذلك كمرأة وكرجل. في شخصنا, جنسنا والجنس الآخر تطوير المراقبة واستمرارية النضال ضد هذه الحالات, لأجل انشاء عالم المشاعر والافكار لدينا بشكل سليم يلزمنا خطوات ثورية مهمة. من جانبها الحركات النسوية قيمت هذا الوضع وعرفته بأنه تقسيم للمشاعر والفكر للسنوات الثلاثين إلى الاربعين الاخيرة ومكنت من الكفاح الايديولوجي في مواجهتها. لكن بسبب اساسيات الحياة و عدم قدرة اساليبهم المتبعة التحرر من وصاية النظام لذلك لم يتمكنوا من الوصول الى النتيجة المرجوة.
من مهامنا المرحلية كحركة حرية المرأة الكردستانية تحليل طبيعة مشاعر المرأة والرجل ودراستها و توضيح مكامن المشاعر بشكل سليم في هاتين الطبيعتين بنظرة جينولوجية (علم المرأة). بسبب تطور حملات عقلية الذهنية السلطوية أمام عالم المشاعر, وجميعنا نرى هذه التأثيرات علينا.
جانب آخر من عملية السلطة التي طورتها الأنظمة الحاكمة حدث المشاعر الغنية جدا, بتر العاطفة من عالم الغنى, الكونية و التنوع وتم حصر سلطة هذه الجوانب بعلاقة بين المرأة والرجل. هذا الفهم, الوعي الخاطئ, الخروج عن المسار الصحيح والمخادعة, لها التأثير الكبير على المجتمع, وتم قبول سيطرة هذا الإدراك المنحرف والمشوه. إذا كنت ترغب في تطوير نقاش حول العواطف في أماكن كثيرة من العالم، في أي جانب من العالم تطور أي نقاش حول المشاعر وعلاقة المرأة بالرجل يكون بشيء من الشك, في الحقيقة أن هذه العملية تصيب عالم المشاعر بالشلل, التقزيم, الضعف وتبقيها من دون نتاج, عندما تتم معايشة الضيق في الإدراك, في الإحساس والحياة ايضا يتم معايشة الضيق والعمق. بالنسبة لنا كمناضلين ثوريين في نضال الحرية، هذه واحدة من قضايا العاطفة الأساسية التي يجب علينا فهمها، يعني عندما يتم الحديث عن المشاعر لا يقصد بها فقط العلاقة بين المرأة والرجل, ليس فقط الحب, العشق, الحقد و الكراهية أحد المهام الأساسية لمقاتلي ومناضلي الحرية هي عالم المشاعر الغني بكلمات ومدركات الخونة, حيث أنه يجب التدقيق في هذه العبارات الخارجة عن الآداب . كذلك يجب عدم ضرب وإيلام المشاعر بهذه العبارات. في هذه القضية نجد التأثيرات الكبيرة التي فرضها النظام علينا. بسبب هذه التأثيرات لا نستطيع توسيع الأفق لدينا, يوجد فقر في المعنى ايضا, لكن ماذا كان يجب علينا من البداية تذكره؟ كان علينا تذكر المشاعر الكبيرة التي تجعل من الإنسان إنسانا. كمناضلين ثوريين للنضال من أجل الحرية, وإلا من المفروض اول ما تبادر الى الاذهان هي العواطف, التي تجعل الإنسان إنساناً. إن لم يعرف الإنسان مشاعر الحرية, العشق, الحب, إن لم يستطع الإنسان الحصول على حصته من حب الوطن والإنسان لا يستطيع محبة امرأة أو رجل, يقول أيحب؟. لكن إرهاب الرجل على المرأة في يومنا الراهن, تحت مسمى الحب أو الكراهية, حيث أن إرهاب الرجل يُبنى يٌشبع ويتطور بهذه المحبة. إرهاب الرجل يستمد قوته من المشاعر الجاهلة التي يتحكم من خلالها بالمرأة. هذا الخطأ يضيع كلا الطرفين, يخادع ويخطئ. هذه المفاهيم تستخدم ما بين المجتمع والحب, الإنسان والحب كعملية ثانية على عالم المشاعر لدينا وعلاقاتنا. حيث أنه في هذه العملية يتم تدمير هذه الجوانب فينا, وبقدر وعينا لهذا الشيء, كإنسان سليم وحر سنستطيع اجتيازها وفتح المجال أمام تقدم المجتمع الحر.
السياسة
من أجل إكساب المعنى الصحيح والسليم لتسييس المشاعر بشكل مشترك, ككلمة ثانية علينا التوقف عندها, بالطبع هي كلمة السياسة. لكي نستطيع فهم تعريف السياسة بالشكل الأمثل, نٌعرفها, نعي الفوارق بين السياسة ومستوى السياسة المطلوبة, علينا التمعن بمقولة القائد آبو “فن الحرية” ونحللها بشكل صحيح, معرفة المسافة المبنية بيننا وبين السياسة واجتيازها, لذلك مثل كلمة المشاعر يجب علينا التوقف عند مصطلح السياسة ونتعمق في تحليلها.
ما هي السياسة؟ اليوم على مستوى العالم تُعرف السياسة بأنها فن الكذب. حتى إنها لا تحب وكل أحد ينظر إليها بمسافة من بعيد. جيد ما هي السياسة ؟ ما هو التسييس؟ هل من الممكن أن يكون هناك حياة اجتماعية بدون سياسة؟ ما هي العلاقة المشتركة بين السياسة والمشاعر؟ كلً منا يستطيع أن يحاور نفسه ويخلق لنفسه الإجابات الصحيحة, إجابات ذات أهمية حياتية.

في تاريخنا الكردي افتقارنا للسياسة وبعدنا عن السياسة تسبب بالكثير من الهزائم والآلام. لأن الكرد بقوا دون سياسة ولم يحظوا بالسياسة، ظهرت لنا هذه النتائج المؤلمة. كون الكرد تعرضوا للتضييق في سياسة السلطات, ووضعوا ضمن تيارات هذه الانظمة. الكثير من المرات تعرض المجتمع الكردي للهجمات لإبعادهم عن السياسة, مقابل ذلك وجدوا بسرعة ضرورة بناء سياسة جوهرية. لكن وبسبب عدم تطور فن بناء السياسات المؤقتة, وحرمان المجتمع الكردي منها, أصبح هذا السبب للعديد من الخسائر, فسحت المجال لهجمات كبيرة, يوجد مثال من النار, يمكن للمرء سرده هكذا, والد رنديخان محمد آغا أحد قادة انتفاضة كرزان, يوم من الأيام عندما كانوا يقتربون من الهزيمة, ينادي ويسأل العالم الكردي الشيخ عبدالقدوس: ” ما هو سبب هزيمتنا؟” يجاوبه الشيخ: نعم محمد آغا هناك جانبان يحققان النصر للإنسان، اولاً التنظيم وثانياً السياسة. هاتان لا تتواجد عندنا. لم نحصل على نصيبنا من كلتيهما … لم نخسر في الحرب ، لقد خسرنا بسبب نقص الجانبيين… “. يحدد السبب الرئيسي للهزيمة بالفقر السياسي وقلة التنظيم حيث أن هذان الجانبان هما السببان الأساسيان للهزيمة وكلاهما صحيح. في الكثير من الانتفاضات أحد اسباب الهزيمة عدم تطوير فن السياسة المصدر الاساسي لذلك هو اغترابنا عن مجتمعنا.
قام القائد آبو بتحليل عميق ودقيق لتجارب شعبه وشعوب الشرق الاوسط بالخصوص تجارب الشعوب التي تعرضت للمجازر كالأرمن والسريان واستخلص دروس مهمة. لهذا السبب اصبح القائد آبو أول من تناول السياسة الاجتماعية بشكل عميق وسليم, مثل فن الحياة أستخدمها في بناء المجتمعات وجعلها ملك للشعب, كذلك أظهر بوضوح عملها وسياستها. القائد رأى السياسة كفن إلهي تم سرقته من الشعوب. لا يمكن استغناء المجتمعات عنها. قيمها وشرحها كأحد الشروط الاساسية للحرية الاجتماعية.
“الحقيقة مخفية في تعريف السياسة. لا يمكن لأي كلمات أخرى خارج الحرية, المساواة والديمقراطية أن تشرح المصالح الحيوية للمجتمع. وقتها السياسة تعني في العمق النشاط الاجتماعي نحن أي شرط وظرف. لذا فإن السياسة تعني النشاط الوجودي للحرية, المساواة والديمقراطية. مهام الاخلاق هي تطبيق الاعمال الحياتية بأفضل شكل, لذلك فإن مهمة السياسة هي ايجاد افضل الأعمال. دققوا فيها تجدوا أن السياسة تحمل الجانب الاخلاقي وتحتويه اكثر في مضمونها. إيجاد وظائف جيدة ليس بالأمر السهل. يتطلب التعرف على الأشياء جيدا، أي ضرورة وأهمية المعلومات والعلم والعثور عليها, ايضا عمل الرؤية الجيدة يتطلب البحث والتمعن. الكلمة الجيدة هي زيادتنا على هذا البحث وقتها تظهر جليا لنا ضرورة المعرفة الاخلاقية. كما يظهر لنا أن السياسة فن صعب للغاية. عندما نقول مجتمع اخلاقي-سياسي لا نتحدث عن ما قبل التاريخ. نحن نتحدث عن الحالة الطبيعية للطبيعة الاجتماعية ، التي لا تفقد ذاتها و استمراريتها وتحمي وجودها. بغض النظر عن مدى مرور الزمن, التآكل والتفكك إن المجتمع الأخلاقي والسياسي سيبقى موجودا دائما. ما دامت الطبيعة الاجتماعية موجودة. إن دور السياسة هو جعل هذا الوجود حرا ومتساويا وديمقراطيا ، بتطويره دون تقويضه, تفككه. سوف تجد السياسة معنى كمقاومة وحدات الحضارة الديمقراطية. لأنه إن لم تكن المقاومة لن يكون هنالك الحرية, المساواة و الديمقراطية، وما من خطوات تخطا في هذا الجانب. كذلك لا يمكن منع المزيد من التآكل, التفتيت المستوى الأخلاقي والسياسي، ولا يمكن منع استعمارها ، ولا يمكن منع استغلال الاحتكارات, السياسة تعرف كفن الحرية. وهذه تستمد جذورها من المهام التاريخية.”
علاقة المشاعر و السياسة:
في مرحلة المجتمع الطبيعي ، كانت مشاعر واحاسيس الإنسان مؤثرة في تطوير المؤسسات والهياكل الاجتماعية الأولى. لأن القوة الديناميكية النشيطة التي تؤثر على ذكاء الإنسان كانت المشاعر والاحاسيس. لإعطاء الأهمية والقيمة لهذه الجوانب, في الحقيقة في ذلك الوقت لم يعرف الإنسان العيش خارج هذه القيم. نسميها هكذا ربما لا يكون من الخطأ, إن المجتمعات الانسانية تطبيقها الأول للسياسة كان بتطوير مشاعرهم. على سبيل المثال ، أمام الكوارث الحياتية الكبرى والخوف الذي عاشوه اوجدوا الحلول. إذا نظرنا إلى السياسة على أنها الحل لمشاكل الشعوب, فن الحوار وتحديد نتائج الحوارات, وقتها تطوير الحلول يكمن في تطبيق السياسة. وقتها السياسة كانت في مستوى التعريف والمعنى الصحيحين, كانت مجتمعية. فن الحرية المناسب للمجتمع. كما الآن لم تكن فارغة من محتواها ولم تكون قد خرجت عن المسار الصحيح.
إذا كانت هناك علاقة قديمة قدم الإنسانية في التاريخ ، فهي علاقة المشاعر والسياسة. المجموعات الاجتماعية الاولى كانت تعيش مشاعرها واحاسيسها بعمق. حتى الدرجة الأخيرة كانوا على دراية بها ، مع مرور الزمن تعاملوا مع مشاعرهم بحكمة وقيموها وضبطوها. منذ لحظة وجودهم وحتى النهاية قبل التفكير, من خلال مشاعرهم, أحاسيسهم و حواسهم احيوا السياسة وأنتجوا سياسة حيوية. في يومنا الحاضر ، نجد انقطاع العلاقة بين المشاعر والسياسة. الطرفان غريبان عن بعضهما. حلَ معاكسين لبعضهما, هذا الاساليب الذهنية و الشعورية والاغتراب ليست حقيقة المجتمع الطبيعي وليست خلاقة لجوهر المجتمع. النظام الرأسمالي يحرم المجتمع من السياسة, يفرض على المجتمع الأغتراب عن معرفة السياسة, كذلك تسرق من المجتمع فن تطوير السياسة و القوة الاخلاقية للإبداع , مكانها يحل إدراك مريض. خلاصة القول جميعنا غارقون في قلة الإدراك, وتم اشباعنا من هذا الوعي الناقص تكويننا تم بناءه وتشكله على هذا الفكر والمشاعر المبنية من قبل النظام. حيث أننا عاصرنا هذه الحقيقة. لتعريف الوضع نستطيع كبداية تطوير اليقظة, بهذه اليقظة الكبيرة تحرير انفسنا من هذه الاساليب المتبعة, سبب قضم مشاعرنا, تحجيمها و وضع العوائق أمام تسييس مشاعرنا هو الإدراك الناقص المبني علينا.
وسط النظام الرأسمالي الحاكم حيث أن الإدراك دوما معرض للخداع كل الكلمات التي سنسمعها عن المشاعر والسياسة ستكون بهذا الشكل:” لا مكان للمشاعر في السياسة! إذا استمعت إلى مشاعرك، فستخسر في السياسة. مادامت مشاعرك قوية، ماذا تفعل في السياسة؟ أنت شخص شاعري للغاية، ليس لك علاقة بالسياسة. إذا كنت تود الدخول في العمل السياسي، عليك ترك مشاعرك جانبا! ” أو أولئك الذين هم الأكثر مكراً والذين يستغلوننا: يقولون: ” لأجل استجرار الشخص الفلاني, عليك ان تخاطب مشاعره ومن ثم جره الى الفخ من الممكن أن يكون هذا الفخ علاقة حب, بهذا الشكل يتم تضييق عالم الإنسان, يصبح اسير مشاعره. من الممكن أن يكون هذا الفخ جماعيا لتكبير أو تصغير الأنا (الغرور أو عقدة النقص). بهذا الشكل يتم اللعب بمشاعر الإنسان, أي اللعب بمشاعر الحقد, الغضب, الغرور والانتقام, حيث انها جميعا جانب من المشاعر, فكل واحدة منها اساسية, النظام يستطيع تقريبهم, و وضعهم في خدمته وإخراجهم عن الطريق. باختصار فإن من زمن هيمنة سلطة العقل الماكر والحاكم لسلطة الرجل على المجتمع الى يومنا الراهن، تم التحكم في علاقة المشاعر والسياسة بالعديد من الاساليب, و انه تم ترك المشاعر جانباُ او أنه تم اتخاذ المشاعر كفخ وثم سحقها تحت الاقدام. بالرغم من أن بعض مشاعر المجتمع الطبيعي التي لا تزال حية إلى اليوم بالمقاومة ، حقيقة في يومنا الذي نحياه. لا مكان للمشاعر في نظريات السياسة الكلاسيكية التي تفرضها القوى السلطوية وتقدمها. السياسة الثورية لا يمكن ان تتطور بدون مشاعر. لا تتقدم. الشخص الذي لا يحب شعبه ، غير مليء بحلم الحرية السلام و الكرامة، من هذا لا يعيش الغرور والسعادة لا يمكنه أن يمارس السياسة. لأجل تطوير افكار السلام, السياسة, حل الصراعات, الادب والفن, يجب ان تعاش المشاعر والسياسة مع بعضها.
عندما نفكر في حياتنا ومواقفنا, وكذلك وجودنا بأكمله, وجميع نشاطاتنا التي نحققها بهذا الوجود, إن أحد الأسئلة الأساسية التي يجب أن نطرحها على أنفسنا هي: “كنتيجة لذلك ، لأي درجة أنا نتاج لأفكاري ومشاعري.” الضياع بين المشاعر, فقط الاستحواذ على المشاعر وعدم دمج قوة الفكر, مع قوة المشاعر, مهما يكن حجم الأخطاء المرتكبة, فإن تجاهل المشاعر وتجميدها, بالتالي التقييم فقط بالعقل والمنطق, سيتسبب بارتكاب الاخطاء. يجب أن نذكر انفسنا دوما بانه يجب أن لا نجعل العقل والعاطفة مثاليين، أي لا نقلصهما. امام مشاكل الحياة الاساسية, نستطيع بتعاون المشاعر والعقل ابتكار الحلول, أي إشغال الجانبين مع بعضهم. ويمكننا تحويلهم الى قوة سياسية فعالة. هناك لحظات، ليس لدينا الكثير من الفرص للتفكير فيها، إن مركز الذكاء العاطفي اميجدالا لدينا, الذي ينتقل بنا إلى الحركة. احيانا توجد لحظات لاتزال قوة التفكير لدينا غافية او غير فعالة من خلال الاحساس, الحدس، الغريزة، البصيرة، الشعور، الحلم أو الأمل, الخيال يرسل رسالة إلينا. إن لم يكن الشخص قادر على تحرير نفسه, من التأثيرات السلبية, لا يستطيع فهم هذه الرسائل المرسلة إلينا, التي هي جزء من الطاقة الكونية, على إنقاذ نفسه من تأثير الوضعية، فلن يتمكن أبدا من قراءة هذه الإشارات القادمة إلى كيانه، والتي تعد جزءًا من دورة الطاقة الكونية. ولا يستطيع الإيمان بوجودها ودراستها. إن قرأ الإنسان لا يفهم، وإن فهم ما يقرأ لا يأخذها بجدية ولا يطبق ما يقرأ. لكن احيانا توجد بعض الاوقات يحل فيها الخوف, الهيجان ومشاعر الانتصار بدون أساس وسط قلب الإنسان وينتشر في داخله. قد لا يكون هنالك حصة للخداع و الاحتيال ، لكن في تلك اللحظة التي يجب ان يتم العمل فيها بسرعة الضوء ويقوم بإيجاد الأجوبة هو الذكاء التحليلي. عمل المنطق، هذا العمل هو التفكير السريع, قوة المشاعر, الفكر وتنظيمها بسرعة, ولحظة استيعاب الحركة. إدراك هذه اللحظات تعريفها ومعرفتها ايضا وفقا لها اتخاذ القرار بسرعة وخطو خطوات يصبح فن السياسة. الذين يشعرون بعمق وشمولية بالحقيقة, ويتخذ الخطوات وفقا لها؛ هم يعون المشاعر وقوة التفكر, الذي يستخدم هذه الفروقات في الزمان والمكان, بالشكل الامثل ويحقق النتائج هو الإنسان السياسي، هو الإنسان الذي يشعر بكل حقائق ومشاكل الحياة في وجوده ويرسخها في هويته، ويقدم لها حل فن السياسة بنفسه.
مشاعرنا وافكارنا تحدد مستوى, الحياة الحرة الديمقراطية و الحرية, هذا النضال في الفكر والمشاعر يصبح ذو قيمة, يا هل ترى ما هو قدر احساسنا بمشاعرنا وافكارنا؟. أو أن ما هو قدر تطبيقنا لهذه المشاعر والافكار في تلك الجوانب. نحن نحصرها في زاوية لفكرنا واحاسيسنا ام نضعها في مركز فكرنا و مشاعرنا ؟ هل بإمكاننا تمكين هذه الحقائق التي لم تأخذ مكانها في الفكر في المشاعر؟ أو التي لم تأخذ مكانها في المشاعر تمكينها في الفكر؟ اذا قمنا بفحص عالم مشاعرنا بعدسة قلبنا، سنلاحظ عندها وجود بعض النتاجات الشاذة القاسية, الغير جيدة في مركز الحب والتوترات لدينا, لكن في ذات الوقت نجد اننا قد احللناها بمخادعة كبيرة, مخادعة كبيرة ومن الصعب تغييرها. لكننا نعرف التأثيرات السلبية لهذه المشاعر المريضة والتفكير المرتبط بهذه المشاعر على حياتنا. وتحرمنا من التنوع والغنى في الطبيعة الكونية. تحرمنا من ألوان الحياة والمجتمع. تحرمنا من مرونة ذكاء الإنسان. بهذا الشكل الإنسان يبقي نفسه فقيرا, يتجمد تدفق المجتمع الطبيعي.
القائد آبو يقول في السلطة: “كل سلطة هي عقل متجمد”. في حقيقة الواقع ان كل شعور وبتأثير هذه المشاعر والأفكار التي تتطور مرتبطة بمستوى الشخصية. لكن كل شعور وفكرة تتطور تأسر الشخصية. السياسة هي فن الحياة. فن الحرية. إن توحدت المشاعر مع السياسة وشاركتها تستطيع التدفق باحتفالها. بالاحتفال يتم فتح الانسداد أمام تدفق المشاعر والفكر ويتم تجاوز الصعوبات, الشيء الملائم لتدفق الفكر والمشاعر واحتفالها مع بعضها هو الفن.
إن لم نقطع علاقة المشاعر و السياسة من التعاريف الصحيحة ومعانيها, نستخدمها, بعلاقة الاثنتين الدقيقة مع بعضهما,
نفهم فن السياسة مثل الفن الثري في الحياة والكون. بقدر هذا الثراء نستطيع بحواسنا فتح وإغناء قوة القلب, الروح وفكرنا, بداية يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ونعرف المعرفة التي تلقيناها ونتلقاها من العائلة, المجتمع والمراكز التي بقينا فيها, أي المشاعر تبرز وتفرض نفسها على وجودي وهويتي؟ يجب أن نسأل انفسنا هذا السؤال في اطول فترة من الزمن للإنسانية ما هي المشاعر الغنية والطويلة؟ في ذاكرتي الحسية والذهنية, ماهي المشاعر التي سجلت وكانت مؤثرة فييَ؟ ما مقدار ادراكي للمشاعر المسجلة في حافظتي؟ ماهي المشاعر التي تنعكس ايجابيا وتخلق قدرة ايجابية داخلي؟ وكذلك ماهي المشاعر التي تنعكس سلبا وتنشر طاقة سلبية داخلي بالتالي تظهر للعيان بشكل سيء ؟ ماهي المشاعر التي تساندني وتعطيني قوة معنوية في نضالي من اجل الديمقراطية وحرية شعبي وماهي العواطف التي تشدني الى الخلف؟ في هذه المسألة تظهر لنا الكثير من الاسئلة التي يتم التساؤل عنها, نفسها تحسس الإنسان بالثراء واللامحدودية وتنوع الحياة والكون. بهذه الحالة بوجود الحرية واللامحدودية علينا تحرير انفسنا من المشاعر الضيقة ومعروفة النهاية, كي نتمكن من تطوير فن السياسة من اجل فتح ساحة الحياة لأفكارنا مشاعرنا الجميلة ومعرفتنا الفنية.
القائد آبو: “…مطلقا يجب أن يكون هناك مستوى للمشاعر ولكنه كاف وصحيح. اين هذا الشعور؟ فكروا هل لديكم حزن وأسى؟ اذا كان موجودا, فهو ضد ماذا ؟ هل تفكرون بالجانب التاريخي للمشاعر ومشاعر الحزن؟ أنتم تنظرون إلى الحزن لأجل الطبيعة, الجغرافية, الوطن, الشعب, الاطفال, كبار السن, الرجال, الحرف, الفقراء, المساكين, المجانين, المتوحشين و فاقدي العقل, بالمحصلة هل ترون تطور مشاعركم مع الحقائق؟ في الحقيقة يجب التمعن في دراسة مشاعركم. لماذا؟, ضد ماذا؟، كيف تتطور؟, ماذا تهدف؟ في هذا الجانب ايضا يوجد غموض. هذه المشاعر التي تسمونها شاعرية, ذات طابع سطحي وسلبي, لا تستطيع ايصالكم لرأي سياسي وسليم. ردود الفعل السياسية حتى إن كانت تستند إلى اسس محقة تعتبر سم. سواء كان رد فعل او تعاطف، لا مكان لرد الفعل او التعاطف في السياسة. تتخذ المعايير الموضوعية اساسا. لا يمكن أن تسير السياسة على اساس الكراهية. يجب ان يكون هناك مشاعر الانتقام، لكن عليكم ان لا تنسوا تحويلها الى سياسة هو فن بحد ذاته… ” القائد بتقييمه هذا يدعونا الى تطوير ابجدية هذا الفن.
نبدأ؟ جوابي واضح. من أجل بناء حياة حرة, بدء العمل من خلال تسييس مشاعركم وإخضاعها للمجتمعية، تعتبر سلوكاً حيوياً ناجحاً”. مهما قالوا فليكن ،حتى لو كان حب ليلى ومجنون، يجب أن يكون لديه مضموناً سياسياً وأن يتم تس”أنتم عاطفيون للغاية ، لكن عواطفكم ضعيفة و تفتقر إلى المحتوى السياسي- الاجتماعي . لذلك لا توصلكم الى الحياة الحرة والمجتمعية التي تتوقون إليها. انتم لا تعرفون الحب الاجتماعي والعشق. انتم تتجولون في دوامة الأنانية. إذا سألتم: “من أين ييسه. فالعاطفة إن لم يتم تسييسها، لا يمكنها تحقيق علاقة حقيقية في المكان-الزمان ولا تستطيع الارتقاء في حب الوطن, لذلك عليكم تسييس مشاعركم.
إذا قمتم بذلك حينها تكون مشاعركم ذات معنى، وإلا سوف تفتح الطريق أمام بقايا خيانة الحياة والمآسي, اولئك الذين يقولون إننا مرتبطون وثم يهربون، الذين لا يستطيعون ان يطوروا قوة العمل وثم ينتحرون ،هم بيننا هنا, لكن يعيشون الهروب سراً! يجب أن تستخلصوا منهم دروساَ ويكونوا اسبابا للنقد الذاتي. الذين لا يدركون حقيقة قيادتنا السياسية والتنظيمية ولا يعطون معنى للحقيقة, بالتالي لا يصلون لمعرفة حقيقة الحب، ومحبتهم منتهية الصلاحية.
هذا النوع من الحب يعتبر بنفس الوقت مصدر لجميع أنواع التزوير… فالعواطف الضعيفة، لا تسير نحو الهدف بشكل صحيح، ليس هناك نجاحاً كبيراً في حياتهم، إنها تبدو دائماً ملتوية العنق مربكة ومحرجة! لقد اجتزناهم، يجب عليكم ان تجتازوها.” القائد آبو
أبواب العبودية والحرية: المشاعر
ما هي المشاعر؟
جميع أجزاء الكون, المادة و وحدة الطاقة تتشكل بعيدا عن الإنسان ومرة أخرى تستمر من خلال المشاعر والفكر. بالتالي “إن أجزاء الكون مثل المادة والطاقة كونها تتشكل بعيدا عن الإنسان لا تبقى من دون فكر و عاطفة. أولاً عندما نتحدث عن تاريخ الكون ، فإننا نقصد بها هذا.” القائد آبو
إذا أردنا أن نعطي معنى لوجود عواطفنا وجذورها ، سنبدأ من الترابط مع تاريخ الكون. لأن مساحة الشعور لدينا والتي من خلال (الصوت- الذوق- الشم البصر واللمس) مرتبطة مع الكون ، عالمنا الداخلي و مجتمعيتنا. وتضعنا ضمن التشاركية, لأن عوطفنا هي عالم من التشاركية. وجذور عواطفنا قبل ان نتواجد في هذا الكون منذ القدم كانت موجودة لدى العديد من الكائنات الحية قبلنا. فتطورت كل من الغريزة, الإحساس, الحدس والعاطفة بشكل مترابط مع بعضهم البعض. بالرغم من أنها تمثل مرحلة متقدمة في الإنسان، إلا أن جذورها في تاريخ الكون أعمق.
على الرغم من أن كلمة الشعور تستمد جذرها من فعل الاحساس بإحدى الحواس لدى الإنسان ، لكن ليس فقط هذا. فالمشاعر هي فعل يحدث حينما يتم التواصل الحي بجميع الحواس والقوة والطاقة الكاملة مع الكون. عندما نفكر بهذه الطريقة، يمكننا أن نشعر بأن المشاعر تمتلك الطاقة والقوة الهائلة، حيث انها بلا نهاية ومتنوعة و حرة. كخطوة أولى ، وصولنا إلى إدراك ذلك في مشاعرنا أمر حيوي لفهم وجودنا. إذا أدركنا هذه الأهمية ونظمنها، وإذا تمكنا من العمل بتوظيفها في الوقت والمكان المناسبين ؛ تمكننا من أن نكون مناضلين أكثر فعالية في النضال لوقف الاضطهاد غير المحدود والمؤثر جدا.

كانت المشاعر واحدة من الحقائق الأساسية الجوهرية التي رآها القائد آبو وعرّفها وفهمها واسماها بحساسية كبيرة طوال تاريخ نضالنا. حتى مرحلة إيمرالي، حيث أن القائد آبو تناول في اغلبية تحليلاته الأيديولوجية والتنظيمية بعمق واقع الكوادر والمجتمع فيما يتعلق بمستوى وقوة الشعور، والتي لها جوانب اجتماعية ونفسية قوية جدًا. ففي فلسفتنا ونضالنا المتجسد في شخصية القيادة تمت معرفة العواطف واحترامها وتسميتها وكسب مشاعر جميلة وتعلمها وتطويرها وخلقها من جهة، ومن جهة اخرى تعريف ومعرفة المشاعر السيئة او السلبية وتربيتها وتخلص منها والتحرر من تأثيراتها باتباع سياسة ممنهجة, حيث انه كان ولازال يطبق كَشكل من اشكال النضال التحرري.
مع تطور براديغما الحضارة الديمقراطية فقد اصبحت حقيقة مجتمع سياسي اخلاقي اساسا لنا التي بدورها تعتمد على مبدأ تعاون قوة الذكاء العاطفي مع الذكاء التحليلي. ففي سنوات إقامة القائد آبو في سوريا قام بتحليل المشاعر في واقع الكوادر. قام بتحليل تأثير المشاعر على واقع الإنسان وانعكاساتها على الحرب والسياسة وجميع مجالات الحياة. تعامل مع سمو وتقزم العواطف ، كواحدة من اهم قضايا الثورة الرئيسية ، من خلال أسلوب الحوار مع الكوادر اثناء التدريب، حيث تم مشاركتها مع التنظيم بأكملها بمكان وزمان مناسب بشكل واضح. شرح بكل وضوح قوة الشعور في نفسه ، في التجارب والعلاقات التي عاشها، وأظهر لنا كمثال. أخبرنا مرارا وتكرارا كيف ننمي مشاعرنا القوية والحب والرغبة ، ولماذا لا يمكن تطوير هذا دون النضال من أجل الحرية. حدد مقاييس صدق المشاعر. خلال حواراته و في كل لحظة اثناء لقاءاته “هل تطور لديكم مشاعر جديدة؟ تحدث لي ، ما هي المشاعر التي تطورت لديكم ” بقوله اظهر لنا اهتمامه تجاه عالم مشاعرنا.

ان المشاعر الجميلة مرتبطة مع الحقيقة الاجتماعية. الآن لا يمكننا النظر الى المشاعر الجميلة بعيداً عن الواقع الاجتماعي خاصة بعيداَ عن واقعنا الوطني. ايضاَ لا يمكن نظر فيها بعيداَ عن مفهوم الحرية. لا وجود للمشاعر بدونهم… فالمشاعر لها علاقة بالبيئة الاجتماعية. يرتبط حجم الشعور ارتباطًا وثيقًا بمستوى العيش الحر معاً ، ومستوى النضال الاجتماعي والسياسي… أعتقد أنه قد يكون من المفيد إعطاء مجال لبروز الهيجان والشعور… من المهم جدًا تطوير المشاعر وتأديبها بعناية…إن التستر على المشاعر والافكار قد تشكل ضرراَ كبيراَ…عندما نظهرها بوضوح ونتخذ قراراَ صائباً يستفيد منها الجميع… يجب أن تتطور مشاعركم ، يجب أن تشعر احساسيكم بشيء ما. لا أستطيع أن أشعر بالحياة في ذلك اليوم ما لم يكن لدي أجمل المشاعر وإرادة لتدمير الظلم… تريدون مشاعر جيدة ، ولكن ليس لديكم حتى دراسة علمية. ومع ذلك ، يجب أن يكون لديكم نضال عميق حول هذه المسألة. لا يمكن تحقيق عظمة الشعور إلا نتيجة لهذا النضال. الحرب هي من جل تحقيق المشاعر الجميلة. إن الحرب هي حياة أنيقة ومحترمة. لجعل الحياة المحترمة ممكنة. على أي أساس تتطور المشاعر العظيمة؟ هذا أمر واضح والعواطف التي نولدها ونطورها كبيرة وشاملة ومحررة. هنا المهم هو مصلحة الشعب، مصلحة المنظمة ،طبعاً في النتيجة هناك الإنجازات محققة. تدل هذه الإنجازات على سمو المشاعر: تحقق شعوراً لشعب، تظهر عن عواطف عظيمة، تظهر عن حب كبير.
عالج المشاعر بطرق عديدة في جميع التحليلات التي طورها خلال سنوات طويلة. عرفها وحللها. مراراً وتكراراً أوضح أهمية إدراك المرء للعواطف تعريفها تنظيمها وعدم السماح لأي شخص اللعب بعواطفه. كانت المشاعر حية دائما بنسبة لـ القائد آبو، عندما حللها في سنوات إقامته في سوريا أو في سنوات إيمرالي، كان لديه وجودها وطاقاتها. عرفها بأشكال متعددة “إن تطور العاطفة هي معجزة بحد ذاتها”. يمكن للعواطف أن تتشوه، تكون وسيلة الفقدان، وسيلة وقوف على الاقدام، تصغر، تكبر، تخنق, تتسامى، تسقط، تعلو، وسيلة للصغر- للكبر، أو تسبب العمى ، إلخ.. حيث أنه عرفها بالكثير من الجمل والمصطلحات, لكي نعيش مستوى حرية الحياة بذل جهداً كبيراً لأجل ان ندرك حجم مشاعرنا معرفتنا ووعينا، نعي قوة مشاعرنا وعدمها عدم تنظيمها والنتائج المترتبة عليها, هذا الجهد مستمر منذ أربعين عامًا ، ولا يزال القائد آبو يعطينا توجيهات على كيفية التعامل مع مشاعرنا.
كلنا يعلم أن النظام الرأسمالي يرى وجوده وتطوره على اساس تدمير كل المشاعر الإنسانية وتدمير الذكاء العاطفي. لو استطاعت المشاعر الإنسانية أن تحافظ على حيويتها وتأثيرها على الحياة ، فإن الرأسمالية الوحشية والفاشية ، التي حولت حياة الإنسان الى زنزانة، ما كانت أن تتطور. . نفس الرأسمالية في سنوات العشرين -الثلاثين الأخيرة؛ القوة العاطفية، التي هي أقدم وأعمق دوافع-ديناميكيات الإنسان؛ بدأ يهتم بها كثيرا، لأجل زيادة طموح الربح ومنطقه، في الواقع بدا التسويق. بدأ في الدعاية بصراحة ، “إذا تم حشد وتنظيم الذكاء العاطفي والقوة العاطفية في الإنسان ، يمكنك استغلال عمالك أكثر ولكن دون أن يحسوا بذلك، لهذا يمكنك خدمة للرأسمالية مجموعة مجموعةً، وليس فردا فرداً”. من أجل منع استغلال النظام الرأسمالي ووضع قوة المشاعر لدى الإنسان في خدمة الحرية الاجتماعية والفردية قام القائد آبو بتطوير تدابير اجتماعية وأيديولوجية وسياسية باستخدام هذه التحليلات للعاطفة: “مبدأ العاطفة أو الإحساس! يجب أن نكون عاطفيين ، هذا شيء طبيعي. هذا يعتبر تدبيراً: كتدبير اجتماعي، سياسي وعاطفي. علي أن اعتني بعواطفي، إذا لم تكن موجودة يتوجب علي تطويرها.

ما هي الأحاسيس والمشاعر التي لها الكثير من التأثير والأهمية في حياتنا؟ لماذا أهميتها؟
الشعور في القواميس يعني الإحساس، الإدراك بالحواس، المشاعر، الحس بالأشياء والأحداث التي من حولنا وانعكاساتها في داخلنا وتشكيلها لانطباعات كهاجس والأخلاق و الجمال والخ…حيث يتم تعريفها بالقدرة على تقييم الأشياء، ومهارة الارتباط بها والحركة النفسية الخاصة بها وتحركاتها. كذلك المشاعر بخطوطها الرئيسية ؛ يتم تعريفها على أنها “تغيير نفسي فيزيولوجي معقد (بمعنى التغيرات النفسية التي تحدث في علم الأحياء)” والتي تنشأ من تفاعل الحالة النفسية للفرد من التأثيرات الكيميائية الحيوية (الداخلية) والبيئية. يعرّف بعض علماء النفس المشاعر بأنها “وظيفة التقييم النفسي.”
مشاعرنا هي أيضا عالمنا الروحي. عالمنا الروحي الذي تطور عبر التاريخ وهي تعتبر أول الديناميكيات المتطورة لها جذور عميقة. في البداية ، نحن ندرك الكون, وجودنا الاجتماعي والفردي من خلال مشاعرنا, حدسنا وعواطفنا. إننا نشعر من خلال حواسنا، بدون عواطفنا، فإننا نظل عميان وصم للكون و لجميع الكائنات. لا يمكن أن نفهم وجودنا ونسميه. يمكننا في لحظة سرد العديد من المشاعر العاطفية الشفقة، الانتماء، الكآبة، اللامبالاة، مشاعر الأمومة والأبوة، القلق، التوتر، الخوف، الشجاعة، الكرب، مشاعر الأبوة، المشاعر الدينية، المشاعر الوطنية، النصر ومشاعر الهزيمة، المشاعر المتفائلة والمتشائمة، الرغبة، الإذلال، الحب، الموت، الترقب، التفاخر، الحزن، الحماس، الرعب، الهدوء، العداء، التعاطف، الكراهية، الراحة، الفراغ، الكبرياء، الاشمئزاز، الأذى، رضا الذات، كراهية الذات، الحالم، الرضا الوجود، عدم الرضا، السلام، الأرق، الثقة، انعدام الأمن، الإدماج، الاهتمام، الحب، الاستسلام، القبول، الإدانة، الإعجاب، الانتقام، الإلهام، الإحراج، الفضول، الامتنان، السعادة، الفرح، الرحمة، اللطف، الشوق، الندم، الصبر، الملكية، الارتباك، الإثارة، الذنب، الشعور بالألفة والمسافة، الأمل، الشهوة، الاشمئزاز، الرحمة، العار، الوحشية، الوحدة، العنف، الهوس، الكراهية، الحسد, النسب, التشكيك, اللامبالاة والندم.
يمكننا إضافة العديد من أسماء المشاعر إلى هذه القائمة. عواطف لا يمكن تعدادها لدرجة أنها كثيرة، يمكن أن تتغير في أصالة كل ثقافة فالمشاعر اللامحدودة؛ لديها القدرة على التأثير ليس فقط على حالة القلب- الروح ولكن أيضا على الإرادة والفكر. لذلك ، يعتبر إدراك مشاعرنا وتسميتها وتطويرها وتغييرها وتنظيمها قضية بالغة الأهمية في بناء الحياة الحرة. حتى قبل بناء حياة حرة ، فإن أحد العتبات الأولى لأجل أن تكون أنسانا أو مجتمعاً سليما وصحيا, ذلك يتطلب حالة عاطفية سليمة, كذلك مستوى لابأس به من الشعور. بدأ علم الطب دراسة العلاقة بين صحة الإنسان وعالمه العاطفي. ومع ذلك ، نحن كمقاتلين من أجل الحرية، لا يمكننا ترك وجودنا الفردي والاجتماعي للعالم والعلم الذي شكلته الحداثة الرأسمالية. القائد بين العديد من الإشارات لعلاقة الإنسان الصحية- المشاعر في براديغما الحضارة الديمقراطية. إلى جانب ذلك ، لدى الكثير مننا تراكم كبير في هذا الصدد من خلال تجاربنا في الحياة. من خلال الجمع بينهما ومعرفة بأن الناس لديهم القدرة على تطوير عواطفهم من أجل حياة صحية وحرة مدى حياتهم؛ علينا أن نهدف إلى خلق التأثير الإيجابي لمشاعرنا على صحتنا وحياتنا الحرة.
في هذا الصدد ، إن المعرفة والتعرف على كل من تشريح الأنثى والذكر (جهاز المناعة والجهاز العصبي المركزي وجميع أنظمة الجسم، الهرمونات، الدماغ والأعضاء التناسلية في الجسم كله) مهم جدا في فهم مشاعرنا النامية. لأنه لا يوجد شعور يؤثر علينا ويتطور خارج أجسادنا. كيفما لا يمكن فصل جميع حقائقنا عن الظروف المادية والمعنوية للحقائق الكون ؛ لا يمكن فصل حقيقة المشاعر عن أرضيتها المادية والمعنوية. من أجل وعي، تعريف، تنظيم و تسييس مشاعرنا التي هي مرتبطة مع حقيقة الكون المشتركة، لذلك علينا أن نعتبر أنفسنا جزءا تاماً من كلية الكون . كما قال ادريان ريش: “لقد حولوا حقيقة أجسادنا وعقولنا إلى لغز بالنسبة لنا. لذلك، لدينا التزام أساسي تجاه بعضنا البعض؛ يجب ألا نؤذي حقيقة مشاعر بعضنا البعض ملائمة لذلك الوضع، ولا يجب أن ننير بعضنا البعض بشكل خاطئ “. أحد الشروط الأساسية لتنوير أنفسنا وبعضنا البعض بشكل صحيح حول المشاعر، وخاصة الشعور بالواقع ، هي معرفة الحقيقة العاطفية بأكملها ومساعدة بيئتنا على التعلم.
في يومنا الراهن نجد الشعوب في العالم تسمي وتعرف عن نفسها بمختلف اللغات والثقافات, فهناك عدد لا يحصى من المفاهيم التي تلبي معنى ومحتوى العاطفة في العديد من اللغات المختلفة التي يتم التحدث بها وفي الثقافات المتنوعة التي تعيش في عالم اليوم. مرة أخرى، العواطف قد تختلف أسماءها ووظائفها ومكانتها في الحياة الاجتماعية وتأثيرها حسب الثقافات. في الواقع، ترتبط معالجة المجتمعات وتفسيرها للمشاعر ارتباطا وثيقا بخصائص طبيعتها الاجتماعية. لأن المشاعر والحدس ومشاعر الإنسان التي تطورت ككائن اجتماعي كان له دور حاسم في تكوين هذه الطبيعة. الذاكرة الاجتماعية لا تنسى تجارب عشرات الآلاف من السنين ،بل تحتفظ بها كرموز في اللغة والثقافة. اليوم وطوال التاريخ السبب الذي يجعل العديد من فروع العلوم والفنون اهتمام بموضوع الحس البشري ؛ لأهمية العواطف في تكوين سليم للإنسان حيث لها جذور تاريخية عميقة. لهذا السبب إذا أراد إي مجتمع وأفراده فهم صحيح لمعنى ومكان ووظيفة العاطفة في الحياة ، فمن الضروري أن ينظر إلى مكانة العواطف في لغته وثقافته. كل فرد ؛عندما يتعلم تعريف العاطفة في لغته الأم ، والأسماء والصفات المعطاة لها، وكذلك في الأقوال والأمثال و الأدب الشفوي والكتابي حول العواطف ، سوف يدرك بشكل صحيح قوة وتأثير العاطفة في تشكيل طبيعته الاجتماعية.

في اللغة الكردية يتم التعبير عن العاطفة بالعديد من الكلمات الدالة مثل إحساس شعور ميل عاطفي, دراستها والتعمق فيها بالأبحاث في اللغة والثقافة المجتمعية وفي اللهجات الأخرى ذات أهمية كبرى تتم بمفاهيم دراسة اللهجات الأخرى من اللغة والثقافة الكردية وفهم مكان العاطفة فيها. . لأن عالم العواطف لدى الكورد ذو جذور تاريخية ،تعرض بأساليب وأدوات متعددة وفي أوقات وأماكن مختلفة للقتل الصهر النهب التصغير التشويه والتخوين, من مجالات النضال الرئيسية التي توقف عليها القائد آبو منذ أكثر من أربعين عاما المشاعر، ذلك لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالواقع. وبهذا المعنى ، فإن من أهم نواحي الإبداع الرئيسية لنضالنا من أجل الحرية هي الناحية العاطفية. دراسة أخرى من شأنها أن تساهم أكثر في هذه الحقيقة هي قيام بجمع تعريف للعواطف في الثقافة والأدب واللغة الكردية كيف عاشها وبأي شكل تم تدويلها وصراعاتها. إن معرفة نمو و تطور العواطف في تاريخ المجتمع الكردي بقدر التاريخ الكوني مهم، فجذور المشاعر ستكون النور لمستقبلنا. بهذا المعنى ، ستكون مشاعرنا بمثابة المرآة تعكس مدى إحيائنا للعواطف التي تعود لنا، وكم نحن بعيدون ومغتربون عنها, بالتالي بقدر تمعننا وتحليلنا للمشاعر بقدر ما نكون اقتربنا من تصحيح مشاعرنا.
الذكاء العاطفي
أثناء بناء الأسلوب ونظم المعلومات ، نتفهم بشكل أفضل أنه من قبيل المصادفة أن نحصل على نتائج ناجحة دون معرفة بنية عقولنا جيدا. لكن، عندما يتم توفير التعريف الصحيح العميق للعقل وتامين إمكانية الاختيار الحر (حرية المجتمع) ، حيث أن نظامنا في الاسلوب والمعرفة سيوفر إجابات صحيحة لمفاهيمنا. . في ظل هذه الظروف ، بمعرفة أكثر دقة يزيد عملنا المنهجي من فرصنا في أن نكون مجتمعا وأفرادا أكثر حرية. ” ان هذا التقييم العميق للقائد آبو يوضح لنا احدى جوانب النجاح تشترط في معرفة بنية عقولنا بشكل صحيح، في نفس الوقت نتعلم مدى ارتباطها بتسييس عواطفنا والتي هي موضوع منشورنا. أي معرفة المشاعر وتسييسها, بالتالي معرفة احاسيسنا وتسييسها أو تنظيم العواطف سيحدد نتائج هذه المقالة, الشعور السمع الاحساس الوجدان والشعور به والتأثير الحسي والتأثر جميع هذه المصطلحات تأتي قبل التطور الفكري بشكل حر وطبيعي. تطور التكوين العاطفي- الروحي والبنية الفكرية للإنسان تختلف من مرحلة اجتماعية الى اخرى. ومع ذلك ، لكل منهم في جذورها وبدايتها وأولويتها لديهم الذكاء العاطفي تعود الى فترة المجتمع الطبيعي.

لا يمكن فصل أي من عواطفنا وأفكارنا التي نعيشها بشكل فردي عن التربة- الخميرة ، أي بيئتنا الاجتماعية. بما أن القائد آبو لديه وعي تاريخي بالدور المركزي والحاسم للمشاعر في تشكيل الطبيعة الأولى والطبيعة الاجتماعية والتطور الاجتماعي؛ قام بالتحليل والدراسة لعقود طويلة حول العلاقة بين قوة العاطفة وقوة التفكير لدى الانسان، والعلاقة بين الموقف الحيوي والعواطف. القائد آبو يعبر عن هذا الوعي في مرافعاته بالكلمات التالية: “طريقة التفكير قبل اللغة الرمزية كانت تتم دائما بالعقل العاطفي. السمة الأساسية للعقل العاطفي هي أنه يفكر بعواطفه كعنصر لا غنى عنه فيتأثر وردود فعله صادقة, ليس لديها الكذب وبعيدة عن الغش… مستوى الذكاء العاطفي، بمقولة أخرى ، فإن الخصائص العاطفية للذكاء هي السائدة. السمة الرئيسية للذكاء العاطفي هي أنه يعمل مع ردود الفعل. الغريزة كذلك هي الذكاء العاطفي. لكنها تعتبر أقدم أنواع ذكاء (تمتد إلى أول خلية حية في الكون). طريقة عملها هي في شكل رد فعل مفاجئ للتحذيرات. أي لديها نظام عمل تلقائي. يؤدي هذا النمط وظيفة أداء الحماية بشكل أفضل. حتى في النباتات ، يمكننا ملاحظة ذلك بسهولة. يصل إلى شكله الأكثر قِدماً في النوع البشري. إن تحقيق قوة حواس خماسية والتنسيق بينهما لم يتطور بقدر تطورها لدى البشر في أي كائن آخر. مما لا شك فيه أن الحواس مثل الصوت والرؤية والذوق أكثر تطوراً في العديد من الكائنات الحية منها في البشر. مما لا شك فيه أن الحواس مثل الصوت والرؤية والذوق أكثر تطوراً في العديد من الكائنات الحية أكثر ما هو في البشر. . ولكن في الوصول إلى حالة كاملة ومنسقة بين الحواس الخمسة ، فإن لدى الجنس البشري مهيمنة. … أهم ميزة للذكاء العاطفي هي ارتباطها بالحياة. حماية الحياة هي وظيفتها الرئيسية. متقدمة للغاية في حماية الحياة. يعمل بصفر خطأ. أقول هذا بمعنى الاستجابة الفورية. هذا النقص في هذا النوع من الذكاء يمكن أن يعرض الحياة للخطر. يرتبط احترام الحياة وتقديرها بمستوى تطور الذكاء العاطفي. يراعي توازن الطبيعة. يمكننا أيضا أن نسميها الذكاء الذي يجعل الحياة الطبيعية ممكنة. عالمنا الحسي مديون لهذا النوع من الذكاء. فالتطور الكامل للذكاء العاطفي في الجنس البشري يزيد من فرصة الربط بين الحواس. جميع الحواس، خاصة الصوت، الرؤية، الذوق، تطورحركات الذكاء من خلال إقامة ارتباطات بينهم.
الذكاء الذي يجعل الإنسان إنساناً هو الذكاء العاطفي، وهو الذي كان سائدً في المجتمعات الطبيعية وحاسماً في خلق فلسفة الحياة. في عالمنا اليوم ، نجد أن هذه الفلسفة قد تم تفكيكها ورؤيتها بين المجتمع باتت ضعيفة ، لكن على الرغم من ذلك يمكننا أن نجد أثارها في رواية “تعليم الشجرة الصغيرة” ، الذي يحكي قصة الجد والجدة الهندي الذي يقوم بتعليم حفيده الصغير ، يتحدث الجد لحفيده بحكمة المجتمع الطبيعي: “عندما تكون الكلاب متحمسة ، تهيمن عواطفها على حواسها. لقد رأيت نفس الشيء مرارا وتكرارا عندما تهيمن العواطف على الحواس يصبح الإنسان سخيفاً مثل الكلاب … ” يوضح لنا هذا السرد كيف أن الشخص الذي لا ينقطع عن الذكاء العاطفي يعبر عن علاقة الحواس بالعاطفة في تعليم الأطفال بحكمة جيدة. تظهر هذه الأمثلة الحيوية عندما يفرط كائن حي بعواطفه فان أعضاء الحواس لديه لن تعمل بشكل صحيح. اذا تحمسنا بشكل مفرط ولا نستطيع السيطرة عليه، فإن أذنينا سترن ولا يمكننا تميز الأصوات من حولنا. إذا غضبنا ولم نتمكن من السيطرة عليه و لا يمكننا رؤية سكين امام انفنا ونسبب مشكلة من خلال دعسنا عليه. المصدر في مشاعرنا هي الحواس, تتشكل وتتطور عواطفنا لذا يجب عدم إهمالها باعتبارها امر حيوي. هنا الذي يلعب الدور مع الاحساس والحدس و البصيرة هو عقلنا، عقلنا التحليلي. كذلك، يستخدم صيادو سواحل كولومبيا تعبير “Sentipensante” اللغة التي تتحدث صحيح، أي التفكير بالشعور. وبعبارة أخرى ، فإنهم يدركون قول الحقيقة ، والصلة التي لا تنفصم بين الشعور والتفكير ، وعكسوا ذلك في لغتهم. في الواقع ، هذه الأمثلة ليست سوى عدد قليل من الأمثلة التي لا تحصى التي تساعدنا على الفهم بان جذور تطور المجتمعية هي المجتمع الطبيعي ، ، فهناك عاش عقل عاطفي وتحليلي بشكل متوازن لأمد طويل.
من المهم إحياء ذكائنا العاطفي مع تطوير الوعي وتعريف عواطفنا. يقول القائد آبو يجب التفكير بعواطفنا ، والتفكير بالشعور حسب قول الصيادين الكولومبيين ، وقول الجد الحكيم الهندي إذا أحيينا من جديد علاقة سليمة بين الحواس – المشاعر ؛ يمكننا إزالة الستار والزيف عن عواطفنا. كذلك إذا نجحنا ، يمكننا منع عقلنا التحليلي من قمع عواطفنا وتجاهلها. تنشطنا جميع مشاعرنا الإنسانية والخاصة بالإنسان ضمن الزمان والمكان. عواطفنا هي عقلنا الذي يشعر. هذا العقل القوي للغاية الذي تطور منذ بدء الخليقة. كلما حافظنا على مشاعرنا وعواطفنا وغرائزنا حية ، كلما كان عقلنا أقوى وأكثر صحة والعقل التحليلي يتغذى منه بالاستمرار. ليس كما تدعيه العولمة ، عندما تقوى احدها ، لا تضعف الأخرى ولا تفشل. تتم التغذية المتبادلة و المستمرة للعقل العاطفي بالعقل التحليلي وبالعكس العقل التحليلي بالعقل العاطفي ؛ هذا هو بالضبط الوضع الذي يريده القائد آبو منا في إنجاح تسييس عواطفنا. استخدام قوة الذكاء المرن والإبداعي لعقل الإنسان في بناء مجتمع حر من خلال الدفاع والتطوير وتكبير بعضهم البعض، يعني تسييس عواطفنا.
دراسة المشاعر
هل نحن في علاقة مع عواطفنا؟ ما هي الأفكار الواضحة في علاقاتنا مع عواطفنا؟ بمعنى آخر ، هل الأفكار التي تتجاهلها وتحرمها وتشوهها وتتعامل معها بالخوف هي التي تسيطر علينا؟ أم لدينا أفكار ترى وجودها وتعُرّفها وتعترف بها وتهدف إلى تنظيمها؟ بقدر قبول وجود عواطفنا وتعريفها, فإن كيفية تعاملنا معها يعتبر موضوع هام. هذه الأهمية تبرز نفسها و نلتمسها في جميع خياراتنا, قراراتنا, أفعالنا وكل حياتنا الثورية. سواء كنا نتجاهلها أو ننكرها ، فإنه تبقى حاسمة. حتى لو أخذناها بشكل مبالغ فيه خاطئ و وسواس ، فإنها تبقى حاسمة. إنها تبقى حاسمة بشكل سلبي. ولكن إذا استمعنا إلى مشاعرنا ، وتمكنا من السيطرة على مشاعر الحزن، الضيق و الإثارة أي إذا تمكنا من ضبط النفس في عواطفنا وإذا نجحنا في إعطاء التوازن لعواطفنا و لم يتم دفعها إلى الحافة، فسوف يلعبون دورا إيجابيا، حتى يمكن أن يكون لها دورا إيجابياً. عندما نضع عواطفنا بشكل إيجابي في الزمان والمكان المناسبين من حياتنا بتعاريف ومقاربات سليمة، تصبح ذات فائدة و فاعلية إيجابية. مع أخذ هذه بعين الاعتبار ، فكل يوم نحتاج إلى أن نتعلم بمهارة أكثر الاهتمام بعواطفنا ومراجعتها والشعور بحيويتها.
يقيم القائد آبو علاقته مع المشاعر، كالتالي:` مشاعري وأفكاري ، والأهم من ذلك ، جهدي ومحاولاتي بمعيار دقيق نظمتها وأوصلتها إلى مستوى حساس ودقيق من التنظيم المؤسساتي والعملي, كوني المناضل الحزبي أستطيع القول بصراحة تامة أن نظافة الذات من المشاعر والأفكار وإن كانت بحجم قملة، يعني تطهيرها باستمرار من جميع أنواع الأفكار والمشاعر الخاطئة. أنا أنظف نفسي كل يوم. لذا، إذا أخبرتكم عدد القمل الذي أقتله يوميا، قد تستغربوا، لكنني أقتل كل يوم. هذا يعد تطهيرا ودائماً المطهرون يتمجدون، والممجدون هم ناجحون.
مشاعركم وأفكاركم أصابها الفساد. سيئة, لحد ما قبيحة وليست حادة كثيرا وواضحة. انظروا إلى أفكاركم وعواطفكم اليومية إنها تقضمكم… إن مشاعركم عمياء وتصيبكم بالعمى وتأكل من قوتكم…إنها حقيقة كبرى, العواطف العظيمة والأفكار العظيمة والأفعال العظيمة يجب أن تليق بكم، ويجب أن تكون لكم. فهي عندي تكفيني لنفسي. أنتم بحاجة إليها، لماذا تنكر نفسك ، لماذا تتكاسلون بشأن الوصول إلى العظمة لنفسك؟ أنتم بحاجة إليها. لأجل امتلاك القوة لماذا انتم تمتلكون الإنكار, لماذا انتم بدون دافع, أنتم فقراء للغاية, محرمون من كل النواحي، فقراء العاطفة، فقراء الجمال، فقراء المقاييس، فقراء الشعور, فقراء النواحي السياسية والعسكرية، فقراء الأسلوب والطريقة. كلها موجودة لديكم إلى حد كبير. لابد من قهر كل هؤلاء. و أهم من كل ذلك تفتقرون إلى التربية والقياس. هذه موجودة إلى حد كبير عليكم التخلص منها بسرعة. أؤكد مرة أخرى ، أنني استخدم هذه الأسلحة بشكل جيد للغاية. على سبيل المثال ،وأنا أقوم بتحريك مشاعر الناس، القوة العاطفية الحالية للناس تقهر العدو. حولي المشاعر ،إن تذكري باستمرار ، والحديث عني طوال الوقت هو بمعنى ضرب العدو. أن تحبني يعني ضرب العدو. الكل يعلم هذا ، إني أوصلت مشاعري ومحبتي إلى هذه الدرجة. كيف طورتها كيف بحساسية سعيت في ارتقاءها؟ من أجل بناء هذه المشاعر رفدتها بسنوات من عمري. هل يا ترى اطلعتم على هذا الدرس. لكن بالنسبة لي فهذه أربعون عاما وأنا ابحث فيه.
” درس المشاعر” تدريب المشاعر ومعرفتها تلازمنا طوال مراحل حياتنا. فالمشاعر تبقى حية طالما الإنسان يعيش , لذلك، فان تدريب تهذيب و تعلم العواطف كالفن يدوم مدى الحياة. فإن ساحة المشاعر هي الساحة الأعتى لدى الإنسان التي يقال فيها، “لقد دربت نفسي، فهمت نفسي، حللت نفسي وعرفتها “. لو لم تكن كذلك لما قال القائد آبو أربعين عام وأنا أتعلم هذا الدرس. لذلك ، علاقتنا مع مشاعرنا تتطور. بقدر ما نكون قد وصلنا إلى مداخلها ودربناها, سنكون قد عرفنا أنفسنا أكثر, إن لم يكن لدينا علاقة حية ومستمرة وحوارية مع عواطفنا, لن نتمكن من إعطاءها المعنى ولا يمكننا تدريبها بالتالي لن نستطيع تسييسها.
العواطف الصحية تجعل العقل مستمراً ومنتجا. انسداد المشاعر والحالة المهووسة والأزمة في العواطف يمكن أن تجعل من الشخص الأكثر ذكاءً وعقلاً, شخصا غبياً. يمكن أن تودي بالشخص إلى أفكار مريضة. لذلك من المهم الاستماع إلى عواطفنا. ومع ذلك مثل مناضلي الحرية الناجحين ،الأحرار والمناضلين ، يجب أن نكون قادرين على تقييم صوت مشاعرنا وأحاسيسنا وتعبيراتها, نستمع إليها نقيمها بعقولنا, إرادتنا و الذكاء العاطفي والتحليلي لدينا. كذلك تحتاج المشاعر إلى النظافة, التصريف, التنقية والوضوح. لنستطيع بعيون القلب بأحاسيسنا وبصيرتنا رؤية داخل عقولنا وإرادتنا والتمعن فيها , حينها نصبح إنسانا متوازنا. لكن إذا تركنا عواطفنا مشتتة, عشوائية, بدون مقياس وبدون معرفة, سوف تتعرض مع الزمن إلى حالات مرضية، إذا لم ندربها بتدريب مشترك للعقل العاطفي والتحليلي ، فقد نتعرض لفقدان صحتنا العقلية والعاطفية.
بهذه المواضيع وفي حياتنا اليومية هنالك العديد من الأمثلة التي عشناها, نستطيع أخذها بعين الاعتبار ونحلل سلوكنا بشكل أفضل, في بعض اللحظات تكون العاطفة هي الطاغية، حيث أن العقل يقف في الخلف, في ذات الحين نحن لا ندرك أخطائنا, بتذكر هذه الأخطاء يمكننا معرفتها وإصلاحها, بهذا الشكل ومن خلال تجاربنا الذاتية. نتمرن في التجارب التي نخوضها, لندرك كيف تؤثر على حياتنا. وبالمحصلة, تقلب حياتنا رأسا على عقب عندما نصبح عبداً للعواطف. حيث أن من خلال تجاربنا نعرف مدى تأثير المشاعر على حياتنا, على سبيل المثال ، يتم إنشاء واستخدام بعض التعابير التي تحدث في أدبيات حزبنا من خلال تلخيص هذه التجارب وتنقيتها بمصفاة الحياة. من إحدى هذه التعابير “نشوة الانتصار”. أثناء لحظات نشاطنا وحماسنا في الانتصار الذي نحرزه تصل بنا السعادة والبهجة لدرجة ننفصل عن الواقع اللحظي. بالتالي الذي ينفصل عن الواقع يصاب, وبسبب عدم تمكننا من ضبط أنفسنا لقد شهدنا المئات من هذه الأحداث خلال تاريخ حربنا، وأطلقنا النار على أنفسنا أو بعضنا في الوقت الذي لم يتمكن فيه العدو من هزيمتنا. ولسنوات يتم تكرار هكذا أخطاء, السبب الرئيسي من هذه الأخطاء لسنوات عديدة التي مررنا بها هو عدم تهذيب عواطفنا المفرطة. دائما نحتفظ بعواطفنا للفترات المقبلة, ونحاول تهذيبها في الأوقات المقبلة, هنالك مشكلات في معايير مشاعرنا, يجب علينا وضعها ضمن معايير, إنها مشكلتنا. يجب أن نكون حكماء ونطور مشاعرنا بالشكل الأمثل مع بعضنا لنحصل على النتائج الأفضل. أحيانا لا نتخذ هذه المواضيع كدروس أساسية ولا نأخذها بعين الاعتبار. في لحظات الألم والحماس الكبيرة أكثر شيء نحتاج إليه هو البرود. لماذا؟ لأن هذان الشعوران عندما يكونا في الذروة يمكن أن يخرجا عن المسار الصحيح. كذلك إن الأخذ بعين الاعتبار أن الشروط والمكان لهما التأثير على المشاعر. أي أن هنالك علاقة متبادلة بينهما, علينا اخذ هذه الجوانب دائما بعين الاعتبار, إن أمعنَا النظر في تاريخ حربنا نستطيع تدريب مشاعرنا ونستطيع تلقي ” درس العاطفة”.
“مرض السلطة المبكر” من المصطلحات الأدبية التي أخذت مكانها لدى حزبنا. نتيجة لعدم تهذيب المشاعر وعدم ضبطها ظهرت في تجارب الحياة. فبدلاً من مشاعر النصر هذه المرة مشاعر السلطة التي تثار وتتحرك بسرعة تعاش. في هذا الصدد المشاعر الواضحة هي الرؤية, لهذا استخدمت كلمة المبكر.
وبعبارة أخرى هذا يعني, بالنضال و التضحيات الجسام حققنا بعض المكاسب ، هي مكتسبات الربح والاكتفاء، حيث أنني أستطيع أن أعيش نفسي على هذه المكاسب وأبني سلطتي”. إذا ما تم النظر إليها وتقييمها من منظور السلطة فقط، سنصل إلى هذه النتيجة. أصحاب السلطة والمصابين بهذا المرض, يجب أن يأخذوا هذه الحقيقة دوما بعين الاعتبار, أن جميع قوى السلطة في العالم تريد الاستمرارية حيث أن ديمومتهم تكمن في الاستمرارية. لكن الذين يعيشون مرض السلطة مبكرا, بسبب فقدهم البصيرة ووصول عالم المشاعر لديهم إلى أفق مسدود, لا يستطيعون رؤية هذه الحقيقة التعبير في تجاربهم فان وضعهم العاطفي ميؤوس ومسدود لدرجة لا يمكنهم رؤية حقائق بسيطة. لأنهم يفتقدون لقوة العقل المنطق والرؤية السليمة, من جانب آخر القيم التي تكتسب رغم ضآلتها, تخلق لدى الإنسان الكثير من المشاعر, وتزيد من نموها. “نجحت, وقتها أكون أنا السلطة”.
التي تتطور هي هذه المشاعر الأنانية, الغضب, سباق للسلطة ، الشعور “الأنا العليا ” ، ولكن هناك في الأساس السَكرة بنِعَم السلطة وبُعدها عن العقل والمنطق. كذلك في تاريخنا تجارب تشير إلى أن الابتعاد عن الحقيقة يعرضنا للإصابات. الذين عانوا من هذا المرض, قد تمت إصابتهم, إما من قبل الخط الإيديولوجي-التنظيمي للقائد آبو أو من قبل العدو. القائد آبو توقف على هذه المواضيع بكثرة في تحليلاته. لنتمعن مرة أخرى في هذه التحليلات ” بالقدر الكافي للحياة ككل وفي جميع لحظات الحياة المشاعر المنضبطة والرؤية المتكاملة لم تسنح لهما الفرصة, عدم إفساح المجال لهذه المشاعر سيكون النجاح, أما الانصياع وراء المتعة والشهوات سيغلق الطريق امام النجاح. لحد الآن الحالة النفسية التي ما زالت سائدة علي في هذا الصدد: عندما انتصر لا اسكَر بل يتولد شعور بعدم الارتياح. أي بمعنى أن الشهوة والمتعة والجهد يتطورون من أجل النجاح، بالتالي أرى نفسي في مرحلة النجاح. بمجرد حصولي على شيء ما ،هو لم يعد ملكي. يصبح لشخص آخر. عندكم بالعكس تماماً. إذ أنه إن أنجزتم أي نجاح ، تتبجحون وتتباهون به كذلك تطمئنون أنفسكم بامتلاكه. لذلك إذا لم تتغلبوا قطعياً على هذا الشعور ، فلن تحققوا نجاحا كبيرا. أعتقد أن لهذا الوضع تأثير ملحوظ للغاية في شخصيتكم.
يمكننا زيادة الكثير من الادبيات والتجارب. من هذه التجارب درس المشاعر الذي نستخلصه بتعبير القائد آبو “الذين يربطون مشاعر كبيرة مع الهدف, عند الضرورة يستطيعون احتواء العدو بمشاعرهم.” لذلك تناول القائد آبو في الكثير من التحليلات افعالنا عند الحرب, تجاربنا الحزبية, علاقاتنا في الحياة الاجتماعية والعلاقة بين المرأة والرجل وقيَمها بشكل مفصل. اذا اردنا سردها باختصار: “هناك ثعابين في المشاعر والأفكار. . لديكم مشاعر وأفكار قاتلة وسامة ،لقد كشفت عنها قليلاً. فكروا كيف تقتلكم هذه المشاعر؟ علاقة بسيطة بين المرأة- الرجل، شعور بواجب بسيط، غفلة بسيطة، حالة النوم، المشي الخاطئ، كل هؤلاء ثعابين. هذه الثعابين كلها خلقت بأساليبكم وتقاليدكم الضعيفة ونمت. هذه الحالة تأخذكم نحو الدوار, الوهن والمشكلات… وفق لحقيقة كوردستان اذا لم تبقى متيقظا دائما واذا لم تكن عيونك على تحركات العدو، بهذا الشكل دائما هناك احتمال ان تقع في مواقع خطيرة. وهذا يعد الهلاك. لماذا لا تودون فهم الحقائق؟ عليكم تعلم هذه الدروس الكبيرة، طبعاً اذا كان لديكم قوة الخيال والفهم.
عليكم الوصول الى الجمال وتطوير الرغبة والمشاعر لديكم. لذلك اقول عليكم بالتحليل, الدراسة والنضال. لا توجد علاقة للمشاعر بدون كفاح. بالطبع ، عندما أتحدث عن النضال ، لا أقول أن تعموا عيون بعضكم البعض. في هذا الصدد لا استطيع أن أكون أملاً بالنسبة لكم. انتم بفهمكم للخلافات, والاهم من ذلك بتجاوز الخلافات, لا تعرفون الأسلوب الأنسب للنضال. في علاقات الحب و العاطفة كذلك في ردود أفعالكم هنالك شيء من عدم التوازن. لو كانت مشاعري كذلك غير متوازنة ،كيف كانت ستكون العلاقة بين الكورد؟ كما قلت، كانت ستنتهي بالغرق ولم يحصل أي تطور بينها. هذا الخطر مرئي للغاية بالنسبة لكم. كونوا من أصحاب الضمير الحي قليلا.”

لكي تكون علاقاتنا العاطفية ايجابية يجب أن تكون علاقة تواصلنا مع مشاعرنا سليمة وصحية. هكذا يمكننا إحراز نتائج سليمة. قراراتنا, سلوكياتنا ومشاركتنا في الثورة كذلك إنجازنا لمهامنا هي جزء هام من مشاعرنا. بالتالي بقدر عمق و قوة امتلاكنا ومعرفتنا لمشاعرنا, يكون تحقيقنا للنتائج أكبر, وبعكس ذلك أيضا تستطيع الحياة. إن العقل الذي لا يذهب نحو القرارات بمشاعر وبساطة ولا يستمع إلى المشاعر والأحاسيس هو مغترب وبالتالي العقل الذي بلا روح حدث آخر مهم. لماذا لا نستمع لمشاعرنا- أحاسيسنا في العديد من اللحظات لا نعطي الفرصة لغرائزنا الداخلية ومشاعرنا؟ لا نستمع إليها ولا نأخذها بمحمل الجد. كذلك الطريق الصحيح الذي يرسم لنا لا نراه ولا نعطيه الفرصة. من الممكن أن يكون تأثير العولمة الأوروبية وإيجابياتها على أحاسيسنا وعقولنا. لذلك لا نستطيع رؤية بعض الألوان. هذا التأثير الايجابي للعقل في روجآفا نجده قد طور العولمة يمكن أن نعرفه بهذا المعنى ” أن العقل والعاطفة ظاهرتان متضادان. قوة العقل تفوق قوة العاطفة. كلما تمت تنقية العقل وتجريده من العواطف كلما أصبح العقل واضحاً وسليما في عمله. لكن إذا ضعفت سيطرة العقل على العواطف فان الأمور سوف تتشابك” ممكن أن يتواجد تأثير هذا الفكر علينا. لذلك وجب أن نسأل أنفسنا. لا بالذكاء العاطفي، ولا بعقل ذو منطق جامد في عمله يمكننا من أن نكون مسيسين. بمعنى آخر لأجل بناء نظام ديمقراطي وحر يجب علينا أن نكون أفرداً أحرار وننضم بشكل سليم الى إنشاء النظام الديمقراطي.
علاقتنا مع مشاعرنا إن كانت غير معروفة, غير مدركة, غير مهمة و فقط تتم بالمحاسبة عندها تشكل أمرً خطير للغاية. كذلك عدم معايشة الإنسان لأي شعور بعمق وبقوة يعتبر نفس الشيء. فهذا يعني عدم الشعور وهو أمر خطير للغاية. لذلك يجب على الإنسان التوقف على مشاعره التي تؤثر على العقل, تخرجه عن المسار الصحيح وتخنقه ليضبطها ويتحرر منها. يبتعد عنها بشكل سليم. من الضروري الابتعاد عن هذه المشاعر. أمام مشاعر الإنسان الغفلة, قلة الاحترام و اللامبالاة بالمشاعر تظهر لنا الافتقار للإنسانية. إن لم يتم التغلب على هذه الأمور فإنها تأخذ الإنسان نحو حدود خطيرة. لقد اشار القائد آبو الى هذا الخطر قبل سنوات:” الأسوأ من ذلك كله هو أنكم تعيشون لاشعور مدهش. فالفاشية بوسائل الحرب الخاصة، بحربها النفسية ومن خلال الغرائز الحيوانية تستعبدكم تربطها بإمكانياتكم, وبذلك تفرغ الإنسان من جوهره. بهذا الشكل الخطير جداً يتم تسيير الإنسان, يتم الإفصاح عن الغرائز بأنانية. الكل اصبح جبان وأناني, كل أحد من أجل مصلحته البسيطة يقول: “فليسقط كل عالم ، فلينتهي المجتمع بأكمله”. في النتيجة فإن هذا الوضع لا يفيد هذا الشخص نفسه، ولكنه مقبول كأيديولوجية فاشية. لا توجد عواطف بالمعنى الصحيح, الفاشية لا تملك المشاعر. الفاشية تجعل من الإنسان جلاد. بعد أن جردت الإنسان من العواطف، تجعله عرضة للاحتلال، تستخدمه وتستهلكه في جميع انواع الأعمال”. بالتالي لكي لا يصل أحد إلى هذه الحدود الخطيرة ، يجب أن ينتبه الإنسان لمشاعره، يعرفها, يسميها، ينميها، يرتقي بها يمجدها ويسييسها بقوة فلسفة الفكر.

علاقة العاطفة– الغرائز
العلاقة بين الغرائز والمشاعر هي موضوع آخر للبحث, يجب أن تتم معرفتها لنستطيع البناء عليها في نضالنا الشخصي وبمعرفة هذه الجوانب في صقل شخصيتنا وتمكينها بشكل أفضل. لأنه اذا لم تتم علاقة سليمة بين الغرائز والمشاعر, عندها تؤثر الغرائز على المشاعر والفكر وتهيمن عليها, وهذا الامر يؤدي الى السلوك الحيواني لدى الإنسان. إن تأثير الغرائز والذي فقط يتمحور في الأكل, الشرب و الجنس, يأخذ بالإنسان نحو الفاشية. بهذا السقوط الكبير نرى طريق الابتعاد عن الإنسانية قد بات مفتوحاً. في تسييس العواطف، بقدر وعي الإنسان لغرائزه وتقبل وجودها ومعرفتها ، كذلك تطوير قوة الفكر والمشاعر لديه, لأنه بتطوير هذه القوة يكون قد روضها وهو المهم. في بداية نشوء المجتمعية، بقيادة المرأة تم إنشاء بعض المحرمات, حيث جهدت المرأة تقييد هذه الغرائز بالمحرمات والطوطم. بالتالي استخدامها وفقاً لمصلحة المجتمع، ، نجد أنه إن لم تطورها المرأة لم يكن للمجتمعية أن تتطور. لذلك عدم تجاهل قوة الغرائز وتعريفها وتوجيهها بالعواطف و الفكر مسالة تتعلق باستمرارية سليمة لوجودنا المجتمعي. اليوم نجد أن الحداثة الرأسمالية قد فرغت الإنسان و المجتمع من الجوهر وحولتهم الى قطيع ومجتمع للعرض. حيث تحقق كل ذلك من خلال مخاطبة غرائز الفرد والمجتمع وعن طريق الغرائز تهيمن على الإحساس والفكر المجتمعي. وتستخدمها لصالحها الشخصي. بالتحكم بغرائز الإنسان بوسائل متنوعة تسيطر عليهم, تجعلهم بيادق الحرب اليومية. لهذا السبب من اجل بناء الفرد والمجتمع الحر نضالنا لتسييس المشاعر معرفة غرائزنا, تعريفها وتنظيمها مهم.
المصادر الأساسية التي تغذي أو تعيق الذكاء, الروح والعقل لدى الإنسان هي المشاعر والغرائز. إنها كونية. من أجل إشباع الضروريات الجوع, الحماية والجنس وما إلى ذلك ، شغل الإنسان ذكائه اكثر. ومع ذلك ، فإن الإجابة على هذه الغرائز كانت ملزمة بمقاييس, قواعد ومبادئ مرتبطة بالأخلاق في مراحل التطور الاجتماعي. السبب الرئيسي من كون الرأسمالية المرحلة الأكثر وحشية في تاريخ البشرية هي تجاهلها للنسيج الأخلاقي الذي يجعل الغرائز-العواطف ذات محتوى. فمن ناحية ، الرأسمالية استغلت الإنسان وحكمت عليه بالجوع ، ومن ناحية أخرى ، شرعنت اللاأخلاقية. للحصول على الخبز حللت كل الوسائل والطرق, أباحت كل من المرأة والرجل لبعضهما، لأجل تأمين مأوى للسكن فيه. بطرق الاستهداف الفكري تشرعن اللاأخلاقية. فهي في تجربة إنسانية الإنسان تناولت الأحاسيس والغرائز ونظمتهم, في ديمومة الحياة ربطتهم بمقاييس الأخلاق والحقيقة دوماً لعبت دورا إيجابيا. لكن في الواقع الحالي خرجت عن الإنسانية و بقيت بعيدة عن الإشباع, من جانب آخر لم تكتسب التهذيب و التدريب كذلك تم فصل الغرائز عن الاخلاق. هذا يكون الدور السلبي لاستخدام المشاعر. نتيجة لهذا الذي يجب فهمه هو ان غرائزنا تلعب دورا حاسماً في أن تكون انساناً او توصلنا مستوى الحيوانات التي لا تعجبنا.

بهذا الصدد قام القائد آبو بتحليلات مرتبطة بحقيقة الكوادر والمجتمع حيث يقول ما يلي: “… كيف يمكنني وضع الغريزة في الخدمة إذا لزم الأمر؟ هنالك غرائز تدمر وتمحو المجتمع .تتسبب في الدمار والانحلال. السبب في ذلك استسلام المجتمع لتلك الغرائز. وهذا معروف جيدا. توجد خصوصية ومعرفة كبيرة للأحاسيس والغرائز، وهذه تبرز في المصادر السياسية. وتصبح قاعدة للسياسة. لأن استخدام الغرائز لا يدل على تطور جدي. المشاعر السامية والكبيرة تؤثر على الدماغ وبالعكس الدماغ يؤثر على المشاعر. لكن الحواس والأحاسيس التي تم تضييقها, السمع والأحاسيس التي تم إضعافهم تقترب إلى السلوك الحيواني, بشكل خطير في اوساطنا توجد هذه التأثيرات ومستمرة. لا أرفض الغرائز. لكن يجب استخدامها بشكل لتطوير المشاعر و الفكر. ماعدا ذلك فإن الفكر المستسلم للغرائز لهو الضياع… العاطفة المستسلمة للغرائز منتهية. ممكن أن تعيش لكنك تعيش للغرائز، فقط للأكل، الشرب من اجل شهوة جنسية. إنه يشبه السكر مع مشروب كل يوم. إنها ليست حياة صحية ابداً..”
الحقيقة العاطفية – انحراف العواطف-الاصطياد بالعواطف

القائد آبو بتقييماته ل مفهوم “الدولة القومية, بَينَ أن الدولة القومية لم تقتصر فقط على جعل المجتمع كالقطيع, إنما تشعبت في جميع جوانب المجتمع الفكرية والحياتية وأدت إلى عدم قبول الطرف الآخر ” ويحذرنا نحن مناضلي الحرية من قوالب الفكر والمشاعر التي تُقولب الحفظ, الحضور, المشاعر والفكر. الدولة القومية تجعل من الطبيعي غير طبيعي. فنحن أينما كنا نعيش يطبق علينا هذا الشعور والفكر القومي للدول. في يومنا الراهن ونحن نعيش غضبنا, حقدنا تجاه العدو, ألمنا الناتج عن المجازر التي يرتكبها العدو بحق شعبنا, مشاعرنا الوطنية, حبنا لقائدنا, مشاعر الصداقة أو حبنا الذي نعيشه اتجاه شخص لا نستطيع تسييسها بالكامل. سبب عدم استطاعتنا تسييس الحياة هو كثرة تأثير عالم المشاعر والفكر الأوحد والمقولب علينا. حيث أنه لم يتم إعفاء هذه الجوانب من حياتنا. لماذا لا يمكننا التحرر من مشاعرنا التي تغرقنا, لماذا لا نستطيع تفعيل قوة الذكاء العاطفي الموجودة في جيناتنا ولا نستخدمها في سياستنا؟ ما الذي تم إنقاصه, سرقته أو تحريفه من عالم المشاعر والفكر لدينا, حتى إننا لا نستطيع تطوير علاقة صحيحة بين المشاعر والسياسة ؟
المجتمع الكردي مجتمع تعرض للاضطهاد ، في لغته وثقافته تعرض ولازال يتعرض للإمحاء وللصهر الوحشي باستمرار. كيف هو عالم المشاعر لدينا باعتبارنا افراد مجتمع تعرض للاضطهاد؟ في المجتمع المضطهد, ما هي و أي المشاعر وبأي الطرق تم اكتسابها؟ ما مدى امتلاكنا لهذه المشاعر, مدى تمثيلها لوجودنا الاجتماعي, مدى علاقتها بجوهر ثقافتنا, بالتالي مدى قيمتها في ثقافتنا؟ يتم فرض المشاعر المختلفة في المجتمعات المضطهدة, بالتالي ما مدى تأثيرها على ثقافة المجتمع و اغترابه عن مصيره؟ ما هو الحكم في عالم المشاعر والفكر للطبقات, الجنس والشعوب المضطهدة؟ هناك العديد من الأسئلة التي يجب طرحها في هذه المسائل لكن لا يمكننا كتابتها كلها. لكن من المهم أن يسأل المضطهدون أنفسهم بشكل مختصر وبهذه الاسئلة والأجوبة أن يستخلصوا فحوى مشاعرهم, فمن الاهمية استخلاص فحوى المشاعر.

يقول القائد آبو “الثقافة بمعناها الضيق تعبر عن التقاليد المجتمعية والفكرية كذلك تعبر عن حقيقة المشاعر.” بعد ما تعرضت ثقافتنا الاجتماعية للصهر يا هل ترى ماهي مشاعرنا؟ هل نحن غاضبون وحاقدون؟ هل تم بناءنا بمشاعر الانتقام؟ هل نحن مفعمون بالحب؟ هل نحن حاسدون؟ يمكننا ان نسأل انفسنا الكثير من الاسئلة في هذا السياق. هل نحن جبناء؟ شجعان؟ مضحون؟ والأهم من كل هذا إياها تعتبر حقيقة مشاعرنا؟ الكثير من المجتمعات المضطهدة مثلنا, بشكل ممنهج تبقى تحت رحمة النظام وتنسى مشاعرها الذاتية. على سبيل المثال لا نجد لدى الفرد في المجتمع الطبيعي خاصية عدم الثقة بالنفس. في مراحل الآلهة الأم, أرتقت المرأة بالقدر الذي نظر إلى المرأة كآلهة وهي صاحبة قوة ، هنالك لم يكن يوجد عدم الثقة بالنفس. لكن في يومنا الراهن ان الشعور المشترك لدى جميع المضطهدين هو انعدام الثقة بالنفس. هذا الشعور في أوقات الصهر والإمحاء الظالمة تم تطويره, و بوعي وشكل ممنهج تم إنشاءه, إلى الآن موجودة في مجتمعنا و بين صفوفنا. المرأة الواثقة من نفسها تطور لدى البعض شعور عدم الارتياح. أو أن أمام المرأة الواثقة من نفسها يخلق عدم الارتياح. تتدخل في بعض الأمور, إحساس الزيادة تشعره لدى الأغلبية, لكن لا يوجد شيء طبيعي و عادي بقدر ثقة المرأة بنفسها. بين تلك المشاعر المضطهدة هنالك عدد كبير من المشاعر الجميلة والسامية تم إنقاصها, إمحاءها, سرقتها, تحريفها و تخريبها. في النتيجة لدى المضطهدين الإدراك, المعرفة, تعريف المشاعر, وعي الفروقات وتنظيم المشاعر بقيت مغلقة وضيقة. بالتالي لا يستطيعون رفع هذه المشاعر فوق الأكتاف و الثورات. إن البكم في اللسان في حقيقته هو بكم المشاعر. بكم اللسان. حقيقة هو نتيجة هذه المعمعة. يذكر القائد آبو هذه الحقيقة بوضوح تام في مرافعاته: “اللغة بذاتها هي اتحاد العقل والمشاعر الاجتماعية الفكرية الذوقية منها والجمالية, وجود المعنى للمشاعر وإظهارها هو المعرفة, هي هوية الوجود الحالي. المجتمع الذي يمتلك اللغة يعني مجتمع يمتلك اسباب القوة في الحياة. مستوى تطور اللغة مرتبط بمستوى تطور الحياة.”
الخجل والاغتراب عن المشاعر ، طريق المشاعر الغير صحيحة التي لا تفتح المجال للحياة, عدم تنظيمها, تقزيم أو إضعاف المشاعر, ايضا الجهل والشرخ الموجود مقابل الأحاسيس, هي كل الخصوصيات التي طورها النظام الرأسمالي و رسخها نفسيا, نتيجة لهذا الإنشاء في خصوصية الرأسمالية نحن لا نعرف ولا نعيش مشاعرنا بقوة. خصوصا لا نعطي القيمة لأنفسنا, عقدة النقص, الزيادة في القلق وعدم الثقة بالنفس في مدارس النظام الرسمي, المقرات العسكرية, الفن, الرياضة والجنس مثل الأعمال السياسية يتم إنشاءها بمعرفة مسبقة تأسيسها و تطويرها, هذه المؤسسات كيف تم تطويرها؟ القائد آبو يوضح كيفية تطوير المؤسساتية بالقول: “الميزة الثانية لذهننا هي أن مرونة ذهننا لها طبيعة بقدر ما هي منفتحة على الجانب المرن و التصورات الصحيحة من الخاطئة بنفس الوقت فتح الطريق للتصورات. على أساس هذه الخاصية في شبكة المشاعر والضغوط من الممكن أن تكون المشاعر عرضة للانحراف في أي لحظة. لهذا السبب، بوسائل الضغط والتعذيب وبهذه الآلية يتم اصطياد المشاعر, خداعها و تحريفها عن المسار الصحيح. عن طريق حفنة من السياسات الخاطئة يتم تمريرها داخل المجتمع. ذلك الضغط والظلم التراتبي والهرمي للدولتية على العقل البشري منذ آلاف السنين خلق تأثيرات هائلة ومزعومة، أنشئت بُنى ذهنية بما يتناسب معها. الكثير من المرات تم رؤية اصطياد الفكر بالجوائز… تلك المشاعر السامية للإنسان, التي ترتقي بالإنسان تجمله تنشر السلام الذي يهتم به الفن الاجتماعي، من جانب الذهنية المعاكسة على الدوام يتم العمل ضدها. الإصرار على زيادة الربح, بالمشاعر والحرص تحتل وتستعمر الجمال, السلام والمجد ويقدم هذا الاستعمار كفن بحد ذاته. ليصل كل إنسان إلى المكافأة المقدمة ويحرزها, فإنهم يركضون كما الخيل في سباقات الخيل. أسلوب الحياة الذي لا يقبله أي من الأحياء هو موضوع بحثنا. مصدر مرض السرطان هو النمط والأسلوب المعاش.
هناك العديد من المشاعر التي نعتقد ونفكر بأنها خصوصيتنا وعائدة لنا ولجوهرنا لكنها في الحقيقة هي المشاعر التي فرضتها علينا الأنظمة منذ آلاف السنين بحنكة ومعرفة مسبقة ومررتها علينا. تستخدم هذه المشاعر لخدمة مصالحها, بهذا المعنى فإنها تعيش مثل الإنسان ضمن النظام, أو أنها تتوحد مع النظام, يجب فهم هذه الخصوصية باعتبارها مرتبطة به, عدم القدرة على اجتياز الوضع مرتبط بالعالم الفكري والمشاعر التي أنشئها النظام. عندما لا يتواجد الفكر مع النظام, وقتها سيقع في فخ النظام ولا يمكنه الوصول لحقيقته. أينما كان الشخص وكيفما عاش مرة أخرى هو على مد نظر النظام. بالتالي النظام على علم بهذه الشخصية و يعرف بأنها تعمل لصالحه. وينطبق الشيء نفسه على المشاعر. في المدارس, المؤسسات, المقرات العسكرية, ساحة الرياضة والفن و مؤسسة الأسرة تصقل هذه المشاعر للأشخاص, وتسقيها وتبعا لهذا يتم تسمية الشخصية, وتتخذ التدابير, بسبب معرفتها لحركة الأشخاص وكيف يتخذون رد الفعل اتجاه موقف ما, بالتالي متى يتخذ وضعية الميت, فهذه جميعا نتاج النظام, يعرف جميع هذه الأمور ووفقا لها يسير هؤلاء الأشخاص.

مع تمردنا الأول وترك النظام يعتبر الخطوة الأولى للخروج خارج منظومة النظام. ما تبقى هو إزالة ورمي المشاعر والأفكار السابقة. أحد الأسرار الرئيسية لنجاح حزب العمال الكردستاني خلال الأربعين سنة ؛ هي تحرره من مشاعر النظام. بالتالي حرب بناء المشاعر الثورية, الديمقراطية, الحرية, السلام, الوطنية, العشق, الحب مستمرة. مقابل تلك المشاعر المزروعة داخل قلوب الكورد, و التي يتم اشغالها واحتلالها في القلب من جانب العدو, التي تعد ساحة حرب كبيرة مفتوحة, النظام دوما يشعل حرب ما بين الفكر و المشاعر. وبهذا الاسلوب يعلن نهاية الفكر والايديولوجيا. يعمل على نشر فكرة عيش مشاعر بلا حدود. هذه الدعاية نفسها تستمد فكرها من زمن الكهنة السومريين, الفكر الرأسمالي, السلطوية, الاستبداد والدولتية. حيث أن هذه الأيديولوجية إلى جانب دماغ الإنسان لا تتوقف أبدا عن المحاولة من التحكم بقلب الإنسان. لذلك هو في نضال مستمر, بشكل مكثف يفرض ذاته على المشاعر و الذهن. يتمكن من ربط المجتمع وتبعيته له عاطفيا وذهنيا. جميع الطبقات المضطهدة إن لم تكن في حالة تأهب, حذر, أخذ الاحتياطات اللازمة والحماية الذاتية باستمرار مقابل هذه الهجمات الإيديولوجية، فإن مصيرهم سيكون هو ذاته الذي فرض على الأجيال قبله، أي كما قال القائد آبو سيتم اصطيادهم شعورا وفكرا.
واحدة من الساحات التي نلاحظ فيها هذا الصيد بكثرة هي علاقات المرأة-الرجل. الثقافة السلطوية عند الرجل و الرأسمالية في مسألة المشاعر طورت حملتان كبيرتان ضد المرأة. أولا ساوت بين المشاعر والمرأة. بالطبع، الذكاء العاطفي وقوة المشاعر في شخصية المرأة أقوى من الرجل. لكن من خلال العمليات التي طورتها السلطة، تم بناء جدار بين العقل- المرأة والمشاعر- الرجل . كانت تهدف الى ابتعاد الرجل عن العاطفة والمرأة عن العقل والى حد ما قد نجحوا في هذا الامر. في عصرنا يعتبر تعريف الرجل بالمشاعر إهانة له وضعف. كذلك نجد المرأة الذكية والعاقلة تعرف ب “المرأة مثل الرجل”. بين مشاعر الرجل وعقل المرأة تم بناء مسافات. بالقوة الروحية للدين فانه تم تعميق هذه المسافات. العالم الحاكم من جانبه زاد من العمق باحتلاله. هذه الجدران سيتم هدمها من جانب الثوريين و الديمقراطيين لأجل الحرية المجتمعية وعلى جميع مناصري السلام هدم هذه الجدران, مهما كانت سميكة فلتكن, علينا هدمها! لأنه المشاعر هي التي تعزز من إنسانية الإنسان. اخذوها من الرجل وحكروها على المرأة كرمز للضعف والاستكانة هي بحد ذاتها عملية إخراج الإنسان من إنسانيته. مرة أخرى الذي يجعل الإنسان إنسانا هو العقل. اخذوا العقل من المرأة واعطوه المكانة تحت سلطة الرجل واستملكه الرجل, مرة أخرى أبعد الإنسان من الإنسانية. بهذا المعنى عندما نقوم بدراسة وتحليل مشاعرنا علينا النظر الى النتائج التي تركتها عمليات النظام الحاكم علينا، علينا القيام بذلك كمرأة وكرجل. في شخصنا, جنسنا والجنس الآخر تطوير المراقبة واستمرارية النضال ضد هذه الحالات, لأجل انشاء عالم المشاعر والافكار لدينا بشكل سليم يلزمنا خطوات ثورية مهمة. من جانبها الحركات النسوية قيمت هذا الوضع وعرفته بأنه تقسيم للمشاعر والفكر للسنوات الثلاثين إلى الاربعين الاخيرة ومكنت من الكفاح الايديولوجي في مواجهتها. لكن بسبب اساسيات الحياة و عدم قدرة اساليبهم المتبعة التحرر من وصاية النظام لذلك لم يتمكنوا من الوصول الى النتيجة المرجوة.
من مهامنا المرحلية كحركة حرية المرأة الكردستانية تحليل طبيعة مشاعر المرأة والرجل ودراستها و توضيح مكامن المشاعر بشكل سليم في هاتين الطبيعتين بنظرة جينولوجية (علم المرأة). بسبب تطور حملات عقلية الذهنية السلطوية أمام عالم المشاعر, وجميعنا نرى هذه التأثيرات علينا.
جانب آخر من عملية السلطة التي طورتها الأنظمة الحاكمة حدث المشاعر الغنية جدا, بتر العاطفة من عالم الغنى, الكونية و التنوع وتم حصر سلطة هذه الجوانب بعلاقة بين المرأة والرجل. هذا الفهم, الوعي الخاطئ, الخروج عن المسار الصحيح والمخادعة, لها التأثير الكبير على المجتمع, وتم قبول سيطرة هذا الإدراك المنحرف والمشوه. إذا كنت ترغب في تطوير نقاش حول العواطف في أماكن كثيرة من العالم، في أي جانب من العالم تطور أي نقاش حول المشاعر وعلاقة المرأة بالرجل يكون بشيء من الشك, في الحقيقة أن هذه العملية تصيب عالم المشاعر بالشلل, التقزيم, الضعف وتبقيها من دون نتاج, عندما تتم معايشة الضيق في الإدراك, في الإحساس والحياة ايضا يتم معايشة الضيق والعمق. بالنسبة لنا كمناضلين ثوريين في نضال الحرية، هذه واحدة من قضايا العاطفة الأساسية التي يجب علينا فهمها، يعني عندما يتم الحديث عن المشاعر لا يقصد بها فقط العلاقة بين المرأة والرجل, ليس فقط الحب, العشق, الحقد و الكراهية أحد المهام الأساسية لمقاتلي ومناضلي الحرية هي عالم المشاعر الغني بكلمات ومدركات الخونة, حيث أنه يجب التدقيق في هذه العبارات الخارجة عن الآداب . كذلك يجب عدم ضرب وإيلام المشاعر بهذه العبارات. في هذه القضية نجد التأثيرات الكبيرة التي فرضها النظام علينا. بسبب هذه التأثيرات لا نستطيع توسيع الأفق لدينا, يوجد فقر في المعنى ايضا, لكن ماذا كان يجب علينا من البداية تذكره؟ كان علينا تذكر المشاعر الكبيرة التي تجعل من الإنسان إنسانا. كمناضلين ثوريين للنضال من أجل الحرية, وإلا من المفروض اول ما تبادر الى الاذهان هي العواطف, التي تجعل الإنسان إنساناً. إن لم يعرف الإنسان مشاعر الحرية, العشق, الحب, إن لم يستطع الإنسان الحصول على حصته من حب الوطن والإنسان لا يستطيع محبة امرأة أو رجل, يقول أيحب؟. لكن إرهاب الرجل على المرأة في يومنا الراهن, تحت مسمى الحب أو الكراهية, حيث أن إرهاب الرجل يُبنى يٌشبع ويتطور بهذه المحبة. إرهاب الرجل يستمد قوته من المشاعر الجاهلة التي يتحكم من خلالها بالمرأة. هذا الخطأ يضيع كلا الطرفين, يخادع ويخطئ. هذه المفاهيم تستخدم ما بين المجتمع والحب, الإنسان والحب كعملية ثانية على عالم المشاعر لدينا وعلاقاتنا. حيث أنه في هذه العملية يتم تدمير هذه الجوانب فينا, وبقدر وعينا لهذا الشيء, كإنسان سليم وحر سنستطيع اجتيازها وفتح المجال أمام تقدم المجتمع الحر.
السياسة
من أجل إكساب المعنى الصحيح والسليم لتسييس المشاعر بشكل مشترك, ككلمة ثانية علينا التوقف عندها, بالطبع هي كلمة السياسة. لكي نستطيع فهم تعريف السياسة بالشكل الأمثل, نٌعرفها, نعي الفوارق بين السياسة ومستوى السياسة المطلوبة, علينا التمعن بمقولة القائد آبو “فن الحرية” ونحللها بشكل صحيح, معرفة المسافة المبنية بيننا وبين السياسة واجتيازها, لذلك مثل كلمة المشاعر يجب علينا التوقف عند مصطلح السياسة ونتعمق في تحليلها.
ما هي السياسة؟ اليوم على مستوى العالم تُعرف السياسة بأنها فن الكذب. حتى إنها لا تحب وكل أحد ينظر إليها بمسافة من بعيد. جيد ما هي السياسة ؟ ما هو التسييس؟ هل من الممكن أن يكون هناك حياة اجتماعية بدون سياسة؟ ما هي العلاقة المشتركة بين السياسة والمشاعر؟ كلً منا يستطيع أن يحاور نفسه ويخلق لنفسه الإجابات الصحيحة, إجابات ذات أهمية حياتية.

في تاريخنا الكردي افتقارنا للسياسة وبعدنا عن السياسة تسبب بالكثير من الهزائم والآلام. لأن الكرد بقوا دون سياسة ولم يحظوا بالسياسة، ظهرت لنا هذه النتائج المؤلمة. كون الكرد تعرضوا للتضييق في سياسة السلطات, ووضعوا ضمن تيارات هذه الانظمة. الكثير من المرات تعرض المجتمع الكردي للهجمات لإبعادهم عن السياسة, مقابل ذلك وجدوا بسرعة ضرورة بناء سياسة جوهرية. لكن وبسبب عدم تطور فن بناء السياسات المؤقتة, وحرمان المجتمع الكردي منها, أصبح هذا السبب للعديد من الخسائر, فسحت المجال لهجمات كبيرة, يوجد مثال من النار, يمكن للمرء سرده هكذا, والد رنديخان محمد آغا أحد قادة انتفاضة كرزان, يوم من الأيام عندما كانوا يقتربون من الهزيمة, ينادي ويسأل العالم الكردي الشيخ عبدالقدوس: ” ما هو سبب هزيمتنا؟” يجاوبه الشيخ: نعم محمد آغا هناك جانبان يحققان النصر للإنسان، اولاً التنظيم وثانياً السياسة. هاتان لا تتواجد عندنا. لم نحصل على نصيبنا من كلتيهما … لم نخسر في الحرب ، لقد خسرنا بسبب نقص الجانبيين… “. يحدد السبب الرئيسي للهزيمة بالفقر السياسي وقلة التنظيم حيث أن هذان الجانبان هما السببان الأساسيان للهزيمة وكلاهما صحيح. في الكثير من الانتفاضات أحد اسباب الهزيمة عدم تطوير فن السياسة المصدر الاساسي لذلك هو اغترابنا عن مجتمعنا.
قام القائد آبو بتحليل عميق ودقيق لتجارب شعبه وشعوب الشرق الاوسط بالخصوص تجارب الشعوب التي تعرضت للمجازر كالأرمن والسريان واستخلص دروس مهمة. لهذا السبب اصبح القائد آبو أول من تناول السياسة الاجتماعية بشكل عميق وسليم, مثل فن الحياة أستخدمها في بناء المجتمعات وجعلها ملك للشعب, كذلك أظهر بوضوح عملها وسياستها. القائد رأى السياسة كفن إلهي تم سرقته من الشعوب. لا يمكن استغناء المجتمعات عنها. قيمها وشرحها كأحد الشروط الاساسية للحرية الاجتماعية.
“الحقيقة مخفية في تعريف السياسة. لا يمكن لأي كلمات أخرى خارج الحرية, المساواة والديمقراطية أن تشرح المصالح الحيوية للمجتمع. وقتها السياسة تعني في العمق النشاط الاجتماعي نحن أي شرط وظرف. لذا فإن السياسة تعني النشاط الوجودي للحرية, المساواة والديمقراطية. مهام الاخلاق هي تطبيق الاعمال الحياتية بأفضل شكل, لذلك فإن مهمة السياسة هي ايجاد افضل الأعمال. دققوا فيها تجدوا أن السياسة تحمل الجانب الاخلاقي وتحتويه اكثر في مضمونها. إيجاد وظائف جيدة ليس بالأمر السهل. يتطلب التعرف على الأشياء جيدا، أي ضرورة وأهمية المعلومات والعلم والعثور عليها, ايضا عمل الرؤية الجيدة يتطلب البحث والتمعن. الكلمة الجيدة هي زيادتنا على هذا البحث وقتها تظهر جليا لنا ضرورة المعرفة الاخلاقية. كما يظهر لنا أن السياسة فن صعب للغاية. عندما نقول مجتمع اخلاقي-سياسي لا نتحدث عن ما قبل التاريخ. نحن نتحدث عن الحالة الطبيعية للطبيعة الاجتماعية ، التي لا تفقد ذاتها و استمراريتها وتحمي وجودها. بغض النظر عن مدى مرور الزمن, التآكل والتفكك إن المجتمع الأخلاقي والسياسي سيبقى موجودا دائما. ما دامت الطبيعة الاجتماعية موجودة. إن دور السياسة هو جعل هذا الوجود حرا ومتساويا وديمقراطيا ، بتطويره دون تقويضه, تفككه. سوف تجد السياسة معنى كمقاومة وحدات الحضارة الديمقراطية. لأنه إن لم تكن المقاومة لن يكون هنالك الحرية, المساواة و الديمقراطية، وما من خطوات تخطا في هذا الجانب. كذلك لا يمكن منع المزيد من التآكل, التفتيت المستوى الأخلاقي والسياسي، ولا يمكن منع استعمارها ، ولا يمكن منع استغلال الاحتكارات, السياسة تعرف كفن الحرية. وهذه تستمد جذورها من المهام التاريخية.”
علاقة المشاعر و السياسة:
في مرحلة المجتمع الطبيعي ، كانت مشاعر واحاسيس الإنسان مؤثرة في تطوير المؤسسات والهياكل الاجتماعية الأولى. لأن القوة الديناميكية النشيطة التي تؤثر على ذكاء الإنسان كانت المشاعر والاحاسيس. لإعطاء الأهمية والقيمة لهذه الجوانب, في الحقيقة في ذلك الوقت لم يعرف الإنسان العيش خارج هذه القيم. نسميها هكذا ربما لا يكون من الخطأ, إن المجتمعات الانسانية تطبيقها الأول للسياسة كان بتطوير مشاعرهم. على سبيل المثال ، أمام الكوارث الحياتية الكبرى والخوف الذي عاشوه اوجدوا الحلول. إذا نظرنا إلى السياسة على أنها الحل لمشاكل الشعوب, فن الحوار وتحديد نتائج الحوارات, وقتها تطوير الحلول يكمن في تطبيق السياسة. وقتها السياسة كانت في مستوى التعريف والمعنى الصحيحين, كانت مجتمعية. فن الحرية المناسب للمجتمع. كما الآن لم تكن فارغة من محتواها ولم تكون قد خرجت عن المسار الصحيح.
إذا كانت هناك علاقة قديمة قدم الإنسانية في التاريخ ، فهي علاقة المشاعر والسياسة. المجموعات الاجتماعية الاولى كانت تعيش مشاعرها واحاسيسها بعمق. حتى الدرجة الأخيرة كانوا على دراية بها ، مع مرور الزمن تعاملوا مع مشاعرهم بحكمة وقيموها وضبطوها. منذ لحظة وجودهم وحتى النهاية قبل التفكير, من خلال مشاعرهم, أحاسيسهم و حواسهم احيوا السياسة وأنتجوا سياسة حيوية. في يومنا الحاضر ، نجد انقطاع العلاقة بين المشاعر والسياسة. الطرفان غريبان عن بعضهما. حلَ معاكسين لبعضهما, هذا الاساليب الذهنية و الشعورية والاغتراب ليست حقيقة المجتمع الطبيعي وليست خلاقة لجوهر المجتمع. النظام الرأسمالي يحرم المجتمع من السياسة, يفرض على المجتمع الأغتراب عن معرفة السياسة, كذلك تسرق من المجتمع فن تطوير السياسة و القوة الاخلاقية للإبداع , مكانها يحل إدراك مريض. خلاصة القول جميعنا غارقون في قلة الإدراك, وتم اشباعنا من هذا الوعي الناقص تكويننا تم بناءه وتشكله على هذا الفكر والمشاعر المبنية من قبل النظام. حيث أننا عاصرنا هذه الحقيقة. لتعريف الوضع نستطيع كبداية تطوير اليقظة, بهذه اليقظة الكبيرة تحرير انفسنا من هذه الاساليب المتبعة, سبب قضم مشاعرنا, تحجيمها و وضع العوائق أمام تسييس مشاعرنا هو الإدراك الناقص المبني علينا.
وسط النظام الرأسمالي الحاكم حيث أن الإدراك دوما معرض للخداع كل الكلمات التي سنسمعها عن المشاعر والسياسة ستكون بهذا الشكل:” لا مكان للمشاعر في السياسة! إذا استمعت إلى مشاعرك، فستخسر في السياسة. مادامت مشاعرك قوية، ماذا تفعل في السياسة؟ أنت شخص شاعري للغاية، ليس لك علاقة بالسياسة. إذا كنت تود الدخول في العمل السياسي، عليك ترك مشاعرك جانبا! ” أو أولئك الذين هم الأكثر مكراً والذين يستغلوننا: يقولون: ” لأجل استجرار الشخص الفلاني, عليك ان تخاطب مشاعره ومن ثم جره الى الفخ من الممكن أن يكون هذا الفخ علاقة حب, بهذا الشكل يتم تضييق عالم الإنسان, يصبح اسير مشاعره. من الممكن أن يكون هذا الفخ جماعيا لتكبير أو تصغير الأنا (الغرور أو عقدة النقص). بهذا الشكل يتم اللعب بمشاعر الإنسان, أي اللعب بمشاعر الحقد, الغضب, الغرور والانتقام, حيث انها جميعا جانب من المشاعر, فكل واحدة منها اساسية, النظام يستطيع تقريبهم, و وضعهم في خدمته وإخراجهم عن الطريق. باختصار فإن من زمن هيمنة سلطة العقل الماكر والحاكم لسلطة الرجل على المجتمع الى يومنا الراهن، تم التحكم في علاقة المشاعر والسياسة بالعديد من الاساليب, و انه تم ترك المشاعر جانباُ او أنه تم اتخاذ المشاعر كفخ وثم سحقها تحت الاقدام. بالرغم من أن بعض مشاعر المجتمع الطبيعي التي لا تزال حية إلى اليوم بالمقاومة ، حقيقة في يومنا الذي نحياه. لا مكان للمشاعر في نظريات السياسة الكلاسيكية التي تفرضها القوى السلطوية وتقدمها. السياسة الثورية لا يمكن ان تتطور بدون مشاعر. لا تتقدم. الشخص الذي لا يحب شعبه ، غير مليء بحلم الحرية السلام و الكرامة، من هذا لا يعيش الغرور والسعادة لا يمكنه أن يمارس السياسة. لأجل تطوير افكار السلام, السياسة, حل الصراعات, الادب والفن, يجب ان تعاش المشاعر والسياسة مع بعضها.
عندما نفكر في حياتنا ومواقفنا, وكذلك وجودنا بأكمله, وجميع نشاطاتنا التي نحققها بهذا الوجود, إن أحد الأسئلة الأساسية التي يجب أن نطرحها على أنفسنا هي: “كنتيجة لذلك ، لأي درجة أنا نتاج لأفكاري ومشاعري.” الضياع بين المشاعر, فقط الاستحواذ على المشاعر وعدم دمج قوة الفكر, مع قوة المشاعر, مهما يكن حجم الأخطاء المرتكبة, فإن تجاهل المشاعر وتجميدها, بالتالي التقييم فقط بالعقل والمنطق, سيتسبب بارتكاب الاخطاء. يجب أن نذكر انفسنا دوما بانه يجب أن لا نجعل العقل والعاطفة مثاليين، أي لا نقلصهما. امام مشاكل الحياة الاساسية, نستطيع بتعاون المشاعر والعقل ابتكار الحلول, أي إشغال الجانبين مع بعضهم. ويمكننا تحويلهم الى قوة سياسية فعالة. هناك لحظات، ليس لدينا الكثير من الفرص للتفكير فيها، إن مركز الذكاء العاطفي اميجدالا لدينا, الذي ينتقل بنا إلى الحركة. احيانا توجد لحظات لاتزال قوة التفكير لدينا غافية او غير فعالة من خلال الاحساس, الحدس، الغريزة، البصيرة، الشعور، الحلم أو الأمل, الخيال يرسل رسالة إلينا. إن لم يكن الشخص قادر على تحرير نفسه, من التأثيرات السلبية, لا يستطيع فهم هذه الرسائل المرسلة إلينا, التي هي جزء من الطاقة الكونية, على إنقاذ نفسه من تأثير الوضعية، فلن يتمكن أبدا من قراءة هذه الإشارات القادمة إلى كيانه، والتي تعد جزءًا من دورة الطاقة الكونية. ولا يستطيع الإيمان بوجودها ودراستها. إن قرأ الإنسان لا يفهم، وإن فهم ما يقرأ لا يأخذها بجدية ولا يطبق ما يقرأ. لكن احيانا توجد بعض الاوقات يحل فيها الخوف, الهيجان ومشاعر الانتصار بدون أساس وسط قلب الإنسان وينتشر في داخله. قد لا يكون هنالك حصة للخداع و الاحتيال ، لكن في تلك اللحظة التي يجب ان يتم العمل فيها بسرعة الضوء ويقوم بإيجاد الأجوبة هو الذكاء التحليلي. عمل المنطق، هذا العمل هو التفكير السريع, قوة المشاعر, الفكر وتنظيمها بسرعة, ولحظة استيعاب الحركة. إدراك هذه اللحظات تعريفها ومعرفتها ايضا وفقا لها اتخاذ القرار بسرعة وخطو خطوات يصبح فن السياسة. الذين يشعرون بعمق وشمولية بالحقيقة, ويتخذ الخطوات وفقا لها؛ هم يعون المشاعر وقوة التفكر, الذي يستخدم هذه الفروقات في الزمان والمكان, بالشكل الامثل ويحقق النتائج هو الإنسان السياسي، هو الإنسان الذي يشعر بكل حقائق ومشاكل الحياة في وجوده ويرسخها في هويته، ويقدم لها حل فن السياسة بنفسه.
مشاعرنا وافكارنا تحدد مستوى, الحياة الحرة الديمقراطية و الحرية, هذا النضال في الفكر والمشاعر يصبح ذو قيمة, يا هل ترى ما هو قدر احساسنا بمشاعرنا وافكارنا؟. أو أن ما هو قدر تطبيقنا لهذه المشاعر والافكار في تلك الجوانب. نحن نحصرها في زاوية لفكرنا واحاسيسنا ام نضعها في مركز فكرنا و مشاعرنا ؟ هل بإمكاننا تمكين هذه الحقائق التي لم تأخذ مكانها في الفكر في المشاعر؟ أو التي لم تأخذ مكانها في المشاعر تمكينها في الفكر؟ اذا قمنا بفحص عالم مشاعرنا بعدسة قلبنا، سنلاحظ عندها وجود بعض النتاجات الشاذة القاسية, الغير جيدة في مركز الحب والتوترات لدينا, لكن في ذات الوقت نجد اننا قد احللناها بمخادعة كبيرة, مخادعة كبيرة ومن الصعب تغييرها. لكننا نعرف التأثيرات السلبية لهذه المشاعر المريضة والتفكير المرتبط بهذه المشاعر على حياتنا. وتحرمنا من التنوع والغنى في الطبيعة الكونية. تحرمنا من ألوان الحياة والمجتمع. تحرمنا من مرونة ذكاء الإنسان. بهذا الشكل الإنسان يبقي نفسه فقيرا, يتجمد تدفق المجتمع الطبيعي.
القائد آبو يقول في السلطة: “كل سلطة هي عقل متجمد”. في حقيقة الواقع ان كل شعور وبتأثير هذه المشاعر والأفكار التي تتطور مرتبطة بمستوى الشخصية. لكن كل شعور وفكرة تتطور تأسر الشخصية. السياسة هي فن الحياة. فن الحرية. إن توحدت المشاعر مع السياسة وشاركتها تستطيع التدفق باحتفالها. بالاحتفال يتم فتح الانسداد أمام تدفق المشاعر والفكر ويتم تجاوز الصعوبات, الشيء الملائم لتدفق الفكر والمشاعر واحتفالها مع بعضها هو الفن.
إن لم نقطع علاقة المشاعر و السياسة من التعاريف الصحيحة ومعانيها, نستخدمها, بعلاقة الاثنتين الدقيقة مع بعضهما,
نفهم فن السياسة مثل الفن الثري في الحياة والكون. بقدر هذا الثراء نستطيع بحواسنا فتح وإغناء قوة القلب, الروح وفكرنا, بداية يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ونعرف المعرفة التي تلقيناها ونتلقاها من العائلة, المجتمع والمراكز التي بقينا فيها, أي المشاعر تبرز وتفرض نفسها على وجودي وهويتي؟ يجب أن نسأل انفسنا هذا السؤال في اطول فترة من الزمن للإنسانية ما هي المشاعر الغنية والطويلة؟ في ذاكرتي الحسية والذهنية, ماهي المشاعر التي سجلت وكانت مؤثرة فييَ؟ ما مقدار ادراكي للمشاعر المسجلة في حافظتي؟ ماهي المشاعر التي تنعكس ايجابيا وتخلق قدرة ايجابية داخلي؟ وكذلك ماهي المشاعر التي تنعكس سلبا وتنشر طاقة سلبية داخلي بالتالي تظهر للعيان بشكل سيء ؟ ماهي المشاعر التي تساندني وتعطيني قوة معنوية في نضالي من اجل الديمقراطية وحرية شعبي وماهي العواطف التي تشدني الى الخلف؟ في هذه المسألة تظهر لنا الكثير من الاسئلة التي يتم التساؤل عنها, نفسها تحسس الإنسان بالثراء واللامحدودية وتنوع الحياة والكون. بهذه الحالة بوجود الحرية واللامحدودية علينا تحرير انفسنا من المشاعر الضيقة ومعروفة النهاية, كي نتمكن من تطوير فن السياسة من اجل فتح ساحة الحياة لأفكارنا مشاعرنا الجميلة ومعرفتنا الفنية.
القائد آبو: “…مطلقا يجب أن يكون هناك مستوى للمشاعر ولكنه كاف وصحيح. اين هذا الشعور؟ فكروا هل لديكم حزن وأسى؟ اذا كان موجودا, فهو ضد ماذا ؟ هل تفكرون بالجانب التاريخي للمشاعر ومشاعر الحزن؟ أنتم تنظرون إلى الحزن لأجل الطبيعة, الجغرافية, الوطن, الشعب, الاطفال, كبار السن, الرجال, الحرف, الفقراء, المساكين, المجانين, المتوحشين و فاقدي العقل, بالمحصلة هل ترون تطور مشاعركم مع الحقائق؟ في الحقيقة يجب التمعن في دراسة مشاعركم. لماذا؟, ضد ماذا؟، كيف تتطور؟, ماذا تهدف؟ في هذا الجانب ايضا يوجد غموض. هذه المشاعر التي تسمونها شاعرية, ذات طابع سطحي وسلبي, لا تستطيع ايصالكم لرأي سياسي وسليم. ردود الفعل السياسية حتى إن كانت تستند إلى اسس محقة تعتبر سم. سواء كان رد فعل او تعاطف، لا مكان لرد الفعل او التعاطف في السياسة. تتخذ المعايير الموضوعية اساسا. لا يمكن أن تسير السياسة على اساس الكراهية. يجب ان يكون هناك مشاعر الانتقام، لكن عليكم ان لا تنسوا تحويلها الى سياسة هو فن بحد ذاته… ” القائد بتقييمه هذا يدعونا الى تطوير ابجدية هذا الفن.
تسييس المشاعر وآلية الدفاع الذاتي
تسييس المشاعر, يعني تطوير آليات الدفاع الذاتي لدينا, التي يمكن أن يضربنا نضربهم، تعني ان نطور آلية الدفاع الذاتي لكي لا نسمح بضربنا ورفاقنا و شعبنا. لأن اكثر الساحات التي يستغلها النظام الرأسمالي ومن خلالها يضرب الشعوب ويبقيها دون حماية هي ساحة المشاعر. يحارب النظام الرأسمالي باستمرار من أجل ابقاء المشاعر بدون حماية وإضعافها. كما أنه يستفيد من تراكم جميع الأنظمة السابقة له في هذا المجال ويستخدم إبداعاته، لكن النظام الرأسمالي يحلل الوضع الحالي للشخصية والمجتمع ويخلق السياسات اليومية للحظات. ويهدف إلى فرض الغباء على الفرد والمجتمع في عالم المشاعر بقدر ما هو في عالم الفكر، تفرض قبول مشاعر السلطة على الفرد والمجتمع بدلا من مشاعر الإنسان الخام.
بهذه الغاية ، فإن السلطة في نشاط مستمر لأجل احتلال المشاعر والأفكار لدى الفرد والمجتمع. هذا الاحتلال والسيطرة يصبح عائق امام تسييس مشاعر الفرد والمجتمع. هل نعرف تلك المشاعر التي تحتلنا؟ هل شعرنا بها؟ هل يمكننا تحديدها وتغييرها وفقا لحقيقتنا؟ هل مشاعرنا محتلة بالخيال, الدوغمائية, الوضعية, الدين, الخوف أو الشجاعة الجريئة, الحساسيات, الخداع, القدرية, اليأس أو الغرائز؟ النظام بفكره يطور سلطته المخادعة في الفكر والمشاعر. وتسيير المجتمعات بسهولة بهذا الشكل المخادع. يا ترى ما هو تأثير هذا الفكر علينا وعلى مجتمعنا؟ ما هو كم تأسيس هذا الفكر علينا؟ في إجابة هذه الأسئلة التفكير مهم. بسبب حبنا للحماية الذاتية وعدم إخفاقنا في هذا الجانب مرتبط بالإجابة على هذه الاسئلة. هذه إجابات حياتية. إن لم يعي الفرد والمجتمع الفارق بين المشاعر وافكارهم, ولم يعرفوا هذا الاحتلال, لم يحرروا انفسهم, لم يخوضوا الكفاح المستمر, هذا الفرد والمجتمع لن يستطيعوا إنهاء احتلال وتحرير الوطن. كون المشاعر والفكر لم يتغير, فإنه يعمل وفقا للعدو لا لحرية الشعب والفرد هذه الحركة تعرضت للتعذيب من الجانب الفكري للعدو, إن تضحي بنفسها, تقاوم, وقتها ستكون لمطحنة العدو قطرة ماء. نحن نعرف هذه الحقيقة جيدا من افعالنا السابقة. بمعرفة وفهم مشاعرنا التي تم احتلالها و النضال الفكري نستطيع سد الطريق امام هذه الاحداث المأساوية والمؤلمة. بالتالي إخراجها من وضعية القدر.
ماهي المشاعر التي ترفع الفرد والمجتمع؟ كيف هو ارتباط هذه المشاعر بالمقاومة, الدفاع الذاتي؟
القائد آبو يحدد هذه المشاعر بالنسبة له بشكل واضح وشفاف. ” المشاعر الاساسية التي ترفعني, هي مشاعري الوطنية, مشاعري تجاه المجتمع, ايضا مشاعري تجاه المرأة, لأن ارتباطاتي قوية جدا, اطور مقاومتي, تنظيمي وتكتيكاتي اليومية. لماذا؟ لأنه ارتباطي بالحياة قوي, محبيني كُثر، المرتبطين فيَ كثيرون، كثيرون يريدون أن اعيش. وأنا أقاوم بشدة ، أنظم نفسي بشكل رهيب ، اذا تلاحظون أنني لا أخسر بسهولة. كيف نعيش إذا كان لديكم الجواب؟ وقتها فكروا كيف لا يمكنكم تحويل هذا الوطن إلى وطن جميل ومحرر. لا تعبروا به إلى المناطق المحررة؟ وكيف لا يمكنكم تطوير الرفاقية مع رفاق دربكم؟ ومرة اخرى كيف لا يمكنكم الارتقاء بتنظيمكم إلى مستوى القيم العليا؟ بعد الإجابة على هذه الاسئلة لا يمكن أن لا تحرزوا النجاح. لأن هذه جميعا اجوبة سؤال كيف نعيش.”
النظام الرأسمالي يخرج سؤال كيف نعيش عن الحديث. لأنه هو نفسه يصبح صاحب القرار في كيفية عيشنا. هو يتخذ القرار. قرارته في بناء أو تدمير المجتمع يطبقها بحذافيرها. بتدمير المشاعر, تحطيم المشاعر الوطنية, إزالة الحب والسلام. مكان هذه المشاعر التي عافَ عليها الزمن القديمة تثبت نفسها. وفق هذا تعلن جميع سياساتها وتنتجها. و أحيانا جذور مشاعر الإنسان لكي تحتلها وتستخدمها لخدمتها بلغة السياسة تطورها. في الجوهر تكون المشاعر وعالم الفكر لدى الإنسانية عرضة للقصف. إدراك مغذى هذا القصف, حل رموزه, عدم الاستسلام لهذا القصف، التنظيم, الاستمرار في مقاومته مهمة الساحة السياسية. مهمة الساحة السياسية يمكن تحقيقها بنجاح من خلال إدراك المشاعر وتطويرها, كذلك ممكنة من خلال تسييسها. توجد مشاعر يجب تقويتها, تنظيمها وتكبيرها. عندما ندرك الفارق بين هذه المشاعر سنعرف وقتها المشاعر التي لا تقوينا و المشاعر التي لا تسيسنا فنفصلها عن بعضها وننظفها. ايضا سننفذ الابتعاد الابدي عن المشاعر السيئة. بقدر وعينا للمشاعر الجميلة نكون قد حميناها من الاحتلال وضغط النظام الرأسمالي.
يقيم القائد آبو العلاقة بين السياسة والدفاع الذاتي بهذا الشكل:
” لغة الحداثة الديمقراطية هي السياسية. يبني وينشئ كل هيكلية نظامه بفن التنبؤ السياسي. مستوى المجتمع الأخلاقي والسياسي العلمية لا السلطة. الواقع الذي يعيشه المجتمع الأخلاقي والسياسي اليوم ، أو مشكلته اليومية قبل الحرية, المساواة والتحول الديمقراطي هي الوجود. لان وجوده في خطر. أمام كل نوع من هجوم الحداثة, قبل كل شيء يتطلب الحماية الذاتية. لصد هذا الهجوم رد الحداثة الديمقراطية هو المقاومة بمعنى الدفاع الذاتي- الحماية الذاتية. لا يمكن امتهان السياسة بدون حماية المجتمع…جوهر السياسة المرحلية هو الدفاع الذاتي مرتبطا بالسياسة الديمقراطية. بالسياسة الديمقراطية يتم تطوير مجتمع اخلاقي سياسي، والدفاع الذاتي يحمي وجودها وحريتها و هيكلها في المساواة والديمقراطية ضد هجمات السلطة.
المشاعر الغير منظمة والغير مسييسة, التي لا توقظ ولا تسمو بذكاء الإنسان, تطور البطالة, الغفلة, البقاء في ذات المكان دون نتيجة, والتكاسل. تصبح سبب عدم اتخاذ القرارات, الخيارات الخاطئة باختصار تكون سبب الضياع في العديد من ميادين الحياة. واهم من كل ذلك ترك انسان بدون دفاع. لهذا السبب ، يمكن تعريف تسييس المشاعر هكذا. بتعرف الإنسان على مناخه العاطفي, جغرافيته و طبيعته وإدارتها, مشاركتها مع المراكز الاجتماعية, ببناء الحرية كذلك بالتسييس يستطيع استخدامه ايجابيا، بهذا المعنى يستطيع تسييس مشاعره, هذا مستوى تسييس المشاعر. القائد آبو في تحليلاته عن مستوى العبودية والمشاعر المسيسة يقَيًم ويقول: “العبودية لا تبنى ولا تنشئ على العمل المادي فقط، بداية تبنى على الذهن, المشاعر والجسد. لن تتطور عبودية العمل المادي إن لم تتطور العبودية الأيديولوجية .”. لذا علينا انشاء سياسات الحرية على الافكار, المشاعر و الجسد. يجب خلق مشاعرنا, افكارنا و أجسادنا بقوة حرية المشاعر ومستوى السياسة. هذه الظواهر لن تتطور بشكل تلقائي. نستطيع أن نحب شعبنا ، وممكن لمعاناتهم أن تحرق قلوبنا ، لكن يجب أن يكون حبنا لشعبنا من أجل تحريره من الآلام, يجب الارتقاء بمحبتنا وتسييسها, إن لم نسيس محبتنا ستصبح عنصر بدون تأثير, ألامنا ستصبح دوامة بدون نهاية وستظل ترافقنا.
في حين اننا نناضل من اجل حياة تسودها آثار المحبة, ليس الألم بل الحماس والسعادة يكونوا في مقدمتها الحياة الإنسانية في المقدمة, قيم مجتمعية الإنسان في الحرية, السلام والديمقراطية. حياة كهذه ليست خيال، ليست فقط يوتوبيا. نعم إنها فكرة تحيا في مركز خيالاتنا، لكن ليست حياة بعيدة لتصبح حقيقة. أحد المفاتيح الرئيسية لتحقيقها خطوة تلو أخرى و بنجاح هو توعية مشاعرنا, ربح هذا الوعي, كذلك تنظيم وتسييس مشاعرنا.
حقيقة هذا الموضوع مرتبط بطبيعة المرأة والرجل، في قسم انتولوجيا(علم الوجود) يأخذ مكانه وكذلك يرتبط مع موضوع الحياة المشتركة الحرة, ضمن هذا الاطار نجده دوما على جدول أعمال دراسات جينولوجيا. من الآن فصاعدا، سيظل موضوعا سنتوقف عليه من خلال ابحاث أقوى وتحليلات سوسيولوجية (علم اجتماعي). الدرس الذي يتحدث عنه القائد آبو “الدرس الذي اتعلمه منذ أربعون عاما” لأجلنا نحن مناضلي الحرية من الآن فصاعدا نتعلمه من قائدنا, من الحياة, من المجتمع, من جغرافيتنا. لهذا السبب نتائج التفكير التي تحصل في اكاديمية جينولوجيا مع الرفاق هي ذات اهمية كبيرة.
لهذا السبب نتائج التفكير التي تنتج في اكاديمية جينولوجيا ويتم تشاركها مع الرفاق هي ذات اهمية. لكن بقدر هذه المشاركة مع الرفاق, في نفس الوقت اسئلة الرفاق التي تتطور, الابحاث والدراسات التي تتقدم, التفكير والنقاشات التي تحصل ومشاركتها مع اكاديمية جينولوجيا حتى المرتبة الاخيرة هي مهمة. نحن نعيش حرباً وحشية شديدة للغاية. نقدم تضحيات جسيمة يومياً. من المهم للغاية أن نطور قوة الفكر والمشاعر الجماعية لكل منا كأفراد ومجتمع على حد سواء ، لأجل التقليل من التضحيات التي ندفعها ، وإنزال ضربات مؤثرة وناجحة بأعداء الحرية والسلام. بقدر تكبير المشاعر تسييسها ايضا ذو اهمية حياتية. على أمل الفهم الاعمق لهذه الاهمية التي تكبر يوما بعد يوم, مصدر الإنسان الاساسي هو تسييس قوة المشاعر والفكر, هذه القوة في النضال من أجل السلام, الحرية, الديمقراطية واكثر من ذلك تطبيقها.
بإيماننا بالنصر وشغفنا بالحرية نتمنى لكم النجاح ونقدم تحياتنا الحارة الى جميع الرفاق.

تسييس المشاعر وآلية الدفاع الذاتي
تسييس المشاعر, يعني تطوير آليات الدفاع الذاتي لدينا, التي يمكن أن يضربنا نضربهم، تعني ان نطور آلية الدفاع الذاتي لكي لا نسمح بضربنا ورفاقنا و شعبنا. لأن اكثر الساحات التي يستغلها النظام الرأسمالي ومن خلالها يضرب الشعوب ويبقيها دون حماية هي ساحة المشاعر. يحارب النظام الرأسمالي باستمرار من أجل ابقاء المشاعر بدون حماية وإضعافها. كما أنه يستفيد من تراكم جميع الأنظمة السابقة له في هذا المجال ويستخدم إبداعاته، لكن النظام الرأسمالي يحلل الوضع الحالي للشخصية والمجتمع ويخلق السياسات اليومية للحظات. ويهدف إلى فرض الغباء على الفرد والمجتمع في عالم المشاعر بقدر ما هو في عالم الفكر، تفرض قبول مشاعر السلطة على الفرد والمجتمع بدلا من مشاعر الإنسان الخام.
بهذه الغاية ، فإن السلطة في نشاط مستمر لأجل احتلال المشاعر والأفكار لدى الفرد والمجتمع. هذا الاحتلال والسيطرة يصبح عائق امام تسييس مشاعر الفرد والمجتمع. هل نعرف تلك المشاعر التي تحتلنا؟ هل شعرنا بها؟ هل يمكننا تحديدها وتغييرها وفقا لحقيقتنا؟ هل مشاعرنا محتلة بالخيال, الدوغمائية, الوضعية, الدين, الخوف أو الشجاعة الجريئة, الحساسيات, الخداع, القدرية, اليأس أو الغرائز؟ النظام بفكره يطور سلطته المخادعة في الفكر والمشاعر. وتسيير المجتمعات بسهولة بهذا الشكل المخادع. يا ترى ما هو تأثير هذا الفكر علينا وعلى مجتمعنا؟ ما هو كم تأسيس هذا الفكر علينا؟ في إجابة هذه الأسئلة التفكير مهم. بسبب حبنا للحماية الذاتية وعدم إخفاقنا في هذا الجانب مرتبط بالإجابة على هذه الاسئلة. هذه إجابات حياتية. إن لم يعي الفرد والمجتمع الفارق بين المشاعر وافكارهم, ولم يعرفوا هذا الاحتلال, لم يحرروا انفسهم, لم يخوضوا الكفاح المستمر, هذا الفرد والمجتمع لن يستطيعوا إنهاء احتلال وتحرير الوطن. كون المشاعر والفكر لم يتغير, فإنه يعمل وفقا للعدو لا لحرية الشعب والفرد هذه الحركة تعرضت للتعذيب من الجانب الفكري للعدو, إن تضحي بنفسها, تقاوم, وقتها ستكون لمطحنة العدو قطرة ماء. نحن نعرف هذه الحقيقة جيدا من افعالنا السابقة. بمعرفة وفهم مشاعرنا التي تم احتلالها و النضال الفكري نستطيع سد الطريق امام هذه الاحداث المأساوية والمؤلمة. بالتالي إخراجها من وضعية القدر.
ماهي المشاعر التي ترفع الفرد والمجتمع؟ كيف هو ارتباط هذه المشاعر بالمقاومة, الدفاع الذاتي؟
القائد آبو يحدد هذه المشاعر بالنسبة له بشكل واضح وشفاف. ” المشاعر الاساسية التي ترفعني, هي مشاعري الوطنية, مشاعري تجاه المجتمع, ايضا مشاعري تجاه المرأة, لأن ارتباطاتي قوية جدا, اطور مقاومتي, تنظيمي وتكتيكاتي اليومية. لماذا؟ لأنه ارتباطي بالحياة قوي, محبيني كُثر، المرتبطين فيَ كثيرون، كثيرون يريدون أن اعيش. وأنا أقاوم بشدة ، أنظم نفسي بشكل رهيب ، اذا تلاحظون أنني لا أخسر بسهولة. كيف نعيش إذا كان لديكم الجواب؟ وقتها فكروا كيف لا يمكنكم تحويل هذا الوطن إلى وطن جميل ومحرر. لا تعبروا به إلى المناطق المحررة؟ وكيف لا يمكنكم تطوير الرفاقية مع رفاق دربكم؟ ومرة اخرى كيف لا يمكنكم الارتقاء بتنظيمكم إلى مستوى القيم العليا؟ بعد الإجابة على هذه الاسئلة لا يمكن أن لا تحرزوا النجاح. لأن هذه جميعا اجوبة سؤال كيف نعيش.”
النظام الرأسمالي يخرج سؤال كيف نعيش عن الحديث. لأنه هو نفسه يصبح صاحب القرار في كيفية عيشنا. هو يتخذ القرار. قرارته في بناء أو تدمير المجتمع يطبقها بحذافيرها. بتدمير المشاعر, تحطيم المشاعر الوطنية, إزالة الحب والسلام. مكان هذه المشاعر التي عافَ عليها الزمن القديمة تثبت نفسها. وفق هذا تعلن جميع سياساتها وتنتجها. و أحيانا جذور مشاعر الإنسان لكي تحتلها وتستخدمها لخدمتها بلغة السياسة تطورها. في الجوهر تكون المشاعر وعالم الفكر لدى الإنسانية عرضة للقصف. إدراك مغذى هذا القصف, حل رموزه, عدم الاستسلام لهذا القصف، التنظيم, الاستمرار في مقاومته مهمة الساحة السياسية. مهمة الساحة السياسية يمكن تحقيقها بنجاح من خلال إدراك المشاعر وتطويرها, كذلك ممكنة من خلال تسييسها. توجد مشاعر يجب تقويتها, تنظيمها وتكبيرها. عندما ندرك الفارق بين هذه المشاعر سنعرف وقتها المشاعر التي لا تقوينا و المشاعر التي لا تسيسنا فنفصلها عن بعضها وننظفها. ايضا سننفذ الابتعاد الابدي عن المشاعر السيئة. بقدر وعينا للمشاعر الجميلة نكون قد حميناها من الاحتلال وضغط النظام الرأسمالي.
يقيم القائد آبو العلاقة بين السياسة والدفاع الذاتي بهذا الشكل:
” لغة الحداثة الديمقراطية هي السياسية. يبني وينشئ كل هيكلية نظامه بفن التنبؤ السياسي. مستوى المجتمع الأخلاقي والسياسي العلمية لا السلطة. الواقع الذي يعيشه المجتمع الأخلاقي والسياسي اليوم ، أو مشكلته اليومية قبل الحرية, المساواة والتحول الديمقراطي هي الوجود. لان وجوده في خطر. أمام كل نوع من هجوم الحداثة, قبل كل شيء يتطلب الحماية الذاتية. لصد هذا الهجوم رد الحداثة الديمقراطية هو المقاومة بمعنى الدفاع الذاتي- الحماية الذاتية. لا يمكن امتهان السياسة بدون حماية المجتمع…جوهر السياسة المرحلية هو الدفاع الذاتي مرتبطا بالسياسة الديمقراطية. بالسياسة الديمقراطية يتم تطوير مجتمع اخلاقي سياسي، والدفاع الذاتي يحمي وجودها وحريتها و هيكلها في المساواة والديمقراطية ضد هجمات السلطة.
المشاعر الغير منظمة والغير مسييسة, التي لا توقظ ولا تسمو بذكاء الإنسان, تطور البطالة, الغفلة, البقاء في ذات المكان دون نتيجة, والتكاسل. تصبح سبب عدم اتخاذ القرارات, الخيارات الخاطئة باختصار تكون سبب الضياع في العديد من ميادين الحياة. واهم من كل ذلك ترك انسان بدون دفاع. لهذا السبب ، يمكن تعريف تسييس المشاعر هكذا. بتعرف الإنسان على مناخه العاطفي, جغرافيته و طبيعته وإدارتها, مشاركتها مع المراكز الاجتماعية, ببناء الحرية كذلك بالتسييس يستطيع استخدامه ايجابيا، بهذا المعنى يستطيع تسييس مشاعره, هذا مستوى تسييس المشاعر. القائد آبو في تحليلاته عن مستوى العبودية والمشاعر المسيسة يقَيًم ويقول: “العبودية لا تبنى ولا تنشئ على العمل المادي فقط، بداية تبنى على الذهن, المشاعر والجسد. لن تتطور عبودية العمل المادي إن لم تتطور العبودية الأيديولوجية .”. لذا علينا انشاء سياسات الحرية على الافكار, المشاعر و الجسد. يجب خلق مشاعرنا, افكارنا و أجسادنا بقوة حرية المشاعر ومستوى السياسة. هذه الظواهر لن تتطور بشكل تلقائي. نستطيع أن نحب شعبنا ، وممكن لمعاناتهم أن تحرق قلوبنا ، لكن يجب أن يكون حبنا لشعبنا من أجل تحريره من الآلام, يجب الارتقاء بمحبتنا وتسييسها, إن لم نسيس محبتنا ستصبح عنصر بدون تأثير, ألامنا ستصبح دوامة بدون نهاية وستظل ترافقنا.
في حين اننا نناضل من اجل حياة تسودها آثار المحبة, ليس الألم بل الحماس والسعادة يكونوا في مقدمتها الحياة الإنسانية في المقدمة, قيم مجتمعية الإنسان في الحرية, السلام والديمقراطية. حياة كهذه ليست خيال، ليست فقط يوتوبيا. نعم إنها فكرة تحيا في مركز خيالاتنا، لكن ليست حياة بعيدة لتصبح حقيقة. أحد المفاتيح الرئيسية لتحقيقها خطوة تلو أخرى و بنجاح هو توعية مشاعرنا, ربح هذا الوعي, كذلك تنظيم وتسييس مشاعرنا.
حقيقة هذا الموضوع مرتبط بطبيعة المرأة والرجل، في قسم انتولوجيا(علم الوجود) يأخذ مكانه وكذلك يرتبط مع موضوع الحياة المشتركة الحرة, ضمن هذا الاطار نجده دوما على جدول أعمال دراسات جينولوجيا. من الآن فصاعدا، سيظل موضوعا سنتوقف عليه من خلال ابحاث أقوى وتحليلات سوسيولوجية (علم اجتماعي). الدرس الذي يتحدث عنه القائد آبو “الدرس الذي اتعلمه منذ أربعون عاما” لأجلنا نحن مناضلي الحرية من الآن فصاعدا نتعلمه من قائدنا, من الحياة, من المجتمع, من جغرافيتنا. لهذا السبب نتائج التفكير التي تحصل في اكاديمية جينولوجيا مع الرفاق هي ذات اهمية كبيرة.
لهذا السبب نتائج التفكير التي تنتج في اكاديمية جينولوجيا ويتم تشاركها مع الرفاق هي ذات اهمية. لكن بقدر هذه المشاركة مع الرفاق, في نفس الوقت اسئلة الرفاق التي تتطور, الابحاث والدراسات التي تتقدم, التفكير والنقاشات التي تحصل ومشاركتها مع اكاديمية جينولوجيا حتى المرتبة الاخيرة هي مهمة. نحن نعيش حرباً وحشية شديدة للغاية. نقدم تضحيات جسيمة يومياً. من المهم للغاية أن نطور قوة الفكر والمشاعر الجماعية لكل منا كأفراد ومجتمع على حد سواء ، لأجل التقليل من التضحيات التي ندفعها ، وإنزال ضربات مؤثرة وناجحة بأعداء الحرية والسلام. بقدر تكبير المشاعر تسييسها ايضا ذو اهمية حياتية. على أمل الفهم الاعمق لهذه الاهمية التي تكبر يوما بعد يوم, مصدر الإنسان الاساسي هو تسييس قوة المشاعر والفكر, هذه القوة في النضال من أجل السلام, الحرية, الديمقراطية واكثر من ذلك تطبيقها.
بإيماننا بالنصر وشغفنا بالحرية نتمنى لكم النجاح ونقدم تحياتنا الحارة الى جميع الرفاق.

قد يعجبك ايضا